رمز الخبر: ۲۵۶۵۵
تأريخ النشر: 10:03 - 15 September 2010
إطلاق الاميركية سارة شورد
عصرايران - اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان العقوبات الدولية والأحادية الجانب على ايران سيكون لها تأثير في سوق النفط الخام في الجمهورية الاسلامية، في حين اعلن "بنك ملليت" الايراني في تركيا ان العديد من المصارف التركية التي تقيم علاقات وثيقة مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة أوقفت تعاملها المالي والتجاري مع ايران جراء العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على الجمهورية الاسلامية التي افرجت أمس عن الاميركية سارة شورد لقاء كفالة.

في غضون ذلك، وفي مؤشر الى انقسام الصفوة الحاكمة في ايران، وجه السياسي الإيراني المخضرم أكبر هاشمي رفسنجاني انتقادات شديدة ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس متهما اياه بـ"الفشل" في مواجهة آثار العقوبات.

وأصدر مجلس الامن في حزيران (يونيو) عقوبات جديدة على ايران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في تموز (يوليو) العقوبات الخاصة التي تستهدف قطاع الطاقة الايراني.

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" ان الوكالة الدولية أفادت في تقرير لها الاسبوع المنصرم بانه قد يكون على ايران البدء بتخزين النفط الخام، مشيرة الى ان "العقوبات الجديدة لها تأثير غير مقصود على تجار النفط الخام".

وقال مسؤول في شركة نفط غربية في لندن للصحيفة طالبا عدم ذكر اسمه ان "بات من الصعب على نحو متزايد التعامل في قطاع الطاقة الإيراني".

وفي اسطنبول، اعلن "بنك ملليت" الايراني في تركيا ان العديد من المصارف التركية التي تقيم علاقات وثيقة مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة أوقفت تعاملها المالي والتجاري مع ايران جراء العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة عليها.

وقال يونس هرمزي رئيس مجلس ادارة "بنك ملليت" في تركيا لـ"رويترز" ان عددا كبيرا من الصفقات مع المصارف التركية توقف.

أضاف ان "البنك تقدم للتعامل مع مصارف جديدة محتملة في تركيا لانه لا يزال ينتظر الجواب".
وأكد ان "رجال الاعمال يمكن ان يستمروا في القيام بصفقاتهم". وأشار الى ان "المشكلة الكبيرة التي واجهتنا هي عدم القدرة على ارسال أموال من ايران الى اوروبا والتي تحتاجها لتوفير اليورو".

وقال ان "المصارف التركية هي بمثابة مصارف وسيطة لتبادل العملات"، واضاف "اننا نقترح التداول بالليرة التركية بدلا من اليورو. نحن نتوقع ان تتم الصفقات التجارية بالعملة الايرانية وبالليرة التركية".

وأشار الى ان وفدا اميركيا يزور تركيا حذر المصارف مما دفع بعضها الى الانسحاب من الصفقات الايرانية. وأكد ان "اي ضغوط لم تفرض على المصارف من قبل الحكومة وان المصارف اتخذت القرار بصورة مستقلة".

الى ذلك، أفرجت السلطات الايرانية بكفالة عن الاميركية سارة شورد المحتجزة في ايران منذ تموز (يوليو) 2009 للاشتباه بقيامها بالتجسس.

وأكد موقع النيابة العامة الايرانية على الانترنت انه "تم تسليم سارة شورد الى المسؤولين في السفارة السويسرية في ايران، والتي تمثل المصالح الاميركية بعد الافراج عنها من السجن". اضافت النيابة ان "المحقق في القضية أبلغ المدعين في طهران بشأن ضمانة مصرفية خاصة بالكفالة. وبعد موافقة المدعي أصدر أمرا بالافراج عنها".

وقال مسعود شافعي محامي شورد كذل لوكالة "ايسنا": "لقد تم الافراج عن موكلتي من سجن ايوين"، مشيرا الى "أن لا شيء يحول دون مغادرة موكلتي البلاد.

وكان مدعي طهران عباس جعفري دولت ابادي اعلن الاحد الماضي ان ايران مستعدة للافراج عن شورد لقاء كفالة قدرها 500 الف دولار. فيما استبعد آبادي إمكانية إطلاق سراح المعتقلين الأميركيين المتبقيين بكفالة مالية قبل محاكمتهما.

وقال آبادي لقناة "برس تي في" الإيرانية إن "عليهما (المعتقلين الأميركيين) انتظار محاكمتهما في محكمة الثورة وبالتالي لا حديث عن إطلاق سراحهما حتى الآن"، مضيفاً أن مدة اعتقالهما مددت ولهما حق الاستئناف.

وأوقفت القوات الايرانية شارة شورد وشاين باور وجوش فتال في 31 تموز (يوليو) 2009 بعد ان اجتازوا مشيا الحدود الايرانية آتين من كردستان العراق المجاور.

ويتوقع ان يؤدي الافراج عن شورد الى تخفيف حدة التوتر بين ايران والولايات المتحدة الى حد ما بعد ان ارتفع في الاشهر الاخيرة بسبب برنامج طهران النووي المثير للجدل.

في غضون ذلك، رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما امس بافراج ايران عن شورد، وحض طهران على ان تطلق سراح رفيقيها و"اميركيين اخرين معتقلين او مفقودين في ايران".

وقال اوباما في تصريح "انا مسرور جدا بالافراج عن ساره شورد من جانب الحكومة الايرانية، وبكونها ستلتقي عائلتها قريبا". اضاف "في حين تم الافراج عن ساره، فان شاين باور وجوش فتال لا يزالان سجينين في ايران من دون ان يرتكبا اي جرم".

وتابع اوباما "لا نزال نأمل بان تظهر ايران تعاطفها عبر ضمان عودة شاين وجوش وجميع الاميركيين الاخرين المعتقلين او المفقودين في ايران".

ووجه الرئيس الاميركي شكر الولايات المتحدة "الى السويسريين" الذين يمثلون المصالح الاميركية في ايران كما وجه الشكر ايضا الى سلطنة عمان.

وعن الكفالة التي حددتها طهران للافراج عن شورد، قال الناطق باسم الخارجية الاميركي ديفيد كراولي في مؤتمر صحافي ان بلاده "لم تدفع شيئا" مقابل الافراج عنها، مضيفا ان طرفا ما "قدم ضمانات كافية للحكومة الايرانية".

وتابع الناطق "اذا قام طرف ثالث بدفع اموال فلا علم لنا بذلك"، كما قال كراولي ايضا "لا نعتقد انهم انتهكوا اي قانون، الا اذا كانوا عبروا حدودا لا نعرفها".

اما داخليا، فقد وجه السياسي الإيراني المخضرم أكبر هاشمي رفسنجاني انتقادات شديدة ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس متهما اياه بـ"الفشل" في مواجهة آثار العقوبات. وقال رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء إن الجمهورية الإسلامية تتعرض لضغوط عالمية لم يسبق لها مثيل وإنه من الخطأ أن تقول الحكومة ان العقوبات لا تشكل تهديدا للاقتصاد.

اضاف رفسنجاني رئيس المجلس الذي يمكنه عزل وتعيين الزعيم الأعلى، لكنه لم يمارس هذا الحق حتى الآن "أيها السادة يتعين عليكم توخي الحذر والحرص. لا تهونوا من شأن العقوبات. يجب ألا يخدع الناس". ودون أن يذكر اسم الرئيس الذي وصف العقوبات بانها "تدعو للرثاء" ولا تزيد فعاليتها على "منديل مستعمل" كان حديث رفسنجاني موجها إلى احمدي نجاد الذي فاز عليه في انتخابات الرئاسة العام 2005.

وقال في خطابه الافتتاحي في اجتماعات المجلس التي تستمر يومين ان "ايران لديها قدرة هائلة تمكنها من التغلب (على العقوبات) لكني أشك في أن تكون هذه القدرة مستغلة بالطريقة المثلى.

لم نشهد من قبل مثل هذه العقوبات المشددة والتي تزداد شدة يوما بعد يوم. كلما وجدنا ثغرة يسدونها (القوى الغربية)".

وتأتي انتقادات رفسنجاني الذي ابدى تعاطفا مع حركة الإصلاح الإيرانية بعد تصريحات مشابهة أدلى بها متشددون في البرلمان والسلطة القضائية.

وظهرت الانقسامات بين الصفوة الحاكمة بوضوح اكبر في الأشهر الأخيرة مع تبدد احتجاجات المعارضة على فوز احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية العام 2009.

وقال رفسنجاني "نحن نواجه محاولات لإثارة الفرقة"، محذرا من ان الصراع الداخلي قد يضر الثورة الإسلامية التي كان حليفا مقربا لقائدها آية الله روح الله الخميني.

اضاف "داخل البلاد يتعين علينا اليقظة حتى لا تتضرر وحدتنا. الذين يعتقدون أن في امكانهم الاستفادة من إثارة الفرقة ينتهجون نهجا شيطانيا".

وأبدى رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي امس شكوكا حيال "صدقية" المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، الذي اتهم علنا ايران بعرقلة عمل المفتشين الدوليين الذين يحققون في انشطتها النووية.

واعرب امانو اول من امس عن "الاسف العميق" لرفض طهران دخول مفتشين اثنين تابعين للوكالة الى ايران، ما سيعرقل قدرة الوكالة على التحقيق في طبيعة البرنامج النووي الايراني.

وقال في افتتاح الاجتماع المغلق لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان "الاعتراضات المتكررة للايرانيين على السماح بعمل مفتشين مطلعين على دورات الوقود النووي والمواقع في ايران، تعوق عملية التفتيش".

وقال صالحي في تصريحات نقلتها امس وكالة الانباء الايرانية ارنا ان "تعليقات امانو لا تضر فقط بصدقيته، بل تشكل اهانة للمفتشين الاخرين في الوكالة".