رمز الخبر: ۲۷۸۴۷
تأريخ النشر: 09:38 - 22 December 2010
عصرایران - الوفاق - اختتم المؤتمر الوزاري الثالث حول دور المرأة في التنمية وتحت عنوان (المرأة والاقتصاد والأسرة) الذي استمر ثلاثة ايام، اعماله أمس الثلاثاء، وذلك بحضور الوفود المشاركة في المؤتمر والمسؤولين والمفكرين الايرانيين والاجانب، كما شارك في المؤتمر، علي اكبر صالحي، وزير الخارجية الايراني بالوكالة، حيث ألقى كلمة في المؤتمر أعرب فيها عن استعداد الجهاز الدبلوماسي لتحقيق أهداف المرأة المسلمة والتعاون مع النساء المثقفات في العالم الاسلامي، واضاف: إن احد الاهداف الرئيسية للثورة الاسلامية هي النهوض بالمرأة في المجتمع، لافتا الى دور المرأة الهام في تطور المجتمعات البشرية، مستطردا: خلال الـ 32 عاما الماضية كانت المرأة تشكل 25 بالمائة من طلبة الجامعات الا انها اليوم تشكل نسبة 60 بالمائة.

واشار صالحي الى الدور الهام الذي تتمتع به المرأة الايرانية في مجال العلوم والتكنولوجيا في البلاد، لافتا الى محاولات المجتمعات الغربية للتأثير سلبا على دور المرأة في المجالات العلمية والتكنولوجية.

واعرب المشرف على وزارة الخارجية عن أمله بالمزيد من تعزيز دور المرأة في الدول الاسلامية والتضامن بين النساء المسلمات في العالم الاسلامي.

وقام مندوبو كل من الوفود المشاركة في المؤتمر بإلقاء كلمة وعرض مقترحاتهم للمؤتمر وتمت المصادقة على بيان طهران الختامي الذي يحتوي على 42 بندا، كما أكد على تعزيز دور المرأة في مجال التنمية الأسرية والاقتصادية للمجتمعات المسلمة، وضرورة تنفيذ مقتضيات القرار رقم 3/32 بشأن (المرأة ودورها في تنمية المجتمع الاسلامي) والصادر عن الدورة الثانية والثلاثين للمؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية الذي عقد في صنعاء عام 2005 والذي أشار الى عقد مؤتمر وزاري من اجل معالجة قضية (توفير الفرص للنساء في شتى مناحي الحياة الاجتماعية)، وكذلك أكد البيان على أن الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي التي تعكس تنوعا دينيا وثقافيا داخل مجتمعاتها تضمن الحقوق المتساوية للنساء كافة دونما تمييز بدوافع الدين أو اللون، واعتمد البيان على آلية تنفيذ خطة عمل منظمة المؤتمر الاسلامي للنهوض بالمرأة.

ودعا البيان الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الى تحسين وسائل التعاون على الصعيدين الثنائي ومتعدد الاطراف وذلك من اجل تعزيز وضع المرأة. وأكد على أن النهوض بالمرأة وتعزيز دورها داخل الأسرة والمجتمع عامل رئيسي للتنمية داخل المجتمع، وشدد على أن النهج الانمائي في الاسلام يرتكز على مبدأ النهوض بالفرد للارتقاء في نهاية المطاف بالمجتمع عملا بالتعاليم الالهية وكذلك إدراك أن الدور الهام والخلاق للمرأة داخل الأسرة يكون في إشاعة روح الايثار ومحبة الغير والتأكيد على ضرورة التخطيط السليم لتعزيز دور المرأة داخل الاسرة واحترامها.

ودعا البيان الحكومات الى اتخاذ التدابير والترتيبات اللازمة بغية تعزيز العملية التربوية لفائدة المرأة واستفادتها من العلوم ومن تكافؤ الفرص في هذا الشأن، وشدد على الدور الذي تضطلع به المرأة فيما يتعلق بالصحة الشخصية ورفاهية أفراد أسرتها، وكذلك شدد البيان على أن جميع اشكال العنف ضد المرأة تتناقض مع الحقوق التي يقرها الإعلان الاسلامي لحقوق الانسان، وأوصى البيان بأن تعمل الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي جنبا الى جنب من اجل وضع خارطة طريق للمساعدة في تنظيم حركة عالمية ترمي الى إحياء حقوق الانسان وخاصة المرأة، وأعرب البيان عن احترامه لجميع الديانات السماوية ولكنه ندّد بتنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا وأعرب عن قلقه من العواقب المترتبة على الإساءة لقيم الأمة الاسلامية العظيمة، وكذلك ندّد البيان بجميع أشكال العقوبات الاقتصادية غير المبررة وذات الدوافع السياسية ضد جميع البلدان وخاصة منها الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي.

وأكد البيان على أن القضية الفلسطينية قضية رئيسية بالنسبة للعالم الاسلامي وطالب البيان بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأعرب البيان عن التعاطف مع الدول الاعضاء المتضررة من الكوارث الطبيعية وفي الختام طالب البيان من الأمين العام متابعة وتنفيذ حصيلة المؤتمر الوزاري الثالث حول شؤون المرأة ورفع تقرير بذلك الى الدورة القادمة بعد المصادقة على بيان طهران من قبل الوفود المشاركة في المؤتمر.

كما رحب البيان بالمقترح الذي قدمته ايران لانشاء فريق خبراء حكومي في اطار المؤتمر الاسلامي لصياغة معاهدة حقوق المرأة في الاسلام، داعيا مجلس وزراء الخارجية الى البت في هذا الامر خلال اجتماعه المقبل.

ثم قامت مريم مجتهد زادة، مستشارة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بإلقاء كلمتها الختامية في المؤتمر اعتبرت فيها مؤتمر طهران مؤتمرا ناجحا ومؤثرا في تسريع عملية التنمية في الدول الاسلامية، وقالت: إن الاسلام والدستور في الدول الاسلامية وضع مسؤولية كبيرة على عواتقنا لنستفيد من الفرص والامكانيات والمجالات المختلفة للتنمية والتطور.

واضافت مجتهد زادة: إن العالم حاليا يتجه ليصبح قرية مصغرة ويقرّب من العلاقات بين البلدان وهذا مفيد جدا ولكنه يؤدي الى ظروف معقدة مما يضاعف من مسؤولية الحكومات وبذل الجهود المشتركة من قبل الدول الاسلامية لكشف المفاهيم وايجاد سبل حل جديدة تتطابق مع الظروف الاقليمية وخاصة في مجال المرأة حيث ان اولويات المرأة تعتبر من القضايا الهامة، وتابعت مجتهد زادة بالقول: في هذا الاطار فإن مؤتمر طهران سعى من خلال التعاون والوفاق فيما بين الدول الاعضاء في المنظمة والتركيز على قضية المرأة ودورها في التنمية الاقتصادية وتعزيز أسس الأسرة والاهتمام بمسائل اخرى كالتعليم والصحة، الى ان يلعب دورا هاما في تنفيذ اهداف منظمة المؤتمر الاسلامي.

وفي الختام اعربت مجتهد زادة عن شكرها لمندوبي الدول الاسلامية المشاركة في المؤتمر كما اعربت عن املها بتعزيز ورفع مستوى العلاقات بين الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي.

وبعد اختتام المؤتمر لأعماله، عقد مؤتمر صحفي بحضور مندوب منظمة المؤتمر الاسلامي، السيد حماية الدين وجان أغا إقبال رئيس إدارة شؤون الأسرة في المنظمة ومريم مجتهد زادة رئيسة المؤتمر والدكتورة شهين كربلائي أمينة المؤتمر ومديرة الشؤون الدولية في مركز المرأة والأسرة التابع لمكتب رئيس الجمهورية حيث أجابوا على أسئلة المراسلين المحليين والأجانب، فقالت الدكتورة كربلائي: لقد شارك في المؤتمر اكثر من 40 دولة من الدول الاعضاء في المنظمة، وكان للمؤتمر نتائج هامة وناجحة.

ومن جهته، قال حماية الدين: إن موضوع المرأة والنهوض بالمرأة يعتر من ضمن الأعمال الهامة وهناك قواسم مشتركة تربط النساء في مختلف المجالات منها الحياة والأسرة ورعاية الاطفال والامومة وكل هذه المراحل هي التي تمكن المرأة من القيام بإنجاز واجباتها.

واضاف مندوب المنظمة: إن الأمانة العامة للمنظمة قامت بإعداد خطة عمل، وهي خطة شاملة بحيث تكون للمرأة المسلمة نشاطات مكثفة وتكون المرأة في صميم المجتمعات الاسلامية وليس على الهامش، وقد حققت المرأة المسلمة نجاحا باهرا خلال المؤتمر حيث ان المرأة تلعب دورا محوريا وهي دعامة للمجتمع والأسرة وإذا حسن أداؤها فإن ذلك سيترك أثرا ايجابيا على المجتمع.

وفي بيان طهران فقد تم التأكيد على هذا الشيء، كما كان لكلمة الرئيس الدكتور احمدي نجاد والسيدة مجتهد زادة والنساء اللواتي يعملن في الأمانة العامة دور بارز حيث تطرقن إلى معاناة المرأة المسلمة بل جميع النساء في العالم.

ومن جانبها قالت مجتهد زادة: إن عقد هذا المؤتمر ونتائجه تسمح لنا بأن نؤكد على التعاليم الاسلامية وعلى قرارات المنظمة وخطة عمل القاهرة وعلى اي حال إذا كانت هناك انطلاقة من أجل المرأة يجب أن تكون من هذا المؤتمر لأن المشاركة فيه كانت على مستوى رفيع. ومن جانبه اشار جان أغا اقبال الى التبرعات الانسانية والمساعدات التي ارسلت الى الذين يعانون من مشاكل في باكستان جراء الفيضانات، وقال: إن المنظمة قامت بتوحيد الجهود من جميع نقاط العالم لمساعدة الشعوب وخاصة في قطاع غزة منذ العدوان الاسرائيلي، وإن المنظمة تقوم ببذل جهودها لمساعدة النساء والاطفال.