عصر ايران - رضا غبيشاوي
ويوم الخميس المنصرم، عقد صفوت الشريف الامين العام للحزب الحاكم في مصر مؤتمرا صحفيا في مبنى الحزب الذي يراسه حسني مبارك، لكن كلما وجه اليه الصحفيون سؤالا كان يكرر عبارة "كما قال السيد الرئيس وكما اكد السيد الرئيس" وكأن ليس هناك ناس محتجون ولا مطالب سياسية واقتصادية!
وسئل الشريف ان الشعب يريد من خلال اقامة مسيرات التعبير عن احتجاجه على انعدام الحريات السياسية، فرد قائلا: "نعم هذا الشئ نفسه الذي يؤكد عليه حزبنا وآمل ان تعمل الحكومة في هذا الاطار في ظل رؤية السيد الرئيس".
وسال صحفي اخر حول المطالب الاقتصادية ومشكلة البطالة، فقال الشريف ثانية: نعم ان حزبنا لديه برامج في هذا الخصوص وان رئيس الجمهورية اكد مرارا على هذا الموضوع ونفذت الحكومة المصرية العام الماضي مشاريع اقتصادية ونامل ان يتم في العام الحالي متابعة هذه المشاريع بجدية.
وكأن مصر لا تواجه مشاكل تتعلق بالحريات السياسية وقضايا اقتصادية والحزب الذي يتولى صفوت الشريف منصب امينه العام يحكم مصر ل 30 عاما.
لكنه لم يمض على المؤتمر الصحفي لصفوت الشريف اقل من 24 ساعة حى نزلت الجماهير الى الشارع لتصرخ بغضب وتطالب برحيل وتنحي حسني مبارك عن السلطة. حسني مبارك الذي يراس الحزب الحاكم وصفوت الشريف الذي يربط كل جملة من كلامه به.
وقد اضرم المحتجون المصريون في يوم الغضب النار في مبنى الحزب الحاكم. الحزب الذي كان يدير ويقود دكتاتورية مزوقة واستبدادا منمقا. ذلك المكان الذي لم يكن مقرا لحزب بل مقرا لهياكل فضفاضة كانت تخطط ل "كيف نستطيع ان نبقى في الحكم وان نكون رئيسا على مدى الحياة".
وكان هذا المبنى يحترق الى يوم السبت. وكان هذا المبنى وهذا الدخان مختلفا بالنسبة لجميع المصريين.
وقد اضرمت النيران في هذا المبنى، وكان يتصاعد منه دخان اسود ليملا سماء القاهرة. وكان لهذا المبنى ان يحترق وكان لهذا الدخان ان يتصاعد، لكي يفضح على الاقل مسؤولا كان حتى قبل ايام يكذب ويكذب من دون اي رادع.
وبعض الاحيان، يجب ان يكون هناك دخان، لكي يفضح الافاقين والكذابين.