رمز الخبر: ۲۸۹۰۶
تأريخ النشر: 11:48 - 14 February 2011
عصرايران - أشاد رئيس مجلس الشوري الاسلامي علي لاريجاني بالشعب المصري المسلم لثورته العظيمة ضد فرعون مصر وطاغية عصره محذرا من محاولات اجهاض هذه الثورة الشعبية.و أفادت وكالة أنباء فارس أن لاريجاني أعلن ذلك في حديث لقناة العالم الاخبارية مشيرا الي التطورات التي امتدت من جنوب آسيا الي شمال افريقيا.

و قال " ان ما يحدث في مصر يعود بالدرجة الاولى الى مؤلفتين احداهما الميزة التي يمتاز بها المسلمون في الحقبة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية حيث اصبح المسلمون يخضعون للسلطة الغربية ونتجت عنها تبعات امنية واقتصادية وسياسية خطيرة ".

و تابع " اما المؤلفة الثانية فهي تعود بالدرجة الاولى الى مصر ، فمصر دولة مهمة في المنطقة وكانت في يوم من الايام اهم الدول التي وقفت بوجه اسرائيل لافتا الى ان مصر هي دولة كبيرة وعظيمة وجيشها كذلك شارك في الحرب ضد اسرائيل ".

و اضاف قائلا " لقد كانت مصر مزدهرة من الناحية الاقتصادية ولكن على مدى العقود الثلاثة الماضية تدهورت الاوضاع حيث انتقلت مصر من ذروة المحبوبية الى وضع مهين للغاية بحيث لم يعد المصريون قادرين على الدفاع عن انفسهم خاصة بعد معاهدة كامب ديفيد ومماشاة النظام المصري مع الكيان الاسرائيلي ".

و قال لاريجاني " في حرب غزة لقد توقع الجميع ان يقوم المصريون بالتعاون مع الفلسطينيين والتخفيف من حدة المعاناة لكنهم تعاونوا في نفس الوقت مع القوات الاسرائيلية ".

و تابع يقول " كانت لدي زيارات الى مصر حيث شاهدت الاوضاع وكانت مؤسفة فالشعب المصري بتاريخه الثقافي وخبرته العلمية وبماضيه المشرق بيد انني لاحظت في مقبرة القاهرة وحدها يعيش اكثر من مليوني شخص حيث ذهبت الى تلك المقبرة وشاهدت بام عيني الفقر يعشعش هناك وهذا دليل على وجود مشاكل اقتصادية ".

و اشار الى ان هناك تخلفا صناعيا في مصر وان اسرائيل قد نفذت في احشاء الاقتصاد المصري خلال العقود الثلاثة الماضية وهذه كانت مشكلة اساسية للشعب المصري هذا الشعب الذي يتمتع بتاريخ عظيم لا يقاس مطلقا مع بقية الدول الاخرى حيث هناك علماء كبار فحول حيث لم تكن مصر دولة عادية .

و اضاف " ان الشعب كان يشعر بان هناك خيانة قد مورست ضده ، هناك امتهان بحقه بالاضافة الى الجذور الناتجة عن الحرب العالمية الثانية في المنطقة ".

و اوضح ان هناك جذورا هي الثورة الاسلامية كانت وراء انتفاضة الشعب المصري ، طبعا هناك البعض يحاول تسويق هذه الاوضاع وربطها بالفساد داخل الطاقم الحكومي ويقول ان العامل الاقتصادي والفقر كان وراء هذه الانتفاضة الا ان السبب الاساس يتمثل في ان الشعب المصري شعر ان هناك انتهاكا لكرامته فكان يبحث عن هويته ويريد ان يستعيد مكانته السابقة ليعيش المكانة اللائقة به.

و قال " من السذاجة ان نتصور ان هذه الثورة الكبرى التي تحدث في مصر سوف تعطي اكلها على وجه السرعة ، هناك مشاكل اقتصادية واخرى ناتجة عن الدكتاتورية والهيمنة الاميركية والاسرائيلية، كلها مازالت هناك ".

و تابع " ان ذهاب وسقوط الحاكم المستبد يمثل الخطوة الاولى وليست الاخيرة ، فهناك احداث اخرى يجب ان تحدث ، فالشعب المصري لم يكن ينوي فقط اخراج جنرال طاعن في السن ويبقي على بقية الجنرالات الشباب ".

و قال لاريجاني " لقد سمعنا في الاخبار نقل مليارات الدولارات الى خارج البلاد ، وهذا الشيء لم يكن مفاجئا لنا في ايران لاننا شاهدنا في ايام الشاه ان رجاله قد اخرجوا اموالا كثيرة وهربوها خارج البلاد بيد اننا اتخذنا الاجراءات التي ضمنت استمرارية الثورة، ودعا الثوار في مصر الى توخي الدقة وان يؤطروا ويؤسسوا مطالبهم ".

و فيما يتعلق بالموقف الاميركي من هذه الثورة قال " لقد بدى هذا الموقف متناقضا طيلة 18 يوما من ايام الثورة فمرة حاولوا الاصطفاف الى جانب الشعب بيد انهم بعد ذلك تحولوا الى جانب مبارك وفي النهاية عندما شاهدوا مقاومة الشعب المصري جاءوا ببديل لمبارك وهذا دليل على ان الاميركيين وراء المراوغة وليس وراء اعطاء حقوق الشعب المصري ".

و قال " ان الاميركان لم يأتوا بحلول ناجعة الى الشرق الاوسط وهم يكررون نفس الاخطاء التي ارتكبوها تجاه ايران مشددا على ان الشعب المصري لايرغب بان تفوض السلطة الى العسكر ".

و اضاف رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني قائلا " ان العسكر المصري لم يكن له صيت حسن في الماضي ونفس الشيء كان موجودا في ايران ".

و تابع " ان الاميركان لازالوا يبحثون عن بدائل منها البحث عن اشخاص مجهولي الماضي فهم (الاميركان) يحاولون فرض هؤلاء على الساحة المصرية ".