رمز الخبر: ۲۷۸۲۳
تأريخ النشر: 10:14 - 21 December 2010
عصرایران - وکالات - حين سألت مرافقي "الايراني" عن العلاقات بين الاردن وايران ، ذكر لي ان لدى طهران رغبة قوية في توطيد علاقتها مع عمان ، ومع انه توجد قضايا واجندات تتفاوت حولها سياسات البلدين الا ان مساحة المشتركات بينهما اكبر بكثير ، ويمكن - هنا - استثمارها لتحقيق المزيد من المصالح المتبادلة والمشتركة ، اضاف الرجل: لقد استقبلنا هنا في طهران جلالة الملك عبدالله الثاني قبل نحو 7 سنوات "تموز "2003 وما زلت اذكر حجم الحفاوة التي احاطها المسؤولون الايرانيون بالملك وما حظيت به زيارته آنذاك من اهتمام سياسي واعلامي.. لقد كان الرئيس خاتمي من اكثر المعجبين به ، واعتقد ان ثمة علاقة "اخوية" كانت تجمع بينهما.

حين سألنا وزير الخارجية الايراني "السابق" متكي عن العلاقات بين الاردن وايران ، كرر الوزير ما سمعته من المرافق ، واكد ان فرص تطوير هذه العلاقات قد بدأت فعلا ، وان الايام القادمة ستشهد مزيدا من "الحراك" في هذا الاتجاه ، اضاف ايضا بان الرئيس الايراني احمدي نجاد هاتف جلالة الملك قبل ان يتوجه لزيارة لبنان "اكتوبر الماضي" ووجه لجلالته دعوة لزيارة طهران.. وقد وعد الملك بتلبيتها في اقرب وقت.

امس الاول ، تلقى الملك عبدالله الثاني رسالة من الرئيس الايراني ، نقلها مدير مكتبه ومستشاره رحيم مشائي ، وقد اعلن بعدها ان "لقاء قمة قريبا مع الرئيس الايراني سيعقد في عمان او طهران" وهذا يعني ان القنوات بين عمان وطهران اصبحت سالكة وان العلاقات التي شهدت في السنوات الماضية بعض "البرودة" في طريقها الى "الدفء" مما يعزز فكرة "الحوار" والتلاقي التي تتجاوز الاختلافات الى البحث عن المشتركات.

البعد السياسي في العلاقات الاردنية الايرانية مفهوم ، خاصة في ظل تعثر مسارات التسوية ونهاية مرحلة "الفرز" التي شهدناها في السنوات الماضية ، لكنْ ، ثمة ابعاد اقتصادية وثقافية وسياحية يمكن ادراجها على ملف تنشيط هذه العلاقات فللبلدين مصالح يمكن استثمارها في هذه المجالات ويمكن تطويرها ايضا ومع ان ذلك يظل مرتبطا "بملف" السياسة الا انه يفترض ان لا يكون مرتهنا به.

في اكثر من مناسبة ، اعلن جلالة الملك بان الاردن ضد اي عمل عسكري يستهدف ايران ، وبان معالجة "ملفها" النووي يجب ان يتم في اطار سياسي وهو موقف اعتقد ان طهران تعرفه وتقدره لكن للاردن - كما لغيره من الدول العربية - ملاحظات على المواقف الايرانية سواء في العراق او في فلسطين وهذه يمكن البحث فيها والتفاهم عليها في اطار "حوارات" عربية ايرانية ولو قدّر "لرابطة الجيران" التي دعا امين عام الجامعة العربية الى انشائها ان ترى النور لكان بوسع العرب وايران ان يتجاوزا الكثير من الاشكاليات.

لقد ثبت بالتجربة ان منطق "القطيعة" غير فاعل في العلاقات بين الدول وان من مصلحة اقطارنا العربية والاسلامية - مهما اختلفت - ان تتعامل بمنطق الحوار والتواصل وهو منطق اعتقد انه سيجنب بلداننا والمنطقة كلها ما تواجهه من تحديات وازمات.

ثمة فرصة الآن لفتح "لواقط" الاتصال بين عمان وطهران واستقبال ما يصدر من ذبذبات لدى الطرفين وهي فرصة تنعش "خياراتنا" السياسية وتفتح امامنا الباب - في ظل انسداد المناخات الاقليمية والدولية - للبحث عن "مقاربات" بديلة نرد من خلالها على "منطق" الاستهتار الاسرائيلي ودعوات "الحرب" التي تهدد المنطقة وتهددنا ايضا.