رمز الخبر: ۲۶۹۴۶
تأريخ النشر: 10:46 - 07 November 2010
عصرایران - وکالات - أكد ديبلوماسي روسي رفيع المستوى ضرورة عودة إيران إلى طاولة «حوار عملي واضح وهادف» ومن دون الانزالاق نحو «تصريحات عاطفية» .

وأوضح مدير دائرة المعلومات الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه نيستيرينكو في حديث إلى «الحياة»، أن موسكو «لن تعود عسكرياً إلى أفغانستان تحت أية ذرائع». لكنه أكد في الوقت ذاته عزم الروس على مواصلة التعاون مع حلف الأطلسي لمواجهة خطر الإرهاب وانتشار المخدرات في هذا البلد.

وكان نيستيرينكو شارك في مؤتمر نظمته أخيراً، أكاديمية التلفزيون الروسية في قبرص تحت عنوان «الإرهاب ووسائل الإعلام الإلكترونية»، وحضره أكثر من 100 خبير وإعلامي في 23 بلداً.

وشدد نيستيرينكو في حديثه على هامش المؤتمر على أهمية الأرقام التي تتحدث عن فشل المجتمع الدولي في حربه على الإرهاب التي دخلت عامها العاشر، معتبراً أن «الإرهاب عزّز مواقعه ووسع رقعته الجغرافية»، و «لديهم (الإرهابيون) قنوات تمويل قوية جداً». وعزا الفشل الدولي إلى «تشتت الجهود وعدم وضوح التنسيق في معالجة ملفات عدة»، إضافة إلى تجاهل مطلب مهم حيوي لتعزيز الحرب على الإرهاب يتمثل في «دراسة جذوره وأسباب تطوره واتساع نطاقه ومعالجة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية التي تشجع عليه».

وتطرّق نيستيرينكو إلى الوضع في أفغانستان معتبراً أن «الأطلسي» «لا يحل المشكلات بفعالية كافية، لا سيما على صعيد تزايد خطورة ظاهرة انتشار المخدرات»، لافتاً إلى أهمية هذا الموضوع باعتبار أن تجارة المخدرات تعد أحد الروافد الأساسية للنشاط الإرهابي.

وعرض خبراء خلال المؤتمر خريطة انتشار المخدرات وأجروا مقارنة مع مواقع توسع النشاط الإرهابي للتدليل على تطابق الخريطتين في غالبية الأحيان.

وشدد نيستيرينكو على أن روسيا تعدّ البلد الأكثر تضرراً بسبب تحولها من منطقة عبور للمخدرات الأفغانية نحو أوروبا إلى بلد مستهلك، مشيراً إلى تصاعد معدلات انتشار هذه الآفة في أوساط الشباب. وقال إن «الأطلسي» كان «يبرر العجز عن مواجهة هذا الشر بأن مهماته العسكرية في أفغانستان محددة ولا تشمل مواجهة تجار المخدرات»، في حين أن «الفهم الروسي يقوم على أن الحرب على المخدرات هي حرب على الإرهاب أيضاً».

وأوضح نيستيرينكو أن موسكو قررت المشاركة في عمليات أمنية مع الأميركيين لضرب مواقع تجار المخدرات «الذين يبتكرون كل يوم اساليب جديدة ويطورون أدواتهم سريعاً». وأشار إلى أن العملية الأمنية المشتركة التي نفذت أخيراً «ستتكرر»، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن روسيا «لن تعود عسكرياً تحت أية ذرائع إلى أفغانستان»، و «نحن نقدم إليهم (الأطلسي) التسهيلات اللوجيستية اللازمة لمواصلة مهامهم في هذا البلد».

وفي الملف الإيراني، أعرب نيستيرينكو عن أمل موسكو في أن تبتعد طهران عن الانزالاق نحو التأثيرات العاطفية والظواهر الصوتية، وأن تستجيب للمطلب الدولي بالعودة إلى طاولة الحوار من أجل الشروع في «مناقشة عملية وموضوعية تلبي غرض إزالة المخاوف المتوافرة». وتحدث عن «خطوات إيجابية» صدرت عن البلدان المعنية خصوصاً الدول الست الكبرى، وقال إن موسكو «تنتظر من الإيرانيين الانخراط في جهد جدي لمعالجة هذه الأزمة».