رمز الخبر: ۲۷۸۴۵
تأريخ النشر: 09:30 - 22 December 2010
عصرایران - رأى رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن حضور إيران في الساحة الدولية يمنع قيام الأحادية في العالم، معتبراً أن إيران من صانعي الانتصار في لبنان وأوجدت أحد أهم المنعطفات التاريخية من خلال دعمها للمقاومة اللبنانية، مؤكداً أن ما تتعرض له إيران من ضغوط دولية له علاقة بموقفها من العدو الصهيوني وليس بمشروعها النووي السلمي.

مواقف الرئيس بري هذه جاءت في سياق مقابلة أجرتها معه وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء – إرنا أكد فيها أن الخطر الصهيوني على لبنان قائم منذ ما قبل زرع (إسرائيل)، وأن التهديد بتدمير دولة لبنان ليس بجديد ولا يخيف اللبنانيين. معرباً عن عدم رضاه عن مستوى العلاقات اللبنانية - الإيرانية التي رأى أنها لا تزال أقل من طبيعية.

وندد الرئيس بري بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت اغتيال علماء نوويين إيرانيين في طهران ومشاركين في مجالس عزاء أبي عبد الله الحسين (ع) في بلوشستان والتي أوقعت العديد من الشهداء والجرحى الأبرياء.

ورأى أن ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تفجيرات وأعمال إرهابية بين الفينة والأخرى، ومن ضغوط دولية وغيرها، لا علاقة له بالمشروع النووي الإيراني السلمي أبداً، وإنما على خلفية الموقف الذي اتخذته الجمهورية الإسلامية في ما يتعلق بإسرائيل.

وقال: لو بقيت سفارة إسرائيل في طهران (بعد انتصار الثورة الإسلامية) سفارةً لإسرائيل أعتقد أن كثيرين ممن يحاربون إيران في ملفها النووي السلمي يركضون ليعرضوا عليها الصفقات لبيع مفاعل نووية.

وإذ أشار الرئيس بري إلى دور الصهيونية العالمية في ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول المنطقة عموماً، رأى أن اللوبي الصهيوني في العالم قد تغلب على كل إرادات الدول الكبرى حتى الآن، وهذا واقع. مستذكراً ما قاله أستاذ القانون الدستوري اللبناني الراحل إدمون رباط، بأن كثيرين يعتقدون أن أميركا تضغط على إسرائيل، لكن العكس هو الصحيح.

ونوه الرئيس بري بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الساحتين الإقليمية والدولية معتبراً أنه بوجودها لم تعد الأحادية قائمة في العالم. وقال رداً عن سؤال: إن تقييم دور أي دولة لا يكون فقط من خلال الأعمال والنشاطات أو الاتصالات والعلاقات السياسية والدبلوماسية كما يجري العرف دائماً بين الدول، وإنما برأيي يقوم على النوعية وعلى صناعة التاريخ وإيجاد أو خلق المنعطفات الأساسية في تاريخ الدول.

أضاف: أعتقد أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وليس على مستوى الشرق الأوسط أو في منطقتنا العربية والإسلامية بل على مستوى العالم كله هي الدولة الوحيدة وبدون أية مجاملة التي تقوم بهذا الدور النوعي، وبالتالي فإن تأثيرها ليس في لبنان فقط بل إنه بفضل وجود إيران لم يعد هناك أحادية في العالم.

واعتبر أن العلاقات الثنائية بين البلدين لا تزال أقل من طبيعية وقال موضحاً: إن العلاقات اللبنانية – الإيرانية ليست من عمرك أو عمري أو من عمر وكالة الأنباء الإيرانية، وإنما هي علاقات تاريخية تعود إلى قرون من الزمن، مشيراً إلى الآثار التي تركها علماء جبل عامل أمثال الشيخ بهاء الدين العاملي وغيره في الكثير من المدن الإيرانية وخاصة منها أصفهان والتي تكشف أن العلاقات اللبنانية – الإيرانية تخوض حتى في المبادئ وهذه أهم من الأمور المتغيرة بكثير.

وأضاف: أما في العلاقات السياسية فالجمهورية الإسلامية الإيرانية لها فضل كبير في دعم المقاومة وبالتالي هي من صانعي التحرير في لبنان، والإمام الصدر الذي تربى في إيران هو من أسس المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أن تكونت بقيادة الإمام الخميني (قدس سره)، هي التي دخلت المثلث الماسي الذي اسمه إيران - سوريا - لبنان وبالتالي صنعت التحرير وهذه إحدى أهم المنعطفات التي أوجدتها..، ولذلك تصبح العلاقات السياسية والاقتصادية (بين البلدين) أمراً أقل من عادي بالنسبة إلى هذه الانجازات العظيمة.

ورداً عن سؤال أوضح الرئيس بري أن زيارة الرئيس الحريري الأخيرة إلى طهران لم تكن الأولى على مستوى رئاسة الوزراء وسبق أن زار الرئيس رفيق الحريري، رحمه الله طهران عدة مرات، لكن مع الأسف فإن اتفاقيات كثيرة عقدت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدولة اللبنانية ولكن التنفيذ تأخر، وهناك مسافة كبيرة بين توقيع الاتفاق وبين تنفيذه، ونأمل أن تكون زيارة دولة الرئيس الحريري لطهران عاملاً أساسياً واستعداداً حقيقياً لتنفيذ الاتفاقيات التي هي لمصلحة لبنان وإيران وهي خطوة إيجابية لا شك ولكن العبرة دائماً في التنفيذ.

وتعليقاً على التهديد الذي أطلقه مستشار سابق للأمن القومي الصهيوني غيورا إيرلند بتدمير دولة لبنان أعتبر أن هذه التهديدات ليست بالأمر الجديد، مؤكداً أنها لا تخيف اللبنانيين.

ورداً عن سؤال رأى الرئيس بري أنه حتى الآن لا يوجد على مستوى القرار التنفيذي في لبنان تصور حقيقي للخطر الإسرائيلي، وحتى اللحظة لا يعرف لبنان مدى خطورة إسرائيل عليه، وحتى اللحظة لم يقرأ لبنان بسلطته التنفيذية وبصراحة ما قاله الإمام السيد موسى الصدر، وما قاله المقاومون من حركة أمل وحزب الله والفصائل الفلسطينية ومن كل الأحزاب اللبنانية.

وأشار إلى أنه ممنوع على لبنان كدولة الحصول على سلاح يمكنه من الدفاع عن نفسه في مواجهة خطر العدو الصهيوني وتهديداته، وأن أي سلاح يعطي للبنان يأتي مشروطاً بعدم استعماله ضد إسرائيل، وقال: هم لا يقولون ذلك بصراحة ولكن يبطنونه. مذكراً بحادثة المواجهة بين الجيش اللبناني والعدو الصهيوني في بلدة العديسة، حيث قاوم الجيش الوطني الباسل بالبندقية ولم يستعمل لا صاروخاً ولا قنبلة، وإنما بندقية ومع ذلك وجهت له الانتقادات بأن هذه البندقية ليست لهذا الأمر.

وأضاف: اعتقد بأن لبنان حتى اللحظة لم يصل إلى المرحلة التي يستشعر فيها الخطر الصهيوني بأن إسرائيل تشكل خطراً على العرب والعروبة والإسلام وعلى فلسطين، ولكن صدقني إن أكبر خطر ينبع من لدنها هو على هذا اللبنان، لأن هذا اللبنان هو المثال والنموذج النقيض للكيان الصهيوني، وبالتالي فإن إسرائيل تريد تخريب الكيان اللبناني حتى لا يكون هناك مثال يحتذى به عكس كينونتها، هي الآن تنطلق لتكون دولة يهودية، وتعلن أن القدس عاصمة اليهود في العالم في الوقت الذي يعيش لبنان كل يوم مختبر التعايش بين 18 مذهباً وطائفة على أراضيه.

ورداً عن سؤال أعرب الرئيس بري عن تألمه للموقف العربي والإسلامي حيال ما تتعرض له القدس والقضية الفلسطينية في هذه المرحلة، وقال رداً عن سؤال: إن السؤال الكبير والمحير هو أن هذه المدينة وكأنّ لا علاقة فيها لا للإسلام ولا للمسيحيين.. هذا أخطر ما تتعرض له، أن ما يجري في القدس وتحت المسجد الأقصى وتحت الحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة وأكبر وأخطر من ذلك أن هذه المدينة (في نظر الصهيونية) هي عاصمة اليهود في العالم، وهذا أمر موجود في المخططات الإسرائيلية الأولى وأخذت تتدحرج وتتصاعد والعرب لاهون إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ومنذ أيام أنا قلت وا عرباه!.

أضاف: السؤال الكبير المحير، أليس في العالم إسلام؟ أليس في العالم مسيحية؟ أليس في العالم فاتيكان؟ أليس في العالم مقدسات؟.

وأكد أن العرب معنيون بكل شبر من الأراضي العربية وكل شبر من فلسطين، لكن هذا لا يعفي الآخرين من المسؤولية أبداً، أبداً. وقال: الموضوع بحاجة إلى إعادة نظر جذرية عند العرب وعند المسلمين والمسيحيين، هي فرصة حقيقية لجمع الإسلام والمسيحية على هذا القطعة من السماء وعلى الأرض التي اسمها القدس.