رمز الخبر: ۲۸۵۴۸
تأريخ النشر: 12:35 - 26 January 2011
علي قادري
عصر ايران، علي قادري

"على الرغم من بعض الانتقادات التي نوجهها لكيفية اجراء الانتخابات في بعض المناطق، لكننا نقبل على اي حال بالهزيمة، تعالوا ابتداء من غد نضع يدا بيد ونعمل من اجل حل مشاكل البلاد".

كان هذا مضمون الكلام الذي ادلى به السيد حسن نصر الله بعد هزيمة حزب الله وحلفائه في انتخابات يونيو 2009.

ولم يوعز السيد حسن نصر الله الى انصار حزبه الله في الضاحية الجنوبية من بيروت بان ينزلوا الى شوارع العاصمة للاحتجاج على نتائج الانتخابات ولم يعط الضوء الاخضر للشيعة في الجنوب، لاغلاق اتوستراد الجنوب – بيروت بالاطارات المشتعلة واستخدام الهراوات والعصي. ان ما اظهره حزب الله وحلفاؤه كمهزومين في عملية ديمقراطية نسبية، تمثل في التقيد بقواعد اللعبة الديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات.

ان انسحاب احزاب 8 مارس من الحكومة الائتلافية وسقوط حكومة سعد الحريري تم في اطار سلوك سياسي ديمقراطي بامتياز. ان قادة هذه الاحزاب التي تضم كافة الطوائف اللبنانية، وبعد وصول جميع المساعي والخيارات الداخلية والخارجية الرامية الى اخراج البلاد من قضية حكم المحكمة الدولية – الخاصة برئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري- التي وصلت الى طريق مسدود، انسحبوا من الحكومة التي لم يسمح رئيسها لهم اطلاقا بتناول قضية هذه المحكمة، المحكمة التي تشير جميع القرائن والشواهد الى انها محاولة سياسية – امنية دولية منظمة للنيل من المقاومة المناهضة لاسرائيل، والتي لا تطال حزب الله فحسب، انما توجه اصابع الاتهام الى مركز محور المقاومة، الا وهو طهران!

وبعد سقوط الحكومة، واصلت احزاب 8 مارس، نفس المسار الديمقراطي. فقد بدات مشاوراتها للوصول الى تركيبة سياسية جديدة في الحكومة العتيدة ، وتم بعد انضمام وليد جنبلاط وبعض الشخصيات السياسية التابعة لتيار 14 اذار والتي كانت تعتبر ان استمرار المازق السائد، يعود بالضرر على لبنان، انتخاب نجيب ميقاتي كمرشح لها. واستطاع ميقاتي الحصول على موافقة 68 نائبا من اصل 128 نائبا في البرلمان اللبناني وكلف رسميا من الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان لتشكيل الحكومة المقبلة.

وفي الجهة المقابلة، فان الذين كانوا يتحدثون حتى يوم امس عن قواعد الديمقراطية وضرورة الالتزام بالمؤسسات الشرعية وتعزيز الجيش، بداوا تحركات طائفية واثاروا اعمال شغب في الشوارع. ان مهاجمة المباني الحكومية والخاصة وتدمير الاموال العامة واستخدام القنابل اليدوية والاسلحة الخفيفة، اثبت مدى صدقية المزاعم السابقة لانصار سعد الحريري! ومن وجهة نظر اشخاص مثل احمد فتفت ومصطفى علوش ومحمد كبارة فان الديمقراطية قابلة للاحترام طالما انهم كانوا على راس السلطة واذا ما اقدم معارضو الحكومة بالطرق القانونية على تغيير التركيبة السياسية، حينها يطلق على ذلك انقلاب سياسي يديره ويوجهه حزب الله!

وحتى ان سلوك سعد الحريري في الاضطرابات الحالية في لبنان، مثير للتساؤل. فبعد ساعة واحد من طلب رئيس الوزراء السابق من انصاره انهاء الاضطرابات واعمال الشغب في الشوارع ورفع العلم اللبناني على المباني في منطقة "الطريق الجديدة" اعتقل الجيش، حسام الطرابلسي احد كبار المسؤولين الامنيين المنتمين للحريري ليتم اثبات مدى تطابق كلام وسلوكيات رئيس الوزراء السابق!

وقد رد السيد حسن نصر الله في كلمته التي القاها بمناسبة اربعين الامام الحسين (ع) على جميع الاتهامات الدعائية واعمال الشغب التي اثيرت في الشوارع. فقد اعلن السيد اننا لا نحب تولي السلطة ، فتهم كالتي تقول بان حزب الله يريد السيطرة على لبنان، هي مزاعم واهية تثار من قبل اميركا واسرائيل ويكررها البعض في الداخل. اتركوننا لكي نوجه صدورنا في جنوب البلاد نحو الرصاصات الاسرائيلية، لكنكم تطلقون النار علينا من الخلف. انكم وبعد عام 2005 ذهبتم الى العواصم الغربية وتعهدتم بمتابعة موضوع نزع سلاح المقاومة في الداخل وكنتم انتم تريدون ان تهزم المقاومة في حرب صيف 2006 ، لكن هزمتم انتم بفضل من الله.

واشار السيد حسن نصر الله الى التحذيرات التي اطلقها سعد الحريري وانصاره بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة وقال ان من لا يريد المشاركة في الحكومة المقبلة، ليعطي الفرصة لحكومة ميقاتي على الاقل حتى وان كانت هذه الفرصة لمدة عام، وليبدا لاحقا بمحاكمته، لكن النزول الى الشوارع معناه انه لا يحبذ اللعبة الديمقراطية وتدوال السلطة، بل يريد فقط ان يقول انا ولا احد سواي!