رمز الخبر: ۲۶۰۸۲
تأريخ النشر: 10:20 - 02 October 2010
مصیب نعیمی
عصرايران - رغم طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين ايران وسوريا وبديهية الزيارات والمشاورات المتواصلة بين المسؤولين في البلدين، فإن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى طهران تتّسم بأهمية كبيرة من حيث دقة المرحلة وحساسية المواضيع المدرجة على جدول الأعمال.

وليس خافياً التطورات الدراماتيكية في المنطقة، بدءاً من الأزمة الفلسطينية والتهديدات الصهيونية والضغوط الامريكية حتى العراق، الذي يعاني من الخلافات حول تشكيل الحكومة وأثارها على أجواء المنطقة.

لا شك بأن التحالف الايراني السوري كان دائماً في مواجهة الأخطار المحدقة والقضايا المصيرية في المنطقة وعلى رأسها الخطر الصهيوني المتصاعد، بعد ان اصبح الاستيطان والتهويد كابوساً للجميع.
وبهذا يترقب الجميع من القمة الايرانية السورية خطوة هامة في ترتيب البيت الاقليمي الداخلي وصبّ الجهود لتخفيف حدة التوتر بقدر المستطاع لمنع تمرير المشاريع الصهيونية الخطيرة.

ان الظروف الحالية ليست لمصلحة المشروع الصهيوني خلافاً لما يشاع، حيث عملية السلام المزعوم انهارت على رأس الراعي الامريكي، والزمرة الصهيونية كشفت عن حقيقتها التوسعية، والتدخل الامريكي في العراق واجه معارضة شعبية، والوعود الامريكية في افغانستان تحولت الى مأزق للإحتلال، فيما أصحاب الحق بدأوا بإمساك المبادرة من حيث رفض الوصاية الأجنبية في العراق والوقوف الى جانب المقاومة كخيار أوحد في فلسطين والاستعداد لتلقين العدو دروساً جديدة في لبنان، والمنطق الايراني الاقوى في ملفها النووي، والصراع مع الغرب، والأهم من كل ذلك الإعتراف الاوروبي بفشل العقوبات الظالمة ضد ايران وإرسال إشارات مباشرة ورسائل غير مباشرة للتعامل الاقتصادي والصناعي مع طهران.

وقد تتطلب المنطقة زيارات مكثفة وعلى مستوى القمة في هذا الظرف لتوجيه رسالة واضحة لمن يهمهم الأمر بأن سياسة الاستفراد غير مجدية، والسلام المبتور مستحيل.

وليس امام الغرب إلاّ القبول بحقائق المنطقة وحقوق شعوبها مهما طال الزمن.