رمز الخبر: ۲۶۱۲۷
تأريخ النشر: 14:47 - 04 October 2010
الفارسية نت -  اختار الشاعر السوري نوري الجراح قصيدته (ابتسامة النائم) من ديوانه (طريق دمشق) 2004 عنوانا لمختارات من أعماله تؤرخ لمسيرته الشعرية عبر نحو ثلاثين عاما.

وهذه المختارات يصعب قراءتها بعين تعودت على اليقين الشعري والطرب لجرس الالفاظ في بعدها الظاهري البسيط فالشعر هنا معني بالسؤال ويذهب بعيدا وراء قلق وجودي راصدا ومتسائلا ليؤسس “عمارة شعرية بأفق فلسفي” على حد قول الكاتب السوداني محسن خالد الذي اختار هذه القصائد وقدم لها.

ويقول الشاعر في مقاطع قصيدة (شرائط)..
“لست الا شخصا مستلقيا في بستان-وميتا مثلما كنت قبلا. ومن قبل محمولا عند أكتاف ومرسلا-أبعد مما… والان ليس بي خوف-ولا شفقة. نفسي اذ تطيع خاطف الضوء- تتقلب وتحس-واذ ينزل الوضح تنعس”.

وتقع المختارات في 385 صفحة من القطع الصغير وصدرت في الجزائر عن منشورات جمعية البيت للثقافة والفنون ضمن مشروع (المكتوب العربي) وبدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون.
وتضم المختارات “الجزائرية” قصائد من مجموعات الجراح الشعرية بداية من عمله الاول (الصبي) الذي صدر في بيروت عام 1982 . وصدرت للشاعر في القاهرة عام 2008 مختارات عنوانها (رسائل أوديسيوس) مع مقدمة للناقد السوري خلدون الشمعة وتصدر له هذا العام في الولايات المتحدة مختارات مترجمة الى الانجليزية عنوانها (صيف تنين) مع مقدمة للشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي.
وصدرت للجراح في ابريل نيسان الماضي في طهران ترجمة فارسية لأربع مجموعات شعرية هي (طفولة موت) و/حدائق هاملت/ و/القصيدة والقصيدة في المراة/ و الحديقة الفارسية
ويقول الجراح في سطور من قصيدة حب

“يوم كنت-يوم كان الصمت أبيض-وصخور البحر صبح هارب… يوم أحمل على حياتي حملة شخص يشق نهاره بالفأس-يوم كنت-يوم وصلت متأخرا وصرخت في المطلع-ورأيتك غائمة في الصور. يوم أكسر العاصفة وأبذرها في تراب الممر.”

وفي مقدمة المختارات والتي حملت عنوان (نهر هارب.. مثل مقدمة) يقول خالد ان شعر الجراح “يفتح النوافذ على شتى الاسئلة لكونه شعرا تشتبك لغته في بنياتها وعناصرها وأخيلتها مع أصوات الاسطورة والسرد والشذرات النثرية… وتتداخل فيه الازمنة وتتعدد مصادره الثقافية بين شرقي وغربي وهو شعر يحمل اثارا وندوبا عميقة تركتها فيه التجارب المؤلمة لعصر مضطرب وقد أكسبته غوايات السفر في العالم.. ملامح انسانية لا شبهة في فرادتها.”

ويرجح أن “العنصر الالهامي في هذه التجربة له دور حاسم في خلق قصيدة تستطيع أن تستقل عن شاعرها بقوة عجيبة وتؤسس وجودها في عالم موضوعي.”

وتمثل المختارات وعيا فنيا بعالم معقد في علاقاته ولا يجدي معه الا أن يدخل الشاعر لعبة يتسلح فيها بثقافة ولغة تحتمل أكثر من بعد وأكثر من قراءة وتخاطب أكثر من قارئ لان التجربة مسكونة بالرغبة في المغامرة متكئة على الخبرة والبراءة معا فيقول الجراح في قصيدة (رجاء)..

“ليس بهذه السرعة-الهي-ولا في هذا الوقت. نحن نكبر كما تريد-لكن أيدينا ما تزال صغيرة كما خلقتها-تأتي بالأشياء وتذهب بالاشياء-وفي الظلمة الأطول-خطفا-تمر بالماء. ليس بهذه السرعة-ولا في هذا الضياء

وحسب المقدمة التي كتبها الروائي السوداني محسن خالد لهذه المختارات فان شعر نوري الجراح  يفتحُ النوافذ على شتى الأسئلة، لكونه شعراً تشتبك لغته، في بنياتها وعناصرها وأخيلتها، مع أصوات الأسطورة والسرد والشذرات النثرية وإيماضات التاريخ والخيالات الجماعية، والانفعالات الوجدانية، وتتداخل فيه الأزمنة، وتتعدد مصادره الثقافية بين شرقي وغربي. وهو شعر يحمل آثاراً وندوباً عميقة تركتها فيه التجارب المؤلمة لعصر مضطرب، وقد أكسبته  غوايات السفر في العالم، شرقاً وغربا،ً ملامح إنسانية لا شبهة في فرادتها