رمز الخبر: ۲۶۰۲۷
تأريخ النشر: 10:42 - 29 September 2010
أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن «لا مشاكل» في العلاقات بين بلاده وإيران، رافضاً في شدة اتهام طهران بدعم ناشطين شيعة تقول المنامة أنهم يحرضون على «عمليات إرهابية وتخريبية».

لكنه كشف في مقابلة مع «الحياة» على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن المعتقلين اعترفوا بتلقي دعم من جهات عدة، رافضاً تحديد هذه الجهات ومفضلاً ترك الأمر للقضاء. واتهم وسائل إعلام دولية بأنها نقلت «صورة مضخمة جداً» للقضية. وشدد على أن لقاء مسؤولين إسرائيليين «ليس تطبيعاً». وفي ما يأتي نص المقابلة:

> هناك قلق على البحرين من تطورات عدة، بما فيها سلسلة أحداث تضعونها في إطار «مخططات تخريبية» سيُحاكم المتهمون بالوقوف وراءها. إلى أي مدى يؤثر ذلك في استقرار البحرين وتماسكه؟

- البحرين مستقرة ومتماسكة، وليس هناك ما يهدد أمنها واستقرارها، لا على المدى القريب أو المدى البعيد. هناك بلا شك محاولات للتحريض على عدم الاستقرار وإثارة البلبلة والعنف والترويع والإرهاب، كما ارتكبت أعمال إرهابية للإضرار بالمواطنين والمقيمين، لكن ما لا شك فيه أن البلد ثابت ومستقر، والصورة التي رأيناها في بعض الصحافة العالمية مضخمة جداً جداً ولا تعكس حقيقة ما يجري في البحرين.

تم القبض على مجموعة من الذين حرضوا على محاولة قلب نظام الحكم، وأشدد على كلمة حرضوا، وقاموا بارتكاب أعمال عنف في الشارع. الموضوع الآن أمام محاكم البحرين، وهو محصور في هؤلاء الأشخاص المخالفين للقانون ومرتكبي الأعمال الإرهابية، ومحصور في هذه الأعمال. أما الوضع السياسي، فهو مستقر جداً والانتخابات ستُجرى في 23 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وكل أطياف المجتمع موجودة في البرلمان، ومن أراد أن يشارك ولم يكن موجوداً، فليشارك. وعندنا عدد مرشحين قياسي في هذه الانتخابات غير المسبوقة.

> يعني هذا أنه كانت هناك محاولة إنقلابية قمتم بإحباطها؟

- هذا تحريض وهناك من يحرض، والمتهمون اتهموا بالتحريض على عدم الاستقرار وارتكاب أعمال إرهابية.

> من وراء هذا التحريض؟

- لا شك في أن هؤلاء تلقوا تدريبات في الخارج ويتلقون أموالاً من الخارج، لكن هذا الكلام نتركه للمحكمة، لأن التحدث عنه الآن في شكل سلبي يؤثر في سير القضية أمام المحكمة، ونحن نريد أن يأخذ القضاء والعدل مجراه.

> لكنك قلت إنهم تلقوا تدريبات في الخارج...

- بلا شك. الكل يعلم أنهم تلقوا تعليمات في إحدى دول المنطقة وتلقوا أموالاً، لكن المحكمة هي الفيصل.

> هل تدربوا في دول مجاورة؟

- لا شك (انهم تدربوا) في دول في المنطقة او في غيرها.

> في إيران؟

- هذا كلام يُقال أمام المحكمة، ولا أريد التأثير في سير القضية.

> هل هناك أي دور لدول عربية في دعمهم؟

- من ناحية دعمهم، هناك اعترافات بأنهم تلقوا دعم جهات عدة نترك للقضاء تحديدها. نحن نحترم القضاء في مملكة البحرين، وأي شيء نقوله الآن قد يؤثر سلباً.

> ألقيتم القبض على 23 شخصاً تقولون إنهم سيحاكمون، لكنكم تؤكدون أن من تسمونهم «مخربين» عددهم أكثر من 200 شخص هل هؤلاء جميعاً مواطنون بحرينيون؟

- القيادة كلها بحرينية، وأحدهم يحمل الجنسية البريطانية إلى البحرينية لأنه يعيش في بريطانيا. بعضهم اعتقل وبعضهم ما زال في بريطانيا. هؤلاء هم الـ 23 شخصاً. بعد ذلك يأتي من يقومون بأنفسهم بالأعمال الإرهابية والتخريب وإلقاء الزجاجات الحارقة (المولوتوف) على السيارات المدنية وسيارات الشرطة، وهؤلاء غالبيتهم الساحقة من البحرينيين، لكن بينهم مواطني دول شقيقة مجاورة.

ونرى أن مواطني الدول الشقيقة تم توريطهم في هذا الموضوع، وأؤكد على هذا لأن الواضح أن شبكة العمل موجودة في البحرين وأثرت عليهم بطريقة أو بأخرى، فقاموا بهذه الأعمال في البحرين، لكن لديهم نية بأن يقوموا بهذه الأعمال في دولهم في شكل أو آخر.

> وهل تنتشر هذه الشبكة في الدول الخليجية كلها؟

- الشبكة قبضنا على رؤوسها، جزء كبير منها في البحرين. لكن ما لا شك فيه هو وجود عنصر غير بحريني معهم في القيام ببعض الأعمال الإرهابية وعمل «بروفة» عليها. وهذا العنصر له امتداد، لكن هذا الموضوع سيكون أمام المحكمة.

> وما هي جنسيات المعتقلين غير البحرينيين؟

- من دول مجاورة في المنطقة.

> دول عربية؟

- نعم. وأقول لك إنهم من دول مجلس التعاون الخليجي. ولنترك هذا الموضوع المنظور أمام المحكمة، لأن مسألة توجيه الاتهامات ليست دوري، إنما دور المحكمة والنيابة العامة والقضاء.

> زار مسؤولون أمنيون كبار من دول مجلس التعاون الخليجي البحرين للتحدث في هذا الأمر خوفاً من أن تكون لهذه المجموعات نوايا لتنفيذ عمليات في بلدان أخرى، وان يكون ما حدث في البحرين، كما قلت، «بروفة» لما يريدون فعله في دول عربية اخرى. من زاركم؟

- نحن على اتصال بالكل. كان عندنا مؤتمر وزاري لدول جوار العراق، ولا شك أنهم بحثوا في هذا الموضوع وتكلموا فيه. وما أريد قوله، حتى لا تجري هذه الأمور عندهم، إن دول مجلس التعاون مهتمة بالموضوع والأعمال التي جرت حتى الآن في البحرين، وأبلغ دليل على ذلك هو ذهاب السفراء مجتمعين إلى وزارة الخارجية البريطانية لإبداء الموقف الموحد في ما يتعلق بالمقيمين في بريطانيا الذين يحرضون على الإرهاب في دولنا.

> ماذا طلبتم من البريطانيين في هذه المسألة؟

- هذا كان قراراً من المجلس الوزاري لمجلس التعاون. طلبنا منهم أن يتعاملوا بجدية مع هذه المجموعة الإرهابية وغيرها ممن يقيمون في بريطانيا ويحرضون ويوجهون الأوامر لإسقاط الأنظمة وارتكاب الأعمال الإرهابية وغير القانونية من هناك. هذا ما أبلغناهم به.

> وهل قالوا لكم ما فحواه انه لو كانت لديكم ديموقراطية أكثر لما وقعتم في هذه المشاكل؟

- لم يقولوا هذا الكلام...

> ماذا قالوا؟

- البريطانيون أصدقاؤنا وحلفاؤنا من زمان. قالوا نحن نراقبهم من زمان، ونعلم ما يقولون، لكننا ملتزمون بالقانون البريطاني. وأكدوا أنهم لن يتأخروا دقيقة واحدة إذا ارتكب هؤلاء أي مخالفات، بحسب القانون البريطاني. نحن نعمل مع البريطانيين، وهناك تعامل دائم بين السلطات الأمنية في بريطانيا وفي دولنا. لم يقولوا شيئاً عن مسائل الديموقراطية، بل على العكس.

> هل تحدثوا عن حقوق الشيعة؟

- إذا كان هناك بلد أخذ فيه الشيعة حقوقهم في كل المنطقة، فليس هناك بلد أكثر من البحرين. وهذا حدث منذ عقود. الشيعة جزء لا يتجزأ من مواطنينا، وليس هناك أحد أفضل من أحد، السني ليس أفضل من الشيعي والشيعي ليس أفضل من السني. في البحرين المواطنون سواسية تحت القانون، وعندنا رئيس السلطة جلالة الملك، وعندنا الدستور والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، لكن إذا كنا نبني الأمور على أشياء ومواضيع تاريخية، فالحديث يطول.

> لكن هناك مطالب داخلية ومعارضة تطالب بحقوق الشيعة.

- كل بلد فيه حراك سياسي وديموقراطية فيها مطالب. أعطيني بلداً واحداً في العالم (يخالف هذه القاعدة).

> لكن الوضع في البحرين قلق، وهناك محاولات انقلابية ومعارضة مستاءة.

- المنطقة تغلي من حولنا، ونحن جزء من المنطقة. نعاني شيئاً اسمه الطائفية لم يولد في البحرين. ونعاني من عدم الاستقرار في المنطقة، وهذا لم نتسبب نحن فيه.

> ما الدور الإيراني في التحريض المذهبي؟

- أنا لا أتكلم على الدور الإيراني في هذه المنطقة، أنا أتكلم على الهويات... للأسف، نحن تفرقنا الآن هويات مذهبية فرقت دولاً ومجموعات داخل المجتمعات، وهذا هو الشيء الذي نعاني منه ونحاربه ونحاول أن نتجاوزه ونجعله خلفنا. وطبعاً خلال هذا الوقت يظهر من يطالب، أو من هو غير راض.

لكن ما أريد أن أؤكده هو أنه إذا كان هناك ما لا يعجبهم، فلدينا برلمان. إذا كان لديك نائب أو فكر معين، احضره إلى البرلمان. هذا هو المخاض الذي نحاول فيه، الانتقال إلى الديموقراطية ونحن نتوجه نحو هذا.

> هل هناك اختراق إيراني للبحرين والكويت، نظراً إلى تشابه التطورات في البلدين؟

- ليس هناك اختراق إيراني، هناك محاولات اختراق إرهابية، لكن أستطيع أن أقول لك إننا مسيطرون عليها. لن نتهم إيران بهذا الموضوع مباشرة. نحن لا نتهم إيران.

> عبر وزراء خارجية من مجلس التعاون الخليجي عن قلق بالغ من انتقام إيراني من دول المنطقة، لا سيما الكويت والبحرين، إذا شددت العقوبات الدولية على طهران، خصوصاً عندما تقوم الدول العربية والخليجية بتنفيذ المطلوب منها في إطار هذه العقوبات. هل تشاطرهم هذا الرأي؟

- والله نحن ملتزمون العقوبات وأي قرارات تصدر من الشرعية الدولية في ما يتعلق بالعقوبات تجاه أي بلد. وهذا يقتنع به الأخوة في إيران ويعرفونه وسمعوه منا. لكن عندنا الآن علاقات طيبة مع إيران، وليست بيننا مشاكل. نحن لا نريد لإيران أن تكون في مأزق مع المجتمع الدولي في ما يتعلق بملفها النووي، ونؤكد ذلك دائماً، ونرحب بإعلانهم سلمية برنامجهم النووي. ما نؤكد عليه دائماً هو أن الشفافية هي المفتاح. هذا هو الأسلم لهم، ونتمنى لهم كل الخير وليست بيننا وبينهم أي مشكلة.

> تنفيذ قرار تشديد العقوبات يتطلب من الدول الخليجية المجاورة لإيران القيام بإجراءات ستؤذي طهران. هل تخشى انتقاماً إيرانياً؟

- قد لا أتفق معك في إذا ما كانت (هذه العقوبات) ستؤذي إيران أو لا تؤذيها. لا أعرف، لكن المسألة التي أتمسك بها هي مبدأ تطبيق الشرعية الدولية. لم يحدث أن تجاهلنا في البحرين وحتى في دول مجلس التعاون، تطبيق قرارات الشرعية الدولية. ونلتزم بها دائماً، والأخوة في إيران يحترمون هذا الموقف، وإن لم يعجبهم. فهم يحترموننا ونحن لسنا ضد الشرعية الدولية.

> نفهم أنك غير قلق من انتقام إيراني منكم؟

- لماذا نقلق من انتقام إيراني منا؟ لم يأتنا أي تهديد مباشر من إيران، أنت تسمعين أصواتاً هنا وهناك...

> هذا ما سمعته من أحد وزراء الخارجية الخليجيين...

- أحترم رأيه، لكننا نعرف الإيرانيين، ونحن خير من يعرف الإيرانيين بعلاقاتنا التاريخية معهم ولنا اتصالات مباشرة دائمة، أنا أذهب وهم يجيئون. لسنا قلقين منهم قلقاً مباشراً أبداً. بيننا وبينهم أمور كثيرة واضحة، وعلى رغم كل الصعوبات التي بيننا وبينهم التي تمر بين آن وآخر، نجحنا سوياً في إيجاد آلية للتعامل السريع مع أي خلاف قد يقع.

> متى توصلتم إلى هذه الآلية، علماً بأنك قلت العام الماضي إنكم ستدفعون ثمن ضرب إيران أو اتفاق معها، متى توصلتم إلى هذه الآلية ومتى أصلحتم العلاقة؟

- هذا ليست له صلة بالعلاقة البحرينية - الإيرانية، نحن نتكلم على الوضع الدولي حولنا الذي يجب أن نكون لاعبين فيه كدول في المنطقة. لا أتكلم على البحرين. المنطقة يجب أن تكون مطلعة وعالمة بما يجري من أمور، فإن كانت هناك ضربة، نحن ضدها ولن نسمح بها بأي شكل من الأشكال، وإن لم تكن وكان هناك نوع من التفاهم، فنحن نطمح ونود أن نكون جزءاً من هذا التفاهم لأنه في مصلحتنا جميعاً.

أنا أتكلم الآن على العلاقة البحرينية - الإيرانية. تسألين متى حدث التفاهم. حدث هذا عندما صدرت التصريحات التي تدعي تبعية البحرين لإيران وما شابه ذلك، وضعت مع وزير الخارجية الإيراني أخي السيد منوشهر متقي، آلية تقتضي التعامل بجدية وبسرعة مع مثل هذا الكلام غير المقبول في أي مرة يطرح فيها، وينتهي الموضوع. هناك مثالان أو ثلاثة في الأعوام الثلاثة الماضية، لكن عندما يصدر صوت للمطالبة بالتبعية، فهذه أصوات نشاز.

> وهل تتضمن هذه الآلية ضمانات لكم بعدم دعم محاولات إنقلابية؟ هل عندكم تطمينات من إيران بأنها لن تسمح بتدريبات عندها أو حيث لها نفوذ؟

- نحن لا نتهم إيران أبداً بحركات الإرهاب، وأؤكد أن هذا لم يحدث أبداً. العمليات الإرهابية موجودة في العالم كله وموجودة في منطقتنا.

> قلت إن المتهمين تلقوا تدريبات في الدول المجاورة.

- لا. قلت إنهم تلقوا تدريبات في المنطقة، لا في الدول المجاورة. لنكن حذرين في هذا الموضوع. هم تلقوا تدريبات، والمنطقة فيها جيوب هنا وهناك تدرب الإرهابيين... قد لا تكون هناك سلطة للدول عليها، لكن المسألة وما فيها أنني لا أتهم إيران بهذا الموضوع.

> هناك قلق هذه الأيام من التطورات الأمنية في لبنان، وخوف من أن تكون مدخلاً لضرب الاستقرار الإقليمي. هل لديك هذه المخاوف؟

- موضوع لبنان يهمنا جميعاً، ونحن قلقون من التطورات الأخيرة التي حدثت في هذا البلد العزيز. حقيقة أقول بلداً عزيزاً لأنه بلد نحبه وأنا أحبه شخصياً وأعتبر أنه جزء من هويتنا العربية التي يجب أن نحافظ عليها، وهوية العرب الجميلة الحضارية التي تجدها هنا في نيويورك وتجدها في كل مكان. ثقافتنا يعكسها لبنان في الحقيقة، وإذا تعرض لبنان للتفكك أو لمشاكل أو لخلاف أدى إلى حرب داخلية، فسيكون هذا خسارة كبيرة وسيؤثر بلا شك على استقرار المنطقة من جوانب عدة: سيؤثر على عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وسيؤثر على التعاون العربي ووحدة الموقف.

نحن نرى أن لبنان كما هو يجسد تنوع وعمق الحضارة. نرى أنه الآن فيه الكثير من عناصر الخلافات الموجودة بين الدول العربية، فإن تمكنا من احتوائها سيتحسن وضعنا، وإذا انفرطت سيؤثر ذلك سلباً علينا كدول عربية، وسيؤثر على التعاون العربي المشترك وعملية السلام في الشرق الأوسط.

> لماذا إذن هذا التجاهل العربي، وربما الدولي أيضاً، للموضوع اللبناني؟

- ليس هناك تجاهل. الأخوة اللبنانيون لا يريدون أي تدخل. يريدون أن يأخذوا الأمور بأنفسهم، أو أن يختاروا من يريدون أن يتعامل مع الوضع اللبناني. لكن هل جاء لبنان وطلب من العرب موقفاً معيناً؟ لم نر هذا الشيء.

> سؤالي الأخير عن طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الدول العربية التطبيع مع إسرائيل، هل ستلبون هذه الدعوة، وهل يعتبر جلوس ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى جانب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في نيويورك أثناء جلسة لمبادرة كلينتون العالمية، نوعاً من تلبية دعوة أوباما إلى التطبيع؟

- جلس سمو ولي العهد في هذه الجلسة قبل خطاب الرئيس أوباما، في إطار مشاركاته الدائمة في المحافل الدولية، وهي مشاركة جد إيجابية، ليس فقط لمصلحة البحرين، بل لمصلحة الدول العربية كلها وللموقف العربي، لأنه يعطي الصورة الصحيحة الإيجابية دائماً.

المشاركة كانت في جلسة دعا إليها الرئيس (الأميركي السابق بيل) كلينتون للحديث عن السلام وما بعد السلام، ولم يبحثوا في كيفية الوصول إلى السلام. كانوا يتحدثون عما كان سيحدث إذا تحقق السلام.

يجب أن نتجاوز هذا الأمر. عندما يستمع شخص إلى كلام الآخر فهو لا يطبع، وهي ليست خطوة تطبيعية أبداً. الكلام إذا صدر من ولي العهد فهو موجه إلى السمع الإسرائيلي، وإذا صدر من الرئيس الإسرائيلي، فإننا نريد نحن كعرب نسمع ماذا يقول.

سماع الرسائل وإبلاغها والاتصالات ليست خطوات تطبيعية، وإنما تؤدي إن نجحت إلى تحقيق السلام، ثم تؤدي إلى التطبيع. إلى الآن ليس هناك أي تطبيع، ونحن ملتزمون تقدم عملية السلام في المفاوضات، وإن تقدمت خطوة سيكون هذا للمصلحة وسيفتح الأبواب لنتخذ خطوات أكبر. أما قبل ذلك فلا.