رمز الخبر: ۲۶۳۰۳
تأريخ النشر: 09:14 - 11 October 2010
محمد صادق الحسيني
عصرايران - قد لا يكون فعلا في نية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان يرمي حجرا على القوات الاسرائيلية المحتلة المتمركزة على الجانب الآخر من الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة عند "بوابة فاطمة" ! لكنه ينوي بالتاكيد ان يرمي بكل ثقله بل وبكل ما اوتيت بلاده من قوة وعزم في اتون الصراع الدائر بين معسكرين في التعامل مع الكيان الصهيوني المغتصباحدهما يتمثل في المشروع الامريكي للمنطقة والقائم على ضرورة منع اي طرف من التواصل مع اهل الرباط من مقدسيين وغير مقدسيين من اهل البلاد الاصليين في فلسطين عبر اية حدود لبنانية كانت او غير لبنانية !

وبين المشروع المقاوم لكل اشكال الهيمنة والاملاء على سكان البلاد الاصليين لهذا المشرق الكبير من فلسطينيين وعرب , مسلمين ومسيحيين حيث تقف ايران على راس قائمة هذا المشروع !

ليست زيارة احمدي نجاد الى لبنان الشقيق والصديق هي "الزيارة الاستفزازية" كما هرولت السفيرة الامريكية المعتمدة حديثا لدى لبنان لتخبر قصر بعبدا بذلك وفرائصها ترتعد خوفا من مجرد ذكر اسم احمدي نجاد فما بالك اذا جال في الجنوب المقاوم واقترب من بوابة فاطمة !

انما الاستفزاز للسيادة اللبنانية هو ذلك الطلب الوقح من سفيرة دولة تعتبر نفسها الاكثر التزاما ب "آداب الديبلوماسية العامة "من اعلى منصب في الدولة المضيفة ليمنع احد زواره وضيوفه من التجوال في ارض بلاده وان يمتنع من توجيه الدعوة لها لحضور بعض المراسم البروتوكولية للزيارة خوفا من جرح مشاعر اصدقائها وشركائها في اغتصاب واحتلال ارض الغير فيما لو عرج احمدي نجاد على شرح وقائع شطب فلسطين التاريخية من خريطة المشرق الاصلية !

ان احمدي نجاد هذا الذي ترتعد فرائصك منه ومن زيارته للجنوب اللبناني الصامد والمتماهي عميقا مع جرح فلسطين النازف , انما قدم الى لبنان حاملا معه مشاريع تنموية ملحة للبنان تبدأ من تامين مياه الشفة التي يسرقها المحتل الغاصب مرورا بالكهرباء والصحة والزراعة والتربية والنانو تكنولوجي والبايو تكنولوجي والمعلوماتية والطرق والمواصلات وصولا الى النفط والغاز وكل ما تتطلبه معيشة اللبناني الشقيق بشكلها اللائق بهذا الشعب العظيم !

نعم سياتي احمدي نجاد ليعلن من بيروت عاصمة المقاومة العربية والاسلامية ان ايران مستعدة ليس فقط لتقديم افضل ما عندها من امكانات تنموية وكل ما تستطيع من قروض ميسرة لاشاعة نعمة الكهرباء فوق كل الاراضي اللبنانية بل وتدعيم الدولة اللبنانية وقوامها وتفضيلها ان شاءت على غيرها من المؤسسات من خلال تقديم آخر ما انتجته الجمهورية الاسلامية الايرانية من قوة ورباط الخيل في مجال الاسلحة الدفاعية الى جيش لبنان الوطني الباسل, لولا تدخل الآخرين المعلومي الحال كما تشير الانباء !

فالمعلومات الاكيدة والمتواترة تفيد بان وزير الدفاع اللبناني كان قد تلقى في الآونة الاخيرة دعوة مكررة من نظيره الايراني لزيارة طهران لرفع مستوى التعاون الدفاعي بين البلدين من مذكرة تفاهم كان قد عقدها مع طهران سلفه الوزير الاسبق عبد الرحيم مراد في عهد دولة رئيس الوزراء المغدور رفيق الحريري , الى مرتبة اتفاقية تعاون تمكن من خلالها الجيش اللبناني من صد اية محاولة عدوانية مقبلة عليه , الا ان الوزير الياس المر اكتفى بالشكر , ولم يمض على خطى زميله في حكومة الوفاق جبران باسيل الذي زار طهران بالفعل وعاد ومعه مشروعا محددا و قروضا ميسرة بقيمة 450 مليون دولار في مجال الكهرباء فقط والحبل على الجرار في مجالات التنقيب والتخصيب !

فاذا كان احمدي نجاد لن يرمي بحجر "استفزازي" على قوات ربيبتكم كما طالبتم بالحاح يا جماعة الامريكان , فان المواطن اللبناني يتسائل وبالحاح ايضا عن الضمانات التي تمنع الربيبة المدللة من ان ترمي مجددا جيشه الوطني الباسل - والذي لطالما ذرفتم دموع التماسيح - بوابل من جمرات الشيطان الاكبر الذي يسلح بها الغاصب المحتل دون حدود كما هي الانباء المتواترة التي تتحدث عن تسليح الجيش الصهيوني باحدث الطائرات ومنظومات الصواريخ فيما تمنعون على جيش لبنان المستضعف, مجرد التسلح باسلحة دفاعية تقليدية من جانب دولة صديقة و شقيقة , لان رئيسها قد يرشق ربيتكم بحجارة من سجيل , من عند بوابة فاطمة ؟!

ان زيارة احمدي نجاد للبنان المقاوم ستشكل بالتاكيد منعطفا هاما في تاريخ العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين , وهي ستترافق باعراس وطنية تمتد على طول وعرض الاراضي اللبنانية , وهو سيلتقي كل رموز الوطن الحر والسيد والمستقل وهو سيزور بلا شك بيوت آباء وامهات وابناء الشهداء ليس فقط في الجنوب اللبناني بل وفي الضاحية الابية وحيث زرعت الشجرة رقم مليون وبالتالي فان كل بوابة سيطرقها ستكون بلا شك "بوابة فاطمة" ينفد من خلالها احمدي نجاد الى فلسطين وان كل حجر سيضعه في مدماك العلاقات الثنائية سيكون بلا شك هو الآخر له وقع ليس اقل ان لم يكن اكثر من الحجر الذي يرمى من بوابة فاطمة الجنوب على بيت العنكبوت الاسرائيلي !

نعم تستطيعون ان تستشيطوا غضبا ما شئتم على زيارة نجاد للبنان , كما تستطيعون بالتاكيد ان تزبدوا وترعدوا وتولولوا ما شئتم , لكن ذلك لن يخفف عليكم ولا يزيل عنكم قلق يوم "المنازلة الكبرى" التي بقدر ما لها تحضرون بقدر ما منها ترتعبون !

فهل يفقه الاسرائيليون والامريكيون عمق الترابط بين "بوابة فاطمة" الجنوب اللبناني و سائر"بوابات فاطمة" اللبنانية المنتشرة على امتداد الطوائف والمذاهب والاطياف التي سيطرقها احمدي نجاد وما تشكله هذه النقلة النوعية من مشروع لنهضة مقاومة شاملة تريد احياء الاصيل ومحو الدخيل ؟!