رمز الخبر: ۲۸۸۴۷
تأريخ النشر: 08:25 - 12 February 2011
ميدان التحرير يكتب تاريخا جديدا لمصر
ويُنتظر أن يعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كلفه الرئيس المتنحي بإدارة شؤون البلاد، عددا من الإجراءات التي تكفل تحقيق المطالبات الشعبية، ومن أهمها حل مجلسي الشورى والشعب، وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة.
عصرايران - وكالات - يبدأ المصريون اليوم أول أيام تحديهم الأكبر في صناعة نظام دستوري جديد، بعد رضوخ الرئيس حسني مبارك للمطالب الشعبية وإعلان تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية بعد أكثر من 30 عاما من الحكم، حسبما أعلن نائبه عمر سليمان في التلفزيون المصري أمس.

البورصات العالمية تجاوبت سريعا مع تغييرات الأوضاع في مصر، وارتفعت أغلب البورصات العالمية بشكل طفيف، في إشارة إلى أن ذلك يتواءم مع مرحلة استقرار قادمة تشهدها المنطقة.

ويُنتظر أن يعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كلفه الرئيس المتنحي بإدارة شؤون البلاد، عددا من الإجراءات التي تكفل تحقيق المطالبات الشعبية، ومن أهمها حل مجلسي الشورى والشعب، وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة.

وقد أعلن المجلس في بيانه الثالث أمس شكره للرئيس المصري على تقديم مصلحة الشعب بقرار التنحي، مؤكدا في البيان أنه ليس بديلا للشرعية التي يرتضيها الشعب.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

كتب ميدان التحرير تاريخا جديدا في مصر والعالم العربي، عندما أعلن اللواء عمر سليمان، رئيس الجمهورية المصرية المكلف، أن الرئيس المصري حسني مبارك قرر التنحي وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.

جاء ذلك في بيان أدلى به عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، مساء أمس عبر التلفزيون المصري، وقال سليمان في بيان مقتضب: ''بسم الله الرحمن الرحيم، أيها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان''.

وكان المتحدث باسم الحزب الوطني الحاكم محمد عبد الله، أكد لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الرئيس المصري حسني مبارك موجود ''في شرم الشيخ''.

وفور إعلان استقالة مبارك بعد أن حكم البلاد 30 عاما، سادت حالة عارمة من الفرحة مئات آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير في وسط القاهرة.

وأخذ المتظاهرون يهتفون في حالة هيستيرية ''الشعب خلاص أسقط النظام'' وهم يصرخون فرحا ويلوّحون بالأعلام المصرية. كما فقد البعض الوعي من شدة التأثر بينما أخذ آخرون في البكاء من فرط الفرحة.

من جهتها، أعلنت الحكومة السويسرية أمس أنها قررت التجميد الفوري لأي حسابات يملكها الرئيس المصري حسني مبارك والمقربون منه في الكونفدرالية.

وقالت وزارة الخارجية السويسرية في بيان إن ''المجلس الفيدرالي قرر التجميد الفوري لأي حسابات في سويسرا للرئيس المصري السابق والمقربين منه''.

وأضافت أن هذا القرار يهدف إلى ''تفادي أي اختلاس لأموال تعود إلى الدولة المصرية''.

وكان مئات الآلاف من المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع أمس في القاهرة والإسكندرية ومعظم المحافظات للمطالبة مجددا برحيل مبارك، رافضين الاكتفاء بتفويضه صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان وتعهدات الجيش بـ ''ضمان'' تنفيذ الإصلاحات السياسية التي وعد بها الرئيس المصري.

وفي ميدان التحرير، الذي بات رمز الانتفاضة غير المسبوقة المطالبة بإسقاط مبارك الذي يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود، تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين منذ الصباح لإعلان إصرارهم على رحيل مبارك بعد أن دعوا الجيش إلى أخذ موقف، هاتفين: ''الجيش لازم يختار الشعب أو النظام''.

وتدفقت الحشود في العاصمة المصرية إلى حد أن حركة السير توقفت في شارع رمسيس، أحد أكبر شرايين القاهرة الذي يربط وسط المدينة بمصر الجديدة، بسبب امتلائه بالمتظاهرين.

كما خرجت تظاهرات من أحياء عدة في القاهرة باتجاه ميدان التحرير، بينما كان ما يزيد على عشرة آلاف شخص يحتشدون أمام قصر الرئاسة في مصر الجديدة (شرق القاهرة) لحظة إعلان تنحي مبارك.

وكان الجيش، وهو العمود الفقري لنظام مبارك، أحبط المتظاهرين صباح أمس رغم الآمال الكبيرة التي كانوا يعقدونها عليه والدعوات التي أطلقوها إلى تدخله لتحقيق مطلبهم برحيل مبارك، الذي أكد البارحة الأولى أنه سيظل في منصبه حتى نهاية ولايته في أيلول (سبتمبر)، وأنه سيبقى في مصر إلى أن ''يوارى الثرى'' فيها.

وفي محاولة لبث الطمأنينة، خصوصا في نفوس المتظاهرين، أكد الجيش ''التزامه برعاية مطالب الشعب المشروعة والسعي لتحقيقها من خلال متابعة تنفيذ هذه الإجراءات في التوقيتات المحددة بكل دقة وحزم حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة وصولا للمجتمع الديمقراطى الحر الذي يتطلع إليه أبناء الشعب''.

وأسفرت التظاهرات في الأيام العشرة الأولى منها، التي حاولت خلالها قوات الشرطة قمعها بالقوة، عن مصرع ما يقرب من 300 شخص، وفقا للأمم المتحدة.

ولكن منذ الثالث من شباط (فبراير) اتخذت التظاهرات طابعا سلميا تماما وتركت قوات الجيش المتظاهرين ينزلون إلى الشوارع من أن تتدخل.

وكان المتظاهرون قد توافدوا صباح أمس على ميدان التحرير، بينما تعهد الجيش المصري بأن يكفل تحقيق الإصلاحات.

واعتبرت هذه الضمانات محاولة من الجيش القوي لنزع فتيل انتفاضة لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر الحديث.

وكان نحو ألفي محتج قد تحركوا من ميدان التحرير وتجمعوا أمام القصر الرئاسي للمرة الأولى؛ للمطالبة باستقالة مبارك على الفور ولم يحاول الجيش إبعادهم.

كما خرج مئات الآلاف من المحتجين في أنحاء مصر للاحتجاج أمس، بما في ذلك في مدينة السويس الصناعية، التي شهدت في وقت سابق بعضا من أسوأ أعمال العنف خلال الأزمة، وفي الإسكندرية وفي مدينة طنطا وغيرها من مدن منطقة الدلتا.

وقال عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن ''الثورة البيضاء'' تطور جديد في تاريخ مصر، كما أن رحيل مبارك فرصة عظيمة للمصريين.

بينما قال المعارض المصري البارز محمد البرادعي: إن هذا ''أعظم يوم'' في حياته حين أعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك وتسليمه السلطة للجيش.

وقال البرادعي لـ ''رويترز'' عبر الهاتف: ''انتظرنا هذا اليوم لعقود. نتطلع جميعا للعمل مع الجيش للإعداد لانتخابات حرة ونزيهة. أتطلع لفترة انتقالية تشهد تقاسم السلطة بين الجيش والشعب''.

ولدى سؤاله عما إذا كان سيترشح في الانتخابات الرئاسية قال البرادعي: ''المسألة ليست في ذهني. عشت ما يكفي وأنا سعيد بأن أرى مصر حرة''.

ردود أفعال تنحي مبارك

• بايدن: تغيير السلطة في مصر لحظة ''محورية'' في تاريخ مصروالشرق الأوسط.

• حماس: تنحي مبارك بداية انتصار الثورة المصرية التي ندعم مطالبها.

• أشتون: مبارك استمع إلى صوت الشعب المصري، والاتحاد الأوروبي يدعم الانتقال المنظم للديمقراطية في مصر وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

• قطر: نقل السلطة إلى المجلس العسكري الأعلى يشكل خطوة إيجابية مهمة على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري في الديمقراطية والإصلاح والحياة الكريمة.

• إسرائيل: نأمل أن تتم العملية الانتقالية نحو الديمقراطية بهدوء من أجل مصر وجميع جيرانها أيضا.

• إيران: المصريون حققوا ''انتصارا عظيما'' بعد إعلان تنحي الرئيس المصري حسني مبارك تحت ضغط التظاهرات.

• ألمانيا: نرحب بتنحي مبارك باعتباره ''تحولا تاريخيا''.

• الإمارات: نثق في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على إدارة شؤون البلاد، وحريصون على الحفاظ على علاقات قوية مع مصر.

• ساركوزي: حسني مبارك اتخذ قرارا ''شجاعا وضروريا'' بالتنحي.
الجيش المصري يؤكد أنه لن يكون بديلا عن الشرعية

أكد الجيش المصري الذي تولى السلطة في البلاد في بيان أصدره مساء أمس عقب تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك أنه ''لن يكون بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب''.

وقال البيان ''أمام مطالب شعبنا العظيم في كل مكان بإحداث تغييرات جذرية فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتدارس هذا الأمر وسيصدر لاحقا بيانات تحدد الخطوات والإجراءات والتدابير التي ستتبع، مؤكدا أنه ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب''.

ووجه الجيش في بيانه ''الشكر للرئيس حسني مبارك على ما قدمه للوطن، كما قدم كل التحية والإعزاز لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء لحرية وأمن بلدهم'' في إشارة إلى ضحايا الانتفاضة المصرية التي استمرت 18 يوما.

نبذة عن المشير طنطاوي

 ولد في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 1935 وانضم إلى القوات المسلحة في 1956.
  
يحمل طنطاوي رتبة مشير ويتولى منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي منذ 1991 والقاعد العام للقوات المسلحة منذ 1995.

شارك طنطاوي في ثلاث حروب ضد إسرائيل في أعوام 1956 و1967 و1973.

عُيّن طنطاوي نائبا لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب منصبه كوزير للدفاع بعدما أقال مبارك الحكومة في محاولة فاشلة لتهدئة الاحتجاجات في 29 كانون الثاني (يناير).
  
أثارت خلفيته العسكرية وأقدميته تكهنات باحتمال أن يخوض انتخابات الرئاسة، رغم أن بعض المحللين قالوا إنه لا يتمتع سوى بدعم محدود من الرتب الدنيا في القوات المسلحة.