رمز الخبر: ۲۶۶۰۷
تأريخ النشر: 11:37 - 23 October 2010
مصيب نعيمي
عصرایران - وساطة اميركا فيما يسمى بأزمة الشرق الاوسط، لم يشهد العالم مثلها حتى الان، فهذا الوسيط الذي ينبغي ان يكون على مسافة واحدة من الجانبين، ليؤكد حياده في قضية ترتبط بحقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، يتخذ جانب المعتدي في الكثير من مواقفه ويدعمه بالمال والسلاح وما الى ذلك من مقومات الغطرسة.

وزارة الخزانة الامريكية أعلنت عن رفع ضمانات القروض الممنوحة للكيان الصهيوني الى نحو اربعة مليارات دولار في الاول من الشهر الحالي، دون ان يؤثر استمرار عملية الاستيطان على هذه الضمانات، بمعنى ان الوسيط يتجاهل عملية الاستيطان التي تعرقل ما يسمى بمفاوضات السلام التي يتوسط فيها لانجاحها.

ان الولايات المتحدة في الحقيقة لا تهدف الى تسوية ازمة الشرق الاوسط بصورة عادلة تعيد للشعب حقوقه المسلوبة التي يطالب بها، وانما تريد مؤازرة الكيان الصهيوني المتغطرس في مماطلته تحت مظلة السلام، ويمارس ضغوطه بواسطة عملية الاستيطان، لارغام الجانب الفلسطيني، حسب تصوره، على تقديم المزيد من التنازلات، تساعده في هذا وساطة واشنطن التي تضع نصب عينها مصالحها في الشرق الاوسط قبل أي شيء آخر، وهو ما يتضح من موقفها المنحاز بالكامل الى الكيان الصهيوني الذي يشكل قاعدة لرعاية مصالحها اللامشروعة هذه في المنطقة.

ولكن غاب عن هؤلاء اللاعبين، ان الفلسطيني الذي يتكبد الصعاب في سبيل قضيته المشروعة منذ أكثر من ستة عقود، لن يتراجع قيد انملة عما ضحى وقاوم من اجله وهو وطنه والقدس الشريف، حتى وان شاهد بعض ساسته يشاركون في عملية التسوية التي لم تقدم له شيئا حتى الان، كما قدمت له المقاومة ولازالت.

ان العملية السياسية والوساطة الامريكية برغم كل الوعيد والوعود، وصلتا الى طريق مسدود في وجود حكومة أكثر تطرفا في تاريخ الكيان الصهيوني وتواصل بكل غطرسة الاستيطان في الاراضي المحتلة في الوقت الذي تجري عملية التسوية، وهي على علم ان هاتين العمليتين متضاربتان، حيث الاستيطان يكشف زيف مزاعم نتنياهو وكيانه اللامشروع بالسلام، فيما تكشف وساطة امريكا زيف مزاعمها وحياديتها، وتؤكد ان الولايات المتحدة لا تريد من هذه العملية سوى تسوية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ولصالح الكيان الصهيوني، تنفيذا لمشروعها الشرق أوسطي الذي يهدف الى مواجهة الاخطار التي تهدد مصالحها في الشرق الأوسط، وهو مشروع سقط قبل ان تقوم له قائمة، بفضل وعي شعوب المنطقة وإرادتها، ومهما فعلت واشنطن لدعم الكيان الصهيوني في غطرسته، فان هذا الكيان آيل للانهيار أيضاً عاجلا أو آجلا.