رمز الخبر: ۲۷۷۴۵
تأريخ النشر: 14:03 - 16 December 2010
صحیفة‌ السبیل الاردنیة - عمر عياصرة - لا أعتقد أن الحذر السائد في العلاقة بين عمان وطهران في السنوات الأخيرة كان سببه أي مساس إيراني مباشر بالساحة الأردنية.

لكنَّ الفتور في العلاقة ارتكز أساسا على طبيعة الاصطفاف الإقليمي الذي اتخذته العاصمتان من مختلف ملفات الإقليم.

 فالأردن انحاز لمحور الاعتدال القريب من الولايات المتحدة، وطهران ذهبت نحو محور الممانعة، وهنا تجسدت الخلافات تبعا لتعليمات كل محور.

معنى ذلك أن كلا العاصمتين تتقاسما المسؤولية عن شكل المنتج النهائي للعلاقة، وأن بمقدورهما إعادة إنتاج علاقة مختلفة تحافظ ربما على الاصطفاف الحالي مع "قليل تحرر" من اكراهات الاصطفاف المحوري.

استقبال الملك عبد الله لرحيم مشائي، وتسلُّمه رسالة خطية من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، مع ما صاحب اللقاء من اهتمام إعلامي مقصود، هذا يعني أن العلاقة مع طهران انتقلت إلى مرحلة إعادة النظر في الجمود الذي يعتريها.

وهذه الخطوة الجيدة تحتاج إلى إضافات للبناء عليها، ولعلنا نرى في استجابة الملك لدعوة نجاد لزيارة طهران، ما يمثل خطوة رائدة لتثبيت علاقة أساسها الوضوح وتبادل المنافع مع دولة هامة وطبيعية مثل إيران.

إن فتح الخطوط الحذرة بين عمان وطهران فيه فوائد ومصالح كثيرة يجب أخذها بعين الاعتبار، فإيران شئنا أم أبينا لاعب أساسي في العراق اليوم وعلى المدى الوسيط، أما مصالحنا في بغداد فمكثفة ولا غنى عنها.
كما يجب أن لا ننسى أن فتح كوة -مهما صغر حجمها- في العلاقة مع طهران سيكون له من الدلالة السياسية الكثير، فلا مانع من أن تفهم كل الدول التي نتحالف معها اليوم، أننا نملك إشارات مختلفة قد ترشدنا إلى مسار مستقبلي مختلف.

لن يطالب أحد بان تكون العلاقة مع إيران حميمية ومباشرة جدا وطموحة، ولا نطالب بالتخلي عن حذرنا من المهمة الإيرانية في الإقليم، لكننا أيضا لا نرى وجاهة في إدارة الظهر المبالغ فيها لطهران.

نقدر أن عمان معنية بعدم إغضاب عواصم الخليج العربي، لكننا نرى في علاقة تلك العواصم مع طهران ما يفوق رغبتنا في الانفتاح على طهران، فلا يعقل أن يذهب الحريري إلى طهران وتستقبل الرياض نجاد ونتطرف نحن في الرفض. 

نحن اليوم في مرمى الاستهداف الصهيوني، وخياراتنا تضيق شيئا فشيئا، ولعل في استدارة بسيطة نحو خيارات أخرى، ما قد يعطي أوزاننا قيمة مضافة، فلنبدأ بتسمية سفير لنا في طهران ومن ثم قد تتوالى الخطوات.