رمز الخبر: ۲۸۴۱۱
تأريخ النشر: 11:37 - 19 January 2011
عصرايران - وكالات - يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إجراء تعديل وزاري يمنح بمقتضاه حقائب وزارية للحزب الذي يؤسسه وزير الحرب إيهود باراك بعد انسحابه من حزب العمل.

وأفادت تقارير إعلامية بأن الحزب الجديد الذي ينتمي إلى تيار الوسط يحمل اسم "الاستقلال" سيحصل على أربع حقائب وزارية.

وكان باراك أعلن الثلاثاء الموافق 17 يناير بشكل مفاجئ انسحابه من حزب العمل "يسار الوسط" مع أربعة نواب آخرين عن الحزب لتشكيل حزب جديد.

وتعليقا على خطوة باراك ، قال نتنياهو إن الحكومة صارت اليوم أقوى في إدارتها وفي استقرارها، مشيرا إلى أن العالم كله والفلسطينيين يعلمون أن هذه الحكومة ستبقى في السنوات القادمة وأنها هي التي يتوجب عليهم التفاوض معها من أجل السلام.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو والكتلة البرلمانية الجديدة "الاستقلال" أعدا بالفعل مسودة اتفاق تحالف  يريدان تقديمها إلى الكنيست الأربعاء.

وحسب الاتفاق يظل باراك في منصبه وزيرا للحرب في حين يتولى وزير الزراعة الحالي شالوم سمحون الذي كان ينتمي لحزب العمل قبل أن ينضم إلى باراك حقيبة وزارة الصناعة والتجارة.

ويقضي الاتفاق أيضا بأن يكون 200 فيلنائي نائب وزير الدفاع الحالي  وزيرا بلا حقيبة، ويتولى مسؤولية الجبهة الداخلية في وزارة الدفاع كما يشغل البرلماني أوريت نوكيد حقيبة الزراعة.

وفي تداعيات انسحاب باراك استقال ثلاثة وزراء من حزب العمل اعتراضا على تلك الخطوة ومن المتوقع أن يعلن أربعة من ثمانية نواب باقين عن حزب العمل ما إذا كانوا سيظلون في حزبهم أم سيؤسسون حزبا جديدا لهم.

وذكرت قناة "الجزيرة" أنه كان لدى حزب العمل قبل الانقسام 13 نائبا في الكنيست الذي يتكون من 120 مقعدا ، كما كان حزب العمل أحد أبرز أقوى الأحزاب القائمة على النظام المؤسسي في إسرائيل ولكنه فقد مصداقيته تدريجيا في الانتخابات الماضية وسجل أدنى نتائجه في فبراير/شباط 2009.

وحذر أهم ثلاثة محللين في صحيفة "هآرتس" الثلاثاء من أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو التي بقي فيها ايهود باراك وزيرا للحرب بعدما تخلص من ضغوط حزب العمل وانفصل عنه الاثنين باتت حكومة يمينية ضيقة قد تشن حربا ضد إيران أو لبنان.

ورأى المحلل السياسي ألوف بن أن الخط المتشدد أمام إيران يكتل باراك ونتنياهو ويمنح جدوى لجلوسهما المشترك في قيادة الدولة مدعومين برئيس أركان الجيش الجديد يوءاف غالانت الذي يعتبر مؤيدا لموقفهما وسيسعى رئيس الحكومة ووزير الحرب إلى إحباط المشروع النووي الإيراني في الوقت المتبقي من ولايتهما.

وأضاف أنه من دون وجود باراك إلى جانبه سيواجه نتنياهو صعوبة في دفع خطوات هجومية في الجبهة الإيرانية لأن لنتنياهو لا يوجد رصيد عسكري يمنحه صلاحية أمنية عليا مثلما كان لأرييل شارون وفقط باراك مع رتبه وأوسمته "العسكرية" وخبرته كرئيس حكومة سابق سيمنحه مظلة كهذه.

ووفقا للمحلل الاسرائيلي أيضا فإن لنتنياهو وباراك رؤية مشتركة وإن كلاهما يعتبران إسرائيل أنها موقع لجبهة الغرب في قلب العالم الإسلامي المعادي وكلاهما لا يصدقان العرب ويعتقدان أنه لا يوجد شريك في الجانب الفلسطيني وكلاهما يعتبران البرنامج النووي الإيراني خطرا كبيرا على إسرائيل ويؤيدان عملية عسكرية ضدها.

وأشار أيضا إلى أن رجل الأمن الرفيع المستوى في حزب الليكود ورئيس أركان الجيش الأسبق موشيه يعلون يعتبر معتدلاً فيما يتعلق بمسألة العملية العسكرية ضد إيران ومثله أيضا الرمز الأيديولوجي لحكومة اليمين وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ونتنياهو لن يتمكن من التغلب على معارضتهما من دون التحليلات الحاسمة بمرافقة حركات يدوية دائرية لوزير الدفاع.

وتراجع رئيس الموساد السابق مائير داغان عن تقديراته قبل أسبوعين بأن إيران لن تنجح بالحصول على سلاح نووي قبل العام 2015 ولذلك فإن شن هجوم ضدها الآن ليس في مصلحة إسرائيل وقال أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاثنين إن إيران بإمكانها "تقصير الأزمنة" للحصول على قدرة نووية عسكرية.

وأضاف المحلل الاسرائيلي أن نتنياهو وباراك سيكثران في الأسابيع المقبلة من الحديث عن دفع العملية السياسية لكن حتى عندما يتحدثان عن فلسطين فإن تركيزهما سيوجه لإيران وهذا هو هدفهما الحقيقي.

ومن جانبه، كتب المحلل العسكري عاموس هارئيل أنه بعد أن أعلنت الإدرة الأمريكية عن فشل المحادثات التي أجرتها مع حكومة إسرائيل حول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وبعد انسحاب حزب العمل من الحكومة "تغيرت أجندة حكومة نتنياهو اليمينية الضيقة جدا".

وأضاف هارئيل أنه "يوجد لدى نتنياهو وباراك أجندة جديدة وعلى رأسها معالجة أكثر عدوانية لإيران، وبعد الانفجار السياسي الصغير الذي نفذاه (بانفصال باراك عن حزب العمل) قد يأتي الانفجار الأكبر في السياق الإيراني".

لكن المحلل السياسي عكيفا إلدار استبعد هجوما ضد إيران استنادا إلى تحليل داغان قبل أسبوعين ، مشيرا إلى أن باراك ونتنياهو قد يشنان حربا ضد لبنان.

وأشار في هذا الصدد إلى تكاثر التقارير حول العدد الكبير من الصواريخ التي بحوزة حزب الله وحول آمادها الطويلة واستعدادات قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل لهجمات صاروخية على التجمعات السكانية.

وتابع "هذه التقارير تضاف للتوتر في قيادة حزب الله والنظام في دمشق في أعقاب تقديم الاتهام ضد المشتبهين بقتل رئيس حكومة لبنان الاسبق رفيق الحريري وضم إلى ذلك توقعات داغان بأن القنبلة النووية الإيرانية ليست وشيكة وأن الإدارة الأمريكية تعارض هجوما ضد إيران".

وذكرت صحيفة "القدس العربي" أن إلدار توقع أن هجوما على حزب الله لن ينتهي بدون حرب مع سوريا فسلوك دمشق منذ بداية التحقيق في قتل الحريري وحتى حل الحكومة اللبنانية عشية تقديم لوائح الاتهام تدل على العلاقات الوثيقة بين "نظام الأقلية العلوية والمنظمة الشيعية ".