رمز الخبر: ۲۶۶۵۸
تأريخ النشر: 11:19 - 25 October 2010
عصرایران - أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي، أن أعداء إيران يسعون دائماً من خلال الاعلام المكثف والواسع إلى قلب الحقائق حول الجمهورية الإسلامية، مشيرا إلى أن هذا يدل على عجز الأعداء امام حركة التقدم العظيمة والمتسارعة للشعب في مختلف المجالات.

وقال آية الله الخامنئي لدى استقباله، أمس الاحد، الآلاف من تعبويي محافظة قم المقدسة في رواق الامام الخميني (ره): يحاول الأعداء الايحاء بأن الاوضاع الاقتصادية للبلاد سيئة وميؤوس منها وانها وصلت الى طريق مسدود في حين ان الحقيقة عكس ذلك تماما. وأضاف: بعض الاشخاص الذين مروا بفتنة العام الماضي، كانوا يتحدثون قبل اجراء الانتخابات عن عام صعب وقاتم من الناحية الاقتصادية للشعب الايراني، في حين شاهد الجميع ان عام 2009 لم يكن كذلك.

وحول السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، أكد آية الله الخامنئي: ان شعبية الجمهورية الاسلامية الايرانية ليس فقط لم تنخفض بل هي في ارتفاع مطرد، مشيراً أن الاستقبال الفريد الذي لقيه رئيس الجمهورية من قبل الشعب اللبناني خير دليل على ذلك، وقال: لن يتكرر مثل هذا الاستقبال الحاشد لأي رئيس جمهورية في العالم، ولو سافر كبار مسؤولي النظام الاسلامي في الوقت الراهن الى اي بلد اسلامي وتم افساح المجال امام الناس لاستقبلوهم كما استقبلهم الشعب اللبناني. وأوضح آية الله الخامنئي ان المسؤولين خلال السنوات الأخيرة هم من جنس الناس والناس أيضاً يعرفون ذلك وهذا ما لا يحبذه اعداء النظام الاسلامي، لافتا إلى أن الحكومة والمسؤولين جعلت شعارات الثورة أكثر انتشارا وهي أكثر التزاما بمفاهيم الإمام الخميني (ره)، واعتبر أن الأعداء يكثفون خلال السنوات الاخيرة من هجماتهم على الجمهورية الإسلامية في إطار الحرب الناعمة.

وشدد آية الله الخامنئي على ان مستقبل الشعب الايراني والامة الاسلامية سيكون اكثر اشراقا، واضاف: إن البون الشاسع بين تقدم الشعب الايراني في المستقبل مع الوضع الراهن سيكون اكثر بكثير من البون الشاسع الموجود بين ايران في الوقت الراهن وايران ما قبل ثلاثين عاما.

وأوضح سماحته ان الحركة المتسارعة للشعب الايراني على خطى الاسلام والقرآن تبشر بمستقبل لامع ومتقدم لايران الاسلامية، مشيراً إلى أن هذا الموضوع سيترك تأثيراً كبيراً على العالم الاسلامي وسيلعب دورا عظيما على صعيد صحوة الامة الاسلامية.

كما استعرض قائد الثورة، الابعاد المختلفة للتعبئة ومكوناتها، معتبرا عناصر البصيرة والاخلاص والعمل وفق متطلبات المرحلة بانها معايير الحركة التعبوية واكد ان محاولات الاعداء الرامية لقلب الحقائق والتستر على التطور اللافت الذي حققته ايران الاسلام، مؤشر على تخلفهم عن ركب الحركة العظيمة والمتسارعة للشعب والمسؤولين، وخلافا لرغبتهم فان هذه الحركة لن تتوقف وان مستقبل ايران مشرق ومشفوع بالتقدم المتزايد.

واعتبر آية الله الخامنئي، تعبويي البلاد لا سيما مدينة قم الذين يتحلون بالحيوية والايمان والاخلاص والبصيرة، بانه دليل حاسم ومنطقي على حيوية وتقدم الشعب الايراني وحصانته امام المؤامرات المعقدة، واضاف: إن التعبئة هي احدى آيات القدرة الالهية التي تبلورت فكرة تكوينها من قبل العبد الصالح والشخصية الفريدة في تاريخنا المعاصر، اي الامام الخميني (ره)، ومن ثم دخلت هذه الفكرة حيز التنفيذ، وبعد مضي ثلاثين عاما فان هذه الشجرة الطيبة ثمارها اكثر من السابق للثورة والشعب الايراني.

وتابع سماحته: إن الامام العظيم (ره) ومن خلال بصيرته النافذة كان يرى قدرة الله وانطلاقا من نظرته هذه وثق بالناس ونزل الجماهير الى الساحة وتفجرت تلك الحادثة التاريخية العظيمة والمدهشة، اي انتصار الثورة الاسلامية.

وفي معرض تبيينه لحقيقة وماهية التعبئة، نوه قائد الثورة الاسلامية، بالقول: إن فكرة تشكيل التعبئة من قبل الامام الخميني في الحقيقة هي استمرار لتلك النظرة النافذة والثقة بالناس والشباب، والجيل الصاعد والتعبئة اليوم هما الثمرة اللذيذة لتلك الشجرة الطيبة والطاهرة التي غرسها الامام (ره) بيده.

واعتبر آية الله الخامنئي الايمان والعمل والجهاد بانها العناصر المكونة للتعبئة، واضاف: إن مجالات جهاد التعبئة واسعة وشاملة وتبدأ من ميدان العلم والسياسة وتمر بالمجتمع لتصل الى الساحة الدولية.

ونوه سماحته الى الاختبارات المختلفة التي مرت بها التعبئة على مدى الاعوام الثلاثين الماضية ومنها دورها الحاسم والمبدع في فترة الدفاع المقدس، مؤكدا بالقول: إن حركة ونمو التعبئة كانت الى الامام من الجوانب الكمية والكيفية ونجحت في الصمود امام السلبيات.

ورأى قائد الثورة الاسلامية ان عناصر البصيرة والاخلاص والعمل وفق متطلبات المرحلة بانها معايير الحركة التعبوية، واضاف: احدى نجاحات التعبئة تمثلت في النهوض بمستوى قدراتها وبصيرتها امام مؤامرات العدو المعقدة وفتنة عام 2009 أدل دليل على ذلك.

ونوه آية الله الخامنئي، قائلاً: لقد اخطأ الكثير في فتنة عام 2009 وقد صحح الكثير اخطاءهم بعد فترة، لكن الحركة التعبوية العظيمة وبفضل راية البصيرة التي تجهزت بها لم تخطئ الطريق واستطاعت البقاء على الصراط القويم.

واكد سماحته ان معيار تشخيص الحق ليس الشخصيات، وقال: إن الشخصيات المحترمة ايضا تخطئ احيانا في اختيار الطريق الصحيح ولذلك فان تشخيص الحق عن الباطل يتم من خلال التحلي بالبصيرة وليس من خلال الشخصيات والافراد.

والمح قائد الثورة الاسلامية ان الامام (ره) كان يقول: إن انفصلت انا عن الاسلام فان الناس سيعرضون عني، ولذلك ينبغي القول ان ملاك تشخيص الحق هو الاسلام والتحلي بالبصيرة هو الخيار الانجع للكشف عن مخطط الاعداء.
وفي معرض تبيينه للعنصر المؤثر الثاني في الحركة التعبوية، اي الاخلاص، قال آية الله الخامنئي: إن الاخلاص يعني التحرك وفق الحوافز الالهية وعدم التأثر بالحوافز الشخصية والحزبية والاسرية والمجاملات.
ووصف قائد الثورة الاسلامية العمل وفق متطلبات المرحلة بانه مهم جدا، منوها بالقول: إن تجنب الافراط والتفريط هو احد ضرورات الحركة التعبوية، وذلك لان التقاعس عن القيام بالعمل مضر بقدر ما هو الافراط فيه.

واكد سماحته ضرورة محافظة الشباب التعبوي على حماسه الثوري، واضاف: ينبغي ان يزداد هذا الحماس الثوري يوما بعد آخر، ولكن ينبغي الالتفات الى ضرورة الاستفادة منه في محله.

ونصح آية الله الخامنئي التعبويين بايلاء الاهتمام بالجهاد الاكبر، أي الجهاد مع النفس، وقال في خصوص كيفية تحليل الاحداث وفهمها بشكل صحيح: احد السبل الصحيحة لفهم الاحداث هو معرفة البرنامج والمخطط الذي يتبعه العدو.

ونوه سماحته، قائلاً: الحرب الناعمة وقلب حقائق البلاد هما من الخطوط الرئيسية التي يتبعها العدو اليوم ضمن مخططه المعادي لايران.

* زيارة معرض البحوث الحوزوية

وكان قائد الثورة الاسلامية قد قام بجولة استغرقت 3 ساعات في معرض البحوث الذي اقامته الحوزة العلمية في مدينة قم.

يذكر أن المعرض الذي يقام تحت عنوان (مشكاة) يشمل بحوث علمية اسهم بها اكثر من 70 مركزاً ومؤسسة في مجال البحوث الاسلامية ويتضمن رسائل للمراحل الدراسية من الماجستير والدكتوراه والتحقيقات الحوزوية ومختارات من العلوم الاسلامية تم عرضها في 60 صالة عرض.

وتشمل البحوث مقالات علمية تتعلق بالاجابات على الاسئلة الدينية والقرآنية التي تدور في اذهان الشباب واهمية التعرف على العلوم الاصيلة، إضافة إلى مجالات المباني النظرية والعملية للاخلاق الاسلامية وتفسيرات القرآن الكريم خاصة فيما يتعلق بالتفسير الموضوعي بالنسبة للشباب والمفاهيم والادعية والعلوم العقلية ومقالات تخصصية عن التشيع والاحاديث وما كتب عن نظرية المهدوية، حيث تضمنت الاجابات عليه، مع ما كتب في مجالات علم الفلك والنجوم ومقالات تناولت نهج البلاغة.