رمز الخبر: ۲۶۱۴۴
تأريخ النشر: 12:04 - 05 October 2010
مصيب نعيمي
عصرايران - الوفاق - بعد مضي سبعة اعوام من الحرب المتواصلة على افغانستان وامتدادها الى باكستان وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا واضعافهم من الجرحى والمشردين، عاد الامريكان للحديث عن ديموغرافية افغانستان وتقاليد شعبها القبلية والتلويح باستحالة الفوز في المستنقع الافغاني بسبب خصوصيته القبلية والتقليدية، عندما يتساءل الكاتب الأميركي، فريد زكريا، عن مدى جدوى الحرب الأميركية على أفغانستان، قائلاً: إن القاعدة تنظيم هلامي لا يمكن الإمساك به وإن طالبان حركة شعبية محلية متداخلة مع النسيج المجتمعي ولا يمكن فصلها عن تكوينه. ويظهر من هذا التحليل وكأن الامريكان اكتشفوا نسيج القاعدة أو الطالبان بعد حين.

ويرى مدير تحرير مجلة نيوزويك الامريكية، بأن القادة مثل لينكولن وروزفلت وتشرشل، كانوا معنيين بحروب كبيرة كانت تشكل تهديدا لوجود دولهم وأممهم، أما أوباما فيقوم بمحاولة إضعاف منظمة (إرهابية) لا يمكن الانتصار عليها، لانها منظمة ضبابية هلامية أقرب إلى الوهمية التي لا يمكن الإمساك بها أو السيطرة عليها، مضيفاً أنه مهما حاول الأمريكان إضعاف القاعدة وإلحاق الأذى بها، فإنها ستبقى موجودة ومتواصلة، وأن مخططاتها ستبقى تلهم مجموعات (إرهابية) أخرى حول العالم.

ويختتم الكاتب مقاله، بالقول: إنه حتى لو تحقق نصر في الحرب على أفغانستان على طريقة الحرب على العراق، فإن أفغانستان ستغرق في حالة من العنف والفوضى تماما كما هو الحال في العراق، داعيا الرئيس الأميركي إلى إيجاد مخرج من المستنقع الأفغاني ووضع حد للحرب التي لا تنتهي.

واذا اخذنا بهذه النظرية بالواقعية، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو (هل ان الامريكان كانوا أغبياء الى هذه الدرجة بحيث يعيدون خلط اوراقهم بعد سبعة اعوام من القتال وعمليات الكر والفر في افغانستان حتى يعترفوا بجهلهم بالواقع والاعتراف بعدم جدوى استمرار الحرب؟).

صحيح ان الامريكيين فشلوا في استراتيجيتهم الحربية في افغانستان، لكن هذا الفشل يأتي على خلفية تجاهلهم للارادة الوطنية للشعب الافغاني تجاه الاحتلال الاجنبي، رغم معرفتهم بهزيمة الاتحاد السوفيتي في احتلال مشابه وقبل عقد من الزمن.

لكن الخوف الامريكي أبعد من افغانستان، لأن الهزيمة سوف تجر الولايات المتحدة الى هزائم أخرى في باكستان والعراق وفلسطين أيضاً، لان الشعوب استاءت من الظلم والجور وتفضل الموت على الحياة اذا كانت في ظل الهيمنة الاجنبية.

فالغباء الامريكي يأتي من العقلية الفرعونية التي يحملها الطغاة، حيث يدخلون الحرب اقوياء ويخرجون منها اغبياء، كما كان اسلافهم هتلر وموسوليني وجميع الجبابرة على مر التاريخ.