رمز الخبر: ۲۸۴۹۸
تأريخ النشر: 11:34 - 24 January 2011
عصرايران - وكالات - نفى وزير الخارجية الاذربيجاني ايلمار محمدياروف ان تؤثر علاقات بلاده مع اسرائيل في علاقاتها مع ايران والعالم الاسلامي.

وعزا محمدياروف الحرص الاذري على اقامة علاقة مع اسرائيل الى انها كانت الدولة الاولى التي استجابت لتسليح جيش اذربيجان، كما ان بلاده تحتضن جالية يهودية كبيرة، اضافة الى وجود علاقات اقتصادية متينة بين البلدين، مشددا على ان تلك العلاقة «لا تؤثر على ايران ابدا فنحن جيران ولدينا جالية اذرية كبيرة هناك ونتكلم اللغة ذاتها ولدينا عادات وتقاليد مشتركة ونؤمـــــن بســــياسة الجـــيرة الجيدة»، واذا كانت اذربيجان «تضم سفارة اسرائيلية في باكو» فان محمدياروف يؤكد: «لم نقتتح سفارة لنا في تل ابيب»، مشددا على ان بلاده «لن تسمح بان يتم استغلالها من قبل احد لتكون ساحة للصراع الاسرائيلي الايراني». وكان وزير الخارجية الاذري قد زار الكويت والتقى القيادة السياسية واجرى مباحثات مع المسؤولين حيث سلم دعوة لسمو الامير لزيارة بلاده.

وفي لقاء مع «الراي» ثمن محمد ياروف الدعم الكويتي لبلاده على جميع المستويات، مؤكدا وجود علاقات متميزة بين الجانبين تتسم بوجود قاعدة مشتركة من التاريخ والحضارة والدين، ومشددا على تطلع بلاده لاستضافة امير البلاد الشيخ صباح الاحمد في زيارة ستضفي المزيد من التعاون على العلاقات الثنائية.

واعتبر الوزير محمدياروف ان الكويت تحظى بمكانة متميزة في المنطقة وسمعة طيبة على المستوى العالمي، لافتا الى ان بلاده تتابع باهتمام خطة التنمية التي تنفذها الكويت وتعرض المساهمة فيها بالخبرات الاذرية، مؤكدا امكانية وجود تعاون وشراكة لاقامة مشاريع مشتركة في بلد اخر.

وفي ما يتعلق بالتجربة المشتركة التي عاشها البلدان جراء الغزو والاحتلال اعتبر الوزير محمدياروف ان الكويت «حالفها الحظ» بتكاتف الجهود الدولية ووقوفها الى جانب الحق الكويتي في حين لا تزال الاراضي الاذربيجانية محتلة من قبل ارمينيا، مؤكدا عمل بلاده على استعادة حقها،ومعربا عن امله في ان يتم ذلك عبر الطرق الديبلوماسية، ومشددا على انه لا احد يستطيع تغيير الحدود بالقوة.

وحول الوساطات الدولية لحل النزاع مع ارمينيا حول اقليم ناغورني كاراباخ لفت الى الدور التركي المهم في القضية اضافة الى وجود دور روسي واجتماعات تضم رؤساء روسيا واذربيجان وارمينيا اضافة الى اجتماعات مماثلة لوزراء خارجية الدول المذكورة للتوصل الى تسوية للنزاع كاشفا عن اجتماع قريب لوزرا ء الخارجية سيعقد بداية الشهر المقبل.
وفي ما يلي نص الحوار.
 
• خلال زيارتكم للبلاد التقيتم القيادة السياسية واجريتم مباحثات مع المسؤولين، ما ابرز ما تطرقتم اليه؟

- تشرفت خلال زيارتي بلقاء سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد حيث سلمته رسالة من الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف الى سمو الامير الشيخ صباح الاحمد وتضمنت تجديد الدعوة الاذربيجانية لسموه لزيارة باكو والتي نتطلع اليها للمساهمة اكثر في تعزيز العلاقات الثنائية.

كما تشرفت بدعوة سمو ولي العهد الى زيارة بلادنا وكان لدي الفرصة لاجراء مباحثات مع سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وناقشنا امورا تتعلق بالعلاقات بين البلدين والتي تتصف بالمميزة وتتسم بوجود قاعدة مشتركة من حضارة ودين وتاريخ وتتمتع بالديناميكية، وكان هناك تشديد على ضرورة العمل اكثر لتقريب العلاقات وتوطيدها بين الجانبين.

كما كان هناك تشابه في الرؤى حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتي تطرقنا اليها.

• تسعى اذربيجان الى توثيق علاقاتها مع دول المنطقة عموما والكويت خصوصا، كيف تنظرون الى الدور الكويتي في المنطقة وعلى صعيد القضايا الدولية؟

- تمتاز الكويت بامتلاكها لتاريخ مهم ومشهور سبق ان اطلعنا عليه في بلادنا منذ نيلنا الاستقلال ومن المهم لنا انشاء علاقات اكثر تطورا معها والاستفادة اكثر من تاريخها وتجاربها خصوصا وان البلدين منتجان ومصدران للطاقة والغاز.

ومن المهم اظهار القواسم التي تجمع البلدين والتي تمتاز بتطويعها كل على طريقته ومن المهم ايضا التعرف على التجربة الكويتية في استغلال الثروة النفطية للتطور وافادة الشعب.

الكويت عموما تحظى بمكانة متميزة في المنطقة وسمعة طيبة على المستوى العالمي ونتطلع الى مستقبل يحمل في طياته المزيد من التعاون والعلاقات المميزة على جميع الاصعدة.

• اكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح دعم الكويت لبلادكم لتصبح عضوا غير دائم في مجلس الأمن لمنظمة الامم المتحدة، هل لديكم خطط لزيارة دول عربية واسلامية اخرى لكسب تأييدها؟

- بالفعل، لقد تحدثنا عن الدعم الكويتي لاذربيجان لتصبح عضوا غير دائم في مجلس الأمن لمنظمة الامم المتحدة بين عامي 2013 و2015، وفي هذا الخصوص سأزور هذا العام عددا من الدول لجمع التأييد لبلادنا.

• ماذا بشأن التعاون النفطي بين الجانبين؟ وهل سنرى شركات اذربيجانية مشاركة في تنفيذ مشاريع خطط التنمية؟

- بداية نتطلع الى ان تساهم اللجنة المشتركة بين البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في جميع المجالات لتشمل قطاعات الاتصالات والنفط والغاز.

وكون البلدين منتجين ومصدرين للطاقة، فقد اسسنا لتعاون وثيق في مجال الطاقة. وعدم التوقيع على اتفاقات في هذا المجال حتى الان لا يعني فشل التعاون بين الجانبين فالمباحثات ما زالت تجري وقد التقى الوفد الاذربيجاني ممثلين عن مؤسسة النفط الكويتية.

كما انه ليس من الضرورة اقامة مشاريع مشتركة في الكويت او باكو بل من الممكن ان يكون هناك تعاون وشراكة لاقامة مشاريع مشتركة في بلد اخر، ويجري العمل على مناقشة الافكار وبلورة الصورة في هذا المجال.

ونتابع باهتمام خطة التنمية التي تنفذها الكويت ونعرض المساهمة في خبراتنا خصوصا في مجال الانشاءات والبنى التحتية.

• ماذا عن التعاون الثقافي بين البلدين؟

- لدينا حرص على الانفتاح على المجتمع الكويتي وتعريفه على بلادنا وثقافتنا خصوصا بعد ان استضافت باكو اسبوعا كويتيا عام 2009، ومن المقرر ان يتم اقامة اسبوع ثقافي اذربيجاني في الكويت خلال العام الحالي.

• أشرتم سابقا الى وجود بعض التشابه بين الكويت واذربيجان، وفي حين عانى الجانبان من تجربة التعرض للغزو والاحتلال، استطاعت الكويت التخلص من اثار الماضي، اين الجهود الاذربيجانية لاستعادة اراضيها وانهاء الاحتلال؟

- من الطبيعي ان جزءا مهما من تاريخنا المشترك يكمن في تعرضنا للغزو والعدوان، ولكن كان من حسن حظ الكويت ان تكاتفت جهود المجتمع الدولي بعد الغزو وبدعم من قرارات الامم المتحدة لاجلاء المحتل والوقوف مع الحق الكويتي لتحرير الاراضي.

اما بالنسبة لاذربيجان فلسوء الحظ انه وبالرغم من استصدار 4 قرارات من الامم المتحدة بعدالة قضيتنا في اقليم ناغورني كاراباخ المحتل من قبل ارمينيا الا ان هذه القرارات لم تنفذ وما زالت ارمينيا تحتل ما يشكل 20 في المئة من اراضينا والتي تحتوي اكثر من مليون لاجئ ومحتاج.

ما زالت المفاوضات مستمرة حول هذا الموضوع والجهود الدولية متواصلة عبر الدول الكبرى والاتحاد الاوروبي وقرارات الامم المتحدة التي تدعمنا وتشدد على ضرورة الانسحاب من الاقليم.

نؤمن بقوة باننا سنتوصل الى استعادة اراضينا ونأمل ان يتم ذلك عبر الطرق الديبلوماسية، بالرغم من ان الاراضي اخذت بالقوة وتستعمل القوة العسكرية احيانا ما يبقي خيار استعمال القوة طروحا.
• دعت ارمينيا قبل اشهر الى اعطاء اقليم ناغورني كاراباخ حق تقرير المصير، الا تعتبرون الامر استفزازا لكم وما الخطوات التي ستقومون بها في حال حصول ذلك؟

- لا نخشى حق تقرير المصير او الحكم الذاتي لاقليم ناغورني كاراباخ فهذا الحق يعتبر احد جوانب القانون الدولي ويتطلب اجراءات معينة بحيث تحظى الاقلية في الدولة بحق تقرير مصيرها او الحكم الذاتي وفي الوقت نفسه تعيش تحت جناح السلطات المحلية مثال وجود الاقليات كالتاتار والشيشان وغيرهم في روسيا الفيديرالية.

نحن مستعدون للتعاون مع الشعبين الآذربيجاني والارميني لعودة ناغورني كاراباخ الى الوطن في حكم فيديرالي بحكم ذاتي كما يقررونه.

هذا هو موقف آذربيجان المدعوم من المجتمع الدولي ولا احد باستطاعته تغيير الحدود بالقوة.
• تزامنت زيارتكم للكويت مع زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للبلاد، هل من لقاء جمعكما؟ وما الدور الذي تستطيع انقرة ان تقوم به اليوم للمساهمة في حل النزاع حول ناغورني كاراباخ؟

- التقيت بالرئيس اردوغان خلال الزيارة وجرى بيننا حديث سريع.

الدور التركي في المنطقة عموما مهم حيث تسعى انقرة الى احلال السلام، ونلاحظ ازدياد اهمية دورها عاما بعد عام.

تركيا لاعب مهم قوي ومتمرس وتعتبر عامل استقرار وتوازن للمنطقة.

وفي ما يتعلق بقضية اقليم ناغورني كاراباخ فان تركيا تبذل جهدا لاقناع جيراننا الارمن ليكونوا منطقيين اكثر في المحادثات، لان طريقة الاحتلال والعمل العسكري المستمر ليس طريقة لتعامل الجيران حسب القانون الدولي.

• تحدث وزير الخارجية الروسي عن لقاء محتمل قد يجمعكم معه ونظيركم الارميني، اين اصبحت التحضيرات لهذا الاجتماع؟ وهل تأملون ان يسفر عن نتائج ايجابية؟

- تلعب روسيا دورا مهما، وهي عضو في منظمة مينسك وهم وسطاء اساسيون في قضيتنا مع ارمينيا.

خلال السنتين الماضيتين لعب الرئيس الروسي دورا متقدما من خلال المفاوضات وكان هناك اجتماعات 2+1 ضمت رئيسي اذربيجان إلهام علييف وارمينيا سيرج سركيسيان اضافة الى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.

وعلى الصعيد نفسه، كان لدينا عدد من الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية غالبيتها عقدت في موسكو، وعلينا العمل على التوصل الى تسوية للقضية.

لقد قدم العرض من الوزير الروسي سيرجي لافروف وقبلته من جانبي وأتوقع أن يعقد الاجتماع في بدايات الشهر المقبل.

• على الصعيد نفسه أبدى الاتحاد الاوروبي استعداده للمساهمة في حل نزاعكم مع ارمينيا، كيف تنظرون الى هذا الطرح وهل من احتمال لنجاحه؟

- ان مقترحات الدول الكبرى ومساهمة المنظمات الدولية هي في صالحنا وعلينا الا ناخذ العرض من طرف واحد ان المساعي المقدمة من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا منذ البدايات مهمة كما ان موقف اي منظمة دولية على اطلاع بالاحتلال وبالوضع هو معنا.

• بالانتقال الى علاقاتكم الخارجية، كيف تستطيع باكو التوفيق بين علاقاتها العربية والاسلامية وتعاونها الديبلوماسي والاقتصادي الوثيق مع اسرائيل؟

- لدينا في علاقات مميزة مع العالم الاسلامي خصوصا تركيا ومنظمة المؤتر الاسلامي، واذا ما نظرنا الى التصويت في الامم المتحدة فاننا نرى موقف آذربيجان الداعم للقضايا الاسلامية والعربية.

وفي ما يتعلق باسرائيل، فلدينا علاقات ديبلوماسية معها اضافة الى سفارة اسرائيلية في باكو ولربما الامر يعود بداية الى وجود جالية يهودية كبيرة في بلادنا كما لدينا علاقات اقتصادية متينة.
ولكن اذا ما تحدثنا عن القضية الفلسطينية فبالطبع نحن ندعم فلسطين ومواقفنا واضحة الى جانب الحق الفلسطيني.

وحتى الان، لم نفتتح سفارة لنا في تل ابيب لاننا نقف مع حل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية، وسنرى ما الذي سيحصل هذا العام وما زلت اؤمن ان فلسطين يجب ان تحصل على عضوية كاملة في الامم المتحدة وعلى المستوى ذاته من أي دولة أخرى بوثائق كاملة.

• ولكن لديكم ايضا تعاونا امنيا مع اسرائيل، الا تعتقدون ان الامر يؤثر على علاقاتكم مع جيرانكم خصوصا ايران؟

- لدينا تعاون امني مع اسرائيل لاننا عانينا من الاحتلال وفي بعض الاحيان عانينا من الاذى جراء بيع الاسلحة لاذربيجان والامر كان يتعلق باعادة بناء قواتنا المسلحة ووزارة الدفاع التي تحتاج لشراكة خارجية.

وقد قدمنا طلبات الى عدد من الدول لتسليح قواتنا وكانت اسرائيل اول من استجابت لنا.

وفي ما يخص ايران، فان علاقتنا مع اسرائيل لا تؤثر عليها أبدا. فنحن جيران ولدينا جالية اذرية كبيرة في ايران ونتكلم اللغة ذاتها ولدينا عادات وتقاليد مشتركة ونؤمن بسياسة الجيرة الجيدة.
• ولكن يرى البعض ان اذربيجان اصبحت ساحة قتال بين اسرائيل وايران؟

- لا اعتقد انه يمكن استغلالنا من قبل احد، وبامكاننا ادارة الوضع من خلال علاقاتنا مع البلدين.