رمز الخبر: ۲۸۷۸۹
تأريخ النشر: 09:36 - 09 February 2011
عصرايران - وكالات - ثمّن القائم بأعمال سفارة إيران لدى الكويت الدكتور محمد شهابي العلاقات الثنائية التي تربط بلاده والكويت، معلنا قرب وصول وفد ايراني رفيع للمشاركة في الاحتفال بالاعياد الوطنية.

وقال في كلمة بمناسبة اليوم الوطني الايراني الذي يصادف11 فبراير: «بعيد انتصار الثورة الاسلامية كان صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد أول وزير خارجية يزور ايران ويلتقي بسماحة الامام الخميني مرحباً بسقوط نظام الشاه، ومؤكداً الاعتراف بالحكومة الايرانية الجديدة لتنطلق حقبة جديدة من العلاقات السياسية بين البلدين». وأضاف: «بعد غزو الكويت بادرت إيران منذ الساعات الاولى وقبل كافة الدول العربية والاسلامية بالتنديد بهذا الاعتداء الغاشم، واستضافت طيلة فترة الغزو آلاف العوائل الكويتية التي اضطرت لمغادرة البلاد». وجدد شهابي حق بلاده في « الاستخدام السلمي للطاقة الذرية»، مؤكدا انه «حق لا رجعة عنه لكل الشعوب ويجب ألا تستأثر به الدول المتسلطة والمهيمنة»، لافتا الى تكريس التعايش السلمي بين أبناء الطوائف والأديان والمذاهب في بلاده، معتبرا اياه « سمة بارزة وتجربة غنية تمتاز بها ايران»... وهنا نص الكلمة في صبيحة الحادي عشر من شهر فبراير عام 1979 نجح الشعب الايراني بكل فئاته وأقوامه بقيادة الامام الخميني في الاطاحة بالنظام الملكي الذي استمر 25 قرناً، وبسقوط النظام البهلوي اختار الشعب الأبي من خلال انتخابات حرة ونزيهة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بأغلبية ساحقة وصلت الى 98 بالمئة من الآراء.

لقد اجتازت الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال ثلاثة عقود من حياتها محطات صعبة ومحنا جمة عبرتها بنجاح، وان صلابة وصمود الثورة الاسلامية بوجه التحديات الداخلية والخارجية، والنصر المؤزر الذي حققه أبناء الشعب الاشاوس خلال 8 سنوات من الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي البائد، واعادة بناء الدمار الذي خلفته الحرب، وتكريس المشاركة الشعبية في بناء اركان الحكم، والنهوض بمكانة الجمهورية الاسلامية الايرانية اقليمياً وعالمياً كدولة لها بصماتها في المستجدات الاقليمية والدولية هي غيض من فيض المنجزات التي تحققت في خضم هذه الثورة العملاقة.

ان المجتمع الايراني يشهد دوماً حيوية ونبوغاً في العثور على اجابات جديدة لمتطلباته، وان الحرية والاستقلال ومكافحة الاستعمار تعتبر من الشعارات البنيوية للجمهورية الاسلامية الايرانية حول محور الوفاق الوطني.

من ناحية أخرى، نرى ان المجتمع الايراني لايألو جهداً في سبيل احياء وتطوير محورية القانون والحريات المشروعة والحوار والتعددية والعدالة والمشاركة الفاعلة وتنمية مؤسسات المجتمع المدني.

ان التطورات السياسية والاجتماعية التي طرأت خلال السنوات الثلاثين في ايران قد تبلورت بشكل ملحوظ في مسار السياسة الخارجية للدولة، حيث نرى مفاهيم التحاور والتعاون وازالة التوتر فتحت آفاقاً رحبة في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وصاغت الجمهورية الإسلامية الايرانية في اطار سياستها التنموية «استراتيجية التنمية للعقدين المقبلين» ضمن أربعة برامج للخطة الخمسية وأثر تنفيذ هذه الاستراتيجية من المتوقع تحويل إيران خلال عام 2025 إلى دولة نامية ذات موقع اقتصادي وعلمي وتقني متميز على مستوى المنطقة تتمتع بتعاط بنّاء ومؤثر في العلاقات الدولية.

• خطة الترشيد الاقتصادي

ان نجاح خطة الترشيد الاقتصادي من خلال الرفع التدريجي للدعم الحكومي عن بعض السلع مثل المواد الغذائية والمحروقات وتعديل أسعارها بعد تخصيص مساعدات ومعونات مالية شهرية للمواطنين يعتبر من أهم الانجازات الاقتصادية التي حققتها الحكومة خلال السنة الماضية حيث جرى العمل على هذا المشروع منذ فترة طويلة لتحفيز النمو الاقتصادي ومضاعفة ميزانية مشاريع البنى التحتية والخدمية بدلا من توظيف هذه المبالغ في الحاجيات الاستهلاكية والكمالية.

وقد أكد الرئيس الدكتور محمود أحمدي نجاد بأن الخطة ستوفر 50 مليار دولار من أصل 100 مليار دولار تشكل ثلث الناتج الإجمالي للبلاد حيث سيتم تخصيص هذه المبالغ لتحسين قطاعات الاسكان والصحة والتعليم التي تعاني ترهلا ً في القرى النائية والأقاليم البعيدة عن العاصمة والتي تقطنها الطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل.

« عملية جراحية اقتصادية هي الأكبر والأكثر شعبية في البلاد».. هكذا وصف الرئيس احمدي نجاد هذه الخطة التي ستضمن ازدهار المستقبل الاقتصادي للبلاد على الرغم من العقوبات والحصار الاقتصادي الذي تتعرض له ايران والذي يثبت فشله الذريع يوماً بعد يوم من خلال ازدياد حجم الاستثمارات الأجنبية.

• التعايش السلمي في ايران

تكريس التعايش السلمي بين أبناء الطوائف والأديان والمذاهب يعتبر سمة بارزة وتجربة غنية تمتاز بها الجمهورية الاسلامية حيث تحتضن أكثر ربع مليون مسيحي والآلاف من اليهود يعيشون بأمان وسلام في ايران ويتمتعون بكامل حقوقهم المدنية والانسانية والسياسية بالتساوي مع المسلمين، ولهم نواب في مجلس الشورى الاسلامي يعكسون تطلعاتهم وطموحاتهم. ونأمل من الدول العربية والاسلامية الأخرى أن تحذو حذونا في التعامل المتكافئ مع كافة المواطنين دون تمييز حيث يعيشون باحترام وحرية أكثر من معظم بلدان الشرق الأوسط.

وهنا لابد من الاشارة من أن اخواننا السنة يمارسون نشاطهم الديني والاجتماعي بكل حرية وان المنائر الشاهقة للمئات من مساجد أهلنا السنة في المحافظات الايرانية تواصل نشاطها وترفع الاذان حسب الفقه السني الى جانب المعاهد الدينية التي تقوم بتدريس الشريعة الاسلامية حسب الفقه السني.

• السياسة الخارجية

في مجال السياسة الخارجية فان الجمهورية الاسلامية الايرانية انطلاقاً من مبدأ رعاية حسن الجوار ركّزت على تعزيز العلاقات الثنائية الاقليمية والدولية مع الدول الصديقة لاسيما دول الجوار العربية وفي طليعتها الكويت، وان التاريخ يبرهن على سلامة التعامل الايراني مع بقية الشعوب الصديقة.

اننا حينما نقلب صحائف التاريخ لانرى اي مؤشر يدل على اعتداء ايراني على اراضي بقية البلدان. بينما نرى ان اراضينا قد تعرضت لاعتداءات مكررة من قبل بعض دول الجوار والقوى الكبرى طوال التاريخ.

• مكافحة الارهاب والمخدرات

ان احد التحديات المهمة لعالمنا اليوم هي مسألة الارهاب. والجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ نشأتها تعرضت لأعمال ارهابية داخلية وخارجية وكان العديد من رجالاتها ومواطنيها ضحية هذه الظاهرة النكراء.

وانطلاقاً من ذلك فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية تهدف دوماً الى القضاء على هذه الظاهرة المشؤومة بكل أشكالها والتعامل مع أصولها وأسبابها بشكل جذري بعيداً عن التعامل الانتقائي والمزاجي ومن جملة القضايا الدولية الأخرى هي قضية المخدرات وتبلور الاشكال المتنوعة للاستهلاك وأسلوب المكافحة.

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وبسبب موقعها الجغرافي (مجاورتها للدول الرئيسية المنتجة للمخدرات ولاسيما أفغانستان) فقد تحملت تكاليف باهظة بشرية ومالية في سبيل مكافحة عصابات التهريب وتوزيع المخدرات في حين انها لم تتلق الدعم الدولي المتناسب مع حجم المخدرات المهربة وأساليب عصابات وتجار الموت الحديثة.

• الطاقة النووية

في مجال الطاقة النووية فان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى بان الاستخدام السلمي للطاقة الذرية هو حق لا رجعة عنه لكل الشعوب ويجب ألا تستأثر به الدول المتسلطة والمهيمنة.
ومن هذا المنطلق باشرت طهران وتحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاستثمار السلمي للطاقة النووية.

ان استئثار بعض الدول في هذا المجال أدى الى فرض ضغوط سياسية وغير منطقية بوسائل مختلفة للحيلولة دون حصول الدولة المستقلة على العلوم والتقنيات الذرية السلمية ومارست أساليبها بالتطميع والمقاطعة ضد طهران، ومع تأكيد ايران المتواصل على الاستخدام السلمي لهذه الطاقة وتأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على عدم انحراف البرنامج النووي الايراني فان عددا من الدول حاولت تسييس الموضوع بغية حرف الرأي العام وأصرت على استئثارها بهذه التقنيات.

ان الترحيب الروسي لدعوة ايران لمندوبي المنظمات والدول الكبرى لزيارة المنشآت النووية يؤكد على ان طهران جادة في إزالة القلق والشكوك التي تساور بعض الدور وان مفاوضات اسطنبول بمشاركة ممثلي (5+1) برهنت على حرص الحكومة الايرانية على بناء الثقة وحسن النية ومواصلة مشاريعها السلمية كما أكد على ذلك سعيد جليلي أمين اللجنة العليا لشؤون الأمن القومي الايراني.

ان ايران ومن خلال منطلقاتها الدينية ترفض المجازر والقتل دائماً وتؤكد على عدم وجود السلاح النووي في خططها الدفاعية والعسكرية وطالما طالبت بنزع السلاح النووي من المنطقة والعالم بأسره وتخليصه من أسلحة الدمار الشامل، وان فتوى قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي حول تحريم استخدام السلاح النووي خير دليل على المنهجية السلمية للجمهورية الاسلامية.

• العلاقات مع الكويت

بعيد انتصار الثورة الاسلامية في إيران كان صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد أول وزير خارجية يزور الجمهورية الاسلامية الايرانية ويلتقي بسماحة الامام الخميني الراحل مرحباً بسقوط نظام الشاه ومؤكداً الاعتراف بالحكومة الايرانية الجديدة لتنطلق حقبة جديدة من العلاقات السياسية بين البلدين.

وبعد غزو الكويت من قبل النظام العراقي المباد في مطلع أغسطس 1990 بادرت الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ الساعات الاولى وقبل كافة الدول العربية والاسلامية بالتنديد بهذا الاعتداء الغاشم لنظام صدام بل واستضافت طيلة فترة الغزو الآف العوائل الكويتية التي اضطرت لمغادرة البلاد جراء هذا العدوان السافر.

وبعد طرد الغزاة وتحرير البلاد ساهم المختصون الايرانيون بناءً على طلب الكويت في إخماد النيران المشتعلة في آبار النفط وكان لهم دور فاعل في هذا المجال.

من هذا المنطلق فإن المواقف المبدئية والمشرفة للجمهورية الاسلامية الايرانية خلال فترة الغزو مهدت السبيل لانطلاق مرحلة جديدة من العلاقات الودية بين البلدين الجارين الصديقين حيث ان تبادل السفراء أدى الى النهوض بمستوى العلاقات السياسية وتعزيز الاواصر الاقتصادية والثقافية والامنية بين ايران والكويت. فضلاً عن العلاقات الودية ومسيرة التعاون البنّاء بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والكويت في المجالات المختلفة فإن البلدين وطوال السنوات الماضية لم يّدخرا وسعاً في التعاون الجاد وبذل الجهود المشتركة في إطار المنظمات الاقليمية والدولية كمنظمة الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي.

وفي خضم العلاقات الودية والأخوية بين البلدين واستناداً للارادة السياسية لقيادة البلدين الحكيمة فان تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية والتعاون المتبادل أثمر خلال السنوات الأخيرة عن زيارة العديد من الوفود السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية وعلى مستويات مختلفة حيث تم التوقيع خلال هذه الزيارات على اتفاقيات متعددة في مختلف المجالات.

• المشاركة الإيرانية في اليوبيل الذهبي لاستقلال الكويت

في خضم تزامن احتفالات الشعبين الايراني والكويتي باليوم الوطني فان الجالية الايرانية في الكويت ستشارك في احتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال دولة الكويت والذكرى العشرين للتحرير والذكرى الخامسة لتولي سمو الأمير مقاليد الحكم، كما ان وفداً رفيع المستوى من الجمهورية الاسلامية الايرانية سيزور البلاد للمشاركة في المهرجانات والاحتفالات الرسمية.