رمز الخبر: ۲۷۸۲
تأريخ النشر: 09:38 - 17 February 2008
لقد لقي المقاوم البطل عماد مغنية وجه ربه شهيدا وهذا هو غاية المنى له ولامثاله من المجاهدين في سبيل الله ومن اجل تحرير الوطن والانسان من الاحتلال الصهيوني.
عصر ايران – علي يوسف الصديق : ان اغتيال القائد الجهادي الشهيد عماد مغنية وبقدر ما اثار الحزن والالتياع في نفوس ابناء الامة الاسلامية فانه اماط اللثام ايضا عن ماهية النظام الرسمي في منطقتنا والذي لم يرتد له طرف ولا ابدى اي شكل من مشاعر الاسى والاسف على هذا المصاب الجلل وحتى لكأن هذا الشهيد المناضل لم يكن من اولئك المقاومين الابطال الذين حطموا غطرسة جيش العدو الصهيوني ورفعوا هامات العرب والمسلمين كافة عالية شامخة بعد عشرات السنين من الاذلال.

والانكى من ذلك هو عدم فوران دم حكام البلدان في هذه المنطقة وهم يشاهدون ويسمعون عبارات الفرح والشماتة يتداولها المسوولون الامريكان والاسرائيليون الجناة ومن يسير في فلكهم ابتهاجا بفقد الامة الاسلامية مجاهدا غيورا نذر محطات حياته كلها للدفاع عن الحقوق المغتصبة والقضايا العربية العادلة ابتداء من فلسطين المرابطة وانتهاء بالبقاع اللبنانية الابية.

ولا شك بان العرب والمسلمين شعوبا قد حز في نفوسهم هذا المشهد اللا ابالي الرسمي وزاد من ألمهم ان ينفرد قائد المقاومة الاسلامية والامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله ليعزي الامة بهذا الاستشهاد المبارك وليقف وحيدا فريدا متوعدا الكيان الصهيوني بالرد القاصم الذي لن يكون باقل من ازالة هذا الوجود الاحتلالي الارهابي المصطنع من ربوع المنطقة.

ربما لن يفقه النظام الرسمي في منطقتنا مثل هذا الخطاب المدوي وقد يضعونه في خانة الشعارات الحماسية المتاثرة بوقع الفاجعة بيد ان الشعوب التي عهدت في سيد المقاومة الاسلامية الصدق والوفاء في وعوده ياخذون الموقف الحسيني العاشورائي لسماحة السيد حسن نصر الله على محمل الجد وهم يشفعون اهتمامهم هذا بالدعاء الى الله تبارك وتعالى لكي يحقق على يدي هذا القائد الاسلامي المقدام ورجاله المومنين البواسل النصر المؤزر على العدو الصهيوني الغاصب الذي طالما احزن قلوب رجالنا ونسائنا وشيوخنا واطفالنا بجرائمه وغدره في فلسطين ولبنان والجولان السوري وسيناء مصر واغوار الاردن فضلا عن تغلغل جواسيسه ومرتزقته في مختلف المفاصل والمواقع الحساسة للانظمة التعيسة.

اننا لا ننكر حجم الكارثة والمصيبة باغتيال القائد الشهيد الحاج رضوان (عماد مغنية) لكن الامر من العلقم هو السكوت الرسمي المطبق ايضا امام ما اعتبرته "اسرائيل" انتصارا لهزيمتها المخزية في حرب ال33 يوما والحال ان ما حققه المقاومون المؤمنون في لبنان بتضحياتهم الاسطورية كان قد عزز مكانة حتى الحكام الذين ضربت عليهم الذلة والمهانة طويلا جراء عجزهم وتخاذلهم في مواجهة الصلف الصهيوني واستسلامهم المشين للاملاءات الاميركية التي طوقت رقابهم بسلاسل الانقياد والتبعية.

لقد لقي المقاوم البطل عماد مغنية وجه ربه شهيدا وهذا هو غاية المنى له ولامثاله من المجاهدين في سبيل الله ومن اجل تحرير الوطن والانسان من الاحتلال الصهيوني وقد حظي بتشييع جماهيري مهيب شارك فيه مع حاملي الجثمان الطاهر ملايين العيون المؤمنة التي رمقت الحدث عبر الفضائيات وشبكات التلفزة العالمية.