رمز الخبر: ۲۵۴۵۱
تأريخ النشر: 10:00 - 06 September 2010
مصیب نعیمی
عصرايران - قد تكون العلاقة بين البلدان المتباعدة جغرافياً على أساس المصالح والمبادلات الاقتصادية والمواقف السياسية، غير ان هذه العلاقة بين البلدان المتجاورة تعتبر استراتيجية قبل أي شيء.

وفي هذا الاطار يمكن وصف العلاقات الايرانية – القطرية بعلاقة متميزة او نموذجية حيث البلدان يتبادلان المشورة في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك ويتواصلان عبر القنوات الدبلوماسية والثقافية بشكل دائم، ويتوج هذا التبادل بلقاءات القمة لتؤكد على ديمومة المناسبات والحرص الدائم على تطويرها في كافة المجالات.

هذه العلاقة الطبيعية لا تعني التقليل من أهمية المناسبات مع بقية البلدان المجاورة، بل تشكل محركا لتعميم مثل هذه العلاقة مع الجميع. فالروابط الايرانية الكويتية التي تتمتع بجذور تاريخية وتعتمد على الاحترام المتبادل أيضاً تعتبر علاقة مميزة، والتلاقي الحضاري مع سلطنة عمان يندرج في إطار إنجازات البلدين، وهذا ما يزيد القناعة بضرورة وجود علاقات راسخة ومتوازنة بين ايران وجيرانها العرب.

ويدعم هذه القناعة التجربة التي خاضتها شعوبنا وبلداننا منذ قرون، فكما زاد اعتماد المجتمع الاسلامي في هذه البقعة الحساسة على ذاته وتقاربت مكونات هذا المجتمع فيما بينها فانها تكتسب احترام الآخرين، وعندما تدخل في صراعات جانبية فانها تخسر الحاضر و المستقبل.
ولم تكن حروب صدام العبثية ومحاولات امريكا لتأجيج الفتنة بين العرب والايرانيين الا نماذج من المراحل السوداء التي دفعت خلالها شعوبنا ثمناً باهضاً لمصلحة الاعداء والذين ينوبون عنهم في إثارة التوتر وترويج الفتنة.

لذا يتعين علينا ان نكون على مستوى مسؤولية الرسالة التي حمّلنا إيّاها الدين والمسؤولية الانسانية التي تحتم علينا ضرورة التلاقي والتعاون، والمسؤولية الوطنية التي توظفنا لنكون أكثر وعياً وادراكاً للحقيقة كي لا نعطي للذين يتربصون بنا شراً الفرصة للاستغلال واثارة التفرقة بيننا. كما يقال: الجار قبل الدار.