رمز الخبر: ۲۸۳۸
تأريخ النشر: 11:56 - 19 February 2008
محمود الطيب
عصر ايران – محمود الطيب :من المهم بل من الواجب عندما يتناول البعض ولاسيما أدعياء الفكر الاستراتيجي هنا وهناك موضوع البرنامج النووي الايراني التزام الموضوعية والتجرد في تحليلاتهم وقراراتهم السياسية والابتعاد عن التاثيرات الدعائية والحرب النفسية التي تمارسها اميركا والكيان الصهيوني للتشكيك في الاهداف السلمية الايرانية من وراء تخصيب اليورانيوم أو تدشين محطة بوشهر في المستقبل القريب.

ولا شك بان تماهي بعض الاقلام الماجورة لافراد من أمثال المدعو سامي الفرج مستشار الحكومة في دولة الكويت الشقيقة مع التهويل الاستكباري المشبوه ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية لا يمكن وضعه الا في سياق المؤامرة الشيطانية الاميركية الغربية التي تعمل ليل نهار من أجل اثارة المخاوف والشبهات حيال مسيرة التطور والانجازات العلمية الرائعة في البلاد.

المؤكد ان سامي الفرج واشباهه من المتنطعين والانتهازيين لا يشكلون أقل رقم – والحمد لله – في مقابل التاييد الصادق والمخلص الذي تعبر عنه الجماهير العربية والاسلامية لما حققته طهران بسواعد وعقول ابنائها البررة الذين هم جزء لا يتجزأ من عموم الامة الاسلامية المجيدة.

بيد اننا ناسف ان يتطوع هؤلاء المشبوهون والمندسون لخدمة الاعداء الطارئين الساعين الى ابتلاع المنطقة وثرواتها ومقدراتها وذلك عبر التنظير للازمات والتوترات الموهومة على خلفية الاشاعات الغربية.

ان التلويح بامكانية اندلاع حرب نووية كما يزعم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الكويت سامي الفرج ومع ان ايران ترفض رفضا باتا ان تكون في صدد صنع قنبلة نووية اضافة الى وجود فتوى شرعية للامام الخامنئي (دام ظله) تحرم انتاج واستخدام هذا النوع من الاسلحة التي تمنعها القوانين الدولية ، اقول ان مثل هذا التلويح ليس سوى امتداد للمزاعم الاميركية المعروفة النوايا والتي هي تستهدف نهب المزيد من اموال الشعوب العربية في البلدان الصغيرة القريبة من السواحل الايرانية الجنوبية بالخليج الفارسي بحجة انشاء مظلة صاروخية تحمي تلك البلدان في حال نشوب اي تراشق صاروخي بين ايران والكيان الصهيوني على خلفية التصعيد القائم في الشرق الاوسط.

ولا ندري هل ان سامي الفرج الذي هو مواطن في دولة مسلمة مجاورة لايران اذ يخط ببراعة مثل هذه التحليلات المغرضة هل هو معنا ام مع اسرائيل ؟!
فاذا كان معنا وهو ما تمليه اواصر الجيرة والدين والتاريخ والمصير المشترك فقد كان ينبغي له الا ينخرط في الضجة الاستكبارية المفتعلة بل كان عليه ان يقف قلبا وروحا وفكرا الى جانب جبهة الامة العربية والاسلامية التي تشعر بان ما حققته ايران هو مكسب لعموم الامة ؟!

اما اذا كان علينا فالاجدر به لو انه يلتفت الى ما اعلنه الايرانيون يوم "22 بهمن" (11 شباط 2008) بصوت واحد ملؤه الرهبة والعزيمة والايمان بان اسرائيل هي احقر من ان تتجرأ على ايران او تقدم على حماقة.