رمز الخبر: ۲۸۳۰۱
تأريخ النشر: 10:07 - 15 January 2011
عصرايران - اعتبر الاستاذ الجامعي الصربي، ميلوش مانديتش، أن طريق الحل الوحيد الممكن للقضية النووية الايرانية هو المحادثات على أساس مبادئ الحقوق الدولية واحترام حق الدول في الاستفادة من التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية.

وقال مانديتش في تصريح لمراسل ارنا في بلغراد: إن اميركا تسعى من جانب لاحتكار الطاقة النووية ومنع الدول الاخرى من امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، وهي تسعى من جانب آخر للوصول الى اهدافها وديمومة هيمنتها على الدول الاخرى، باتهام الحكومات الاخرى بالسعي لانتاج السلاح النووي، وتؤدي عبر الاحتلال واثارة الحروب لزعزعة الامن وخلق التوتر في العالم.

واكد بأن سياسة الادارة الاميركية مبنية على أساس اثارة الحروب والهيمنة على الدول الاخرى وقال، ان مصطلحات مثل (حقوق الانسان) و(الديمقراطية) هي الذريعة الوحيدة لاميركا في تجييشها للجيوش ونهب اموال وثروات الدول.

واوضح البروفيسور مانديتش بأن ايران تحتل المرتبة الثانية من حيث امتلاك احتياطي النفط في العالم وقال بشأن قول الخبراء النفطيين بأن العالم سيواجه ازمة نفطية، ان الدول الغربية وفي مقدمتها اميركا تريد السيطرة على الدول النفطية ومن ضمنها ايران.

واستند الاستاذ الصربي البارز الى احصائيات المنظمات الدولية الحرة بأنه يتم في العالم سنويا صرف أكثر من الف مليار دولار لصنع المعدات والاسلحة الحربية، نصفها متعلق باميركا، لافتا انظار منظمات حقوق الانسان في العالم لمساعدة وانقاذ نحو 4 مليارات انسان من سكان العالم يعيشون في الفقر والجهل والبطالة. واضاف عالم الاجتماع الصربي: إن دولة مثل اميركا بامتلاكها نحو 8 الاف قاعدة عسكرية صغيرة وكبيرة في مختلف انحاء العالم واكثر من الفي قنبلة نووية وسائر اسلحة الدمار الشامل، لا يمكنها ان تكون داعمة للديمقراطية وضامنة للسلام العالمي.

واكد الاستاذ مانديتش بأن الحرب واللاامن والنزاعات بين الدول تعتبر بالنسبة لاميركا مصدرا ماليا ومنقذا لادارة عجلة الصناعات العسكرية في هذا البلد المأزوم، وقال: إن اميركا ومن اجل انقاذ اقتصادها والخروج من الازمة الاقتصادية تسعى من خلال اشعال فتيل الحروب في العالم لازدهار سوق تسليحاتها وتحسين وضعها الاقتصادي المفلس.

من جهة اخرى، وصف رئيس اللجنة الايطالية لدعم السلام الدولي، ماسيمو دسانتي، تصرفات الاتحاد الاوروبي في رفض دعوة ايران لتفقد منشآتها النووية بالازدواجية، وقال انه يبدو ان اوروبا لا تعتزم حل المشكلة مع ايران عبر اسلوب الحوار. واضاف هذا العالم الايطالي المختص بالفيزياء النووية في حوار اجراه معه مراسل ارنا في روما: إن رفض الاتحاد الاوروبي اقتراح ايران في اجراء الحوار بهدف حل الخلافات العالقة حول الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، امر يبعث على الدهشة والاستغراب جدا.

واردف: إن الحكومة الايرانية اكدت حسن نيتها مرة اخرى حيال سلمية برنامجها النووي حيث وجهت الدعوة لسفراء البلدان الاجنبية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفقد منشآتها النووية.

واردف، ان هذه الدعوة المهمة بامكانها ان تبعث على الوضوح والشفافية وذلك قرب موعد الجولة المقبلة من المفاوضات بين ايران ومجموعة البلدان الستة. وتابع: إن ايران ومن اجل التأكيد على توجهاتها السلمية اعلنت باستمرار انها لا تعتزم حيازة الاسلحة النووية وكذلك قدمت اقتراحا بشأن نزع الاسلحة النووية من منطقة الشرق الاوسط.

واوضح دسانتي، انه على عكس هذه المقترحات المهمة التي قدمتها ايران، فقد ابدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاترين اشتون رفضها لدعوة طهران، وقالت: إن تفقد المنشآت النووية الايرانية ليس من مهام الاتحاد الاوروبي.

واضاف: بالنظر الى ان الاتحاد الاوروبي يشترك في المفاوضات النووية مع ايران فان التصريحات ذات اللهجة المتشددة للغاية وغير المسبوقة التي ادلت بها اشتون تعد جنونا سياسيا في استراتيجية اوروبا على صعيد السياسة الدولية.

وتابع: انه من الواضح ان المفتشين المختصين قد اختيروا بصورة رسمية للرقابة على المنشآت النووية الايرانية ولكن لا يوجد اي عائق امام تفقد وفد دبلوماسي لهذه المنشآت حيث سيقوم هذا الوفد باطلاع البلدان المعنية بهذه التجربة.

ووصف رئيس اللجنة الايطالية لدعم السلام الدولي تصرفات اشتون بأنها تبعث على القلق، واضاف: يبدو انها لا تنوي حل المشكلة مع ايران عبر اسلوب الحوار السلمي، بل على العكس تعمد لشن حملات اعلامية مشحونة بالاكاذيب والشكوك بين شعوب العالم لاضفاء الشرعية على الموقف المتشدد الذي تتبناه حيال طهران.

وتساءل دسانتي: ماذا تريد هذه البلدان بعد العقوبات المتتالية التي فرضتها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا على ايران عبر مجلس الامن الدولي؟ هل تريد التصعيد لغاية شن اعتداء عسكري على ايران مهما كلف الثمن؟.

واكد انه ينبغي لاوروبا تبني سياسة خارجية اكثر استقلالية وسلمية بدلا من قبولها تأييد المنطق الامبريالي حيال الشرق الاوسط وايران التي لا تمتلك ترسانة نووية ولا تعتزم امتلاكها في المستقبل.