رمز الخبر: ۲۸۶۲۸
تأريخ النشر: 15:33 - 30 January 2011
والحبل على الجرار، اليس الان احد اكثر الحكومات استبدادا في العالم، تحكم في العربية السعودية من دون وجود ادنى قدر من الديمقراطية وان اميركا التي تعشق الديمقراطية، لا تتحدث الى السعوديين الا بما يعجبهم ويرضيهم؟
عصر ايران  - ضياء الدين احتشام 
 
في العام الماضي وخلال الاحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية في ايران، وعندما شهدت شوارع طهران بعض مشاهد المواجهات، لم تفوت الدول الغربية (بدء من اوروبا وانتهاء باميركا) اي فرصة مثلا للدفاع عن الشعب الايراني! وكانت حزينة وغاضبة لان حقوق الانسان تنتهك في ايران! لكن الان وفيما وصل الى هذه اللحظة عدد القتلى في مصر الى 100 وعدد الجرحى بالالاف، فان الغربيين اما يلوذون بالصمت او انهم يكتفون بتصريحات عقيمة مثل دعوة الطرفين الى ضبط النفس وضرورة تجنب العنف.

والطريف انه كلما مضى الشعب المصري قدما في انتفاضته وتضعف حكومة مبارك، كلما تذكر الغرب حقوق الشعب المصري! (بالضبط مثل الشاه، الذي طالما كان يحكم، كان الغرب يناصره وبعد سقوطه، لم يستقبله حتى كمريص بحاجة الى العلاج!).

فاذا كان قتلى احداث ايران، "بشرا" يملكون "حقوقا" – والامر كذلك – الا يعتبر القتلى المصريون من وجهة نظر الغرب "بشرا" لهم "حقوقهم"؟

الا تغطي قواعد حقوق الانسان، الدول التي يحكم فيها "الاصدقاء"؟

وهل يحق لحسني مبارك لكونه يدين بطاعة عمياء للغرب ويحافظ على مصالح اسرائيل في العالم العربي، ان يتعامل كيما يشاء مع شعبه، ويقتل في اقل من اسبوع مئة شخص؟

وفي احداث تونس، لجأ الغرب الى الصمت حتى اليوم الاخير الذي كان فيه بن علي في السلطة، وكانت "الجزيرة" وحدها تقريبا تغطي تلك الاحداث من بين القنوات الاخبارية المهمة في العالم، ولم تات وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية على ذكر الشاب الذي احرق نفسه بسبب تعامل الشرطة السيئ معه وفارق الحياة بشكل مؤلم، ولم تتحدث اي منها عن انتهاك حقوق الانسان في تونس، والسبب واضح تماما: "لان بن علي منا".

والحبل على الجرار، اليس الان احد اكثر الحكومات استبدادا في العالم، تحكم في العربية السعودية من دون وجود ادنى قدر من الديمقراطية وان اميركا التي تعشق الديمقراطية، لا تتحدث الى السعوديين الا بما يعجبهم ويرضيهم؟

وألم يكن صدام، ابان حرب الثماني سنوات مع ايران، اكبر منتهك لحقوق شعبه، لاسيما الشيعة والاكراد؟ لماذا كان "الغرب المحب للانسان" يواجه صدام بابتسامة جوكوند وكان يرسل له السفينة تلو السفينة من الاسلحة والعتاد؟!

انه مما لا شك فيه يجب النهوض بحقوق الانسان، لكن من البساطة والسذاجة التصديق بان حقوق الانسان تشكل معيارا رئيسيا وثابتا بالنسبة للغرب. فنظرة الغرب الى حقوق الانسان في الخارج، فرع يطغى عليه اصل مصالحه المادية والسياسية.