رمز الخبر: ۲۷۸۰۹
عدد التعليقات: ۲ التعلیق
تأريخ النشر: 13:49 - 20 December 2010
سرمد الطائي
لا احد يعرف كم عراقيا مات غرقا قرب سواحل استراليا الاربعاء الماضي، فالزورق المنكوب كما تقول السلطات هناك كان يضم 100 من العراقيين والإيرانيين نجا منهم 42 فقط. الامر أيقظ في رؤوس الكثيرين ذكرى أليمة عن حادث مشابه اوسع راح ضحيته اكثر من 350 عراقيا مطلع القرن الحالي، وعن مآسي اخرى لم يحصها احد.

يمكن القول ان حصيلة العراقيين الغرقى هي بحجم ضحايا مفخخة يمكن ان تنفجر في اي شارع عراقي، وسرعان ما ننسى موتاها. وربما لذلك لم نسمع تعليقا واضحا من بغداد حول الامر، وجرى التعامل معه كحدث عابر، بينما هو جزء من مأساة يمكن ان توضح لنا كيف يذهب طالبو اللجوء ضحية اساليب شبكات التهريب وطرقها الغامضة والقاسية. هل لدينا جهاز مخابرات يتعقب تلك الحكايات مثلا؟

الرقم المحدود لضحايا الحادث الاخير يجعلنا نسترجع ذكرى آلاف سبقوهم الى غياهب اليم في بحر ايجة وقرب ارخبيل آسيا الشهير، وفي مساحات ربما لم تتناه مآسيها الى اسماعنا.

اذن لا يزال الوطن طاردا لأهله رغم مرور نحو 10 أعوام على "تايتانيك الفقراء” كما اطلق على القارب الاندونيسي الذي تهاوى بين الامواج بطريقة مؤلمة في بحر جاوة. ظلت بلادنا تقذف بأبنائها الى البحر حتى حادثة جزيرة كريسماس التي وقعت بينما كان مجلس الامن يصوت على خروجنا الجزئي من البند السابع عصر الاربعاء.

لم نعرف بعد هوية الضحايا الجدد. اما غرقى 2001 فقد كان بينهم العديد من احبتنا. اقربهم إلى كاتب السطور كان نبيل هادي الذي وافته المنية مع خمسة من افراد عائلته. شاب في عقده الثالث بعينين تسطعان ذكاء ووجه لا تغادره ابتسامة. مثابر وقارئ نهم لكتب اللغة واللاهوت والتاريخ، انهمك في اعوامه الاخيرة بملاحقة استفهامات فلاسفة عصر التنوير الاوروبي، وراح يشجع "شلتنا” الصغيرة على التمادي في الشك بكل القناعات الفكرية.

في آخر اتصال هاتفي من جاكارتا حدثني نبيل طويلا عن الشباب الذين سيرافقهم في الرحلة التي انتهت بطريقة سوداء، وعن الاحلام التي تملأ الرؤوس لحظة "المغامرات الكبرى” فتتجاوز كل المخاوف.

غرقى الاربعاء الماضي حملوا معهم كل احلامنا نحن في الوطن، وكانوا يأملون ان يحالفهم الحظ كما حصل مع آخرين، ويتيح لهم مستقرا من السلام في آخر القارات البعيدة، لكنهم خذلوا.

في الليالي الباردة حيث كنا نتقاسم احيانا غرفة واحدة تملؤها الكتب، كان نبيل هادي القادم من "جيكور”، يأخذ استراحته من تعليقات مطولة للاهوتيي العصر الوسيط، فيهرب نحو مختارات من بدر شاكر السياب اعتاد ان يدسها بين اوراقه. حينها يقف طويلا عند "بويب” ويردد مرارا "اجراس برج ضاع في قرارة البحر” حتى كأنه يرافق دقات مجلجلة لناقوس السياب ولا يفارقه حتى يبلغ القاع البعيد. كان يجرب الغرق المجازي بين كلمات بدر.

يبدو لي اليوم ان امثال نبيل جربوا كذلك الغرق المجازي مرارا، قبل ان يواجهوا قدرهم الاخير. ذلك انهم قادمون من بلادنا التي لا تزال تغرق في نفايات الحرب الباردة التي لم نتخلص منها بعد، رغم كل فرحي بتخلصنا من بعض اجزاء الوصاية الدولية. نتفاءل احيانا ونتلمس القعر ونبقى ننتظر رحلة الصعود الى السطح مرة اخرى، ونائب الرئيس الاميركي يشد على يدينا. لكننا في لحظة اخرى نكتشف اننا لم نبلغ ذلك القعر بعد. عشرات الضحايا كانوا لحظتها يغرقون قبالة جزيرة استرالية، ويقومون بمحاكاة هائلة لبلاد تدفع ثمن دخول شوط سباحة لم ينتظم بعد نحو سواحل القرن الجديد.

عن صحيفة العالم العراقية
المنتشرة: 2
قيد الاستعراض: 0
لايمكن نشره: 0
سمير الربيعي
Iran (Islamic Republic of)
22:24 - 1389/09/30
0
0
اتمني من الاخوة في موقع عصر ايران ان لاينشروا لهذا الكاتب الذي ينزف قلبه وقلمه حقدا علي ايران الاسلام وان معظم مقالاته في صحيفته العالم تهاجم ايران زورا وبهتانا والانكي من ذلك انه يصرح علي الملأ بأن صحيفته جاءت للرد علي قناة العالم الايرانية