رمز الخبر: ۲۹۰۳۹
تأريخ النشر: 10:15 - 20 February 2011
عصرايران - وكالات - احتلت خطبة الجمعة التي القاها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الصفحات الاولى للصحف الصادرة صباح السبت في مصر، في جو من الارتياح القته هذه الخطبة الاولى للقرضاوي في بلده منذ 30 عاما، لاسيما لخلوها مما كان يتردد عن وجود محاولات ترمي إلى (أسلمة) الثورة المصرية.

فقد انتقدت صحيفة (المصري اليوم) المستقلة، تحت عنوان "القرضاوي في احدى أعظم خطب العصر الحديث يؤكد استمرار الثورة"، "من يقارن بين عودة القرضاوي إلى مصر بعد الثورة ضد نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك وعودة اية الله الخميني من باريس إلى إيران بعد الثورة ضد نظام الشاه".

وقالت الصحيفة "عاد الخميني ليحكم ويقيم دولة دينية، ولكن القرضاوي عاد ليعبر عن ثورة الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه من أجل إقامة دولة مدنية".

وأبدى جورج اسحق المنسق العام لحركة كفاية لوكالة فرانس برس السبت "الاعجاب الشديد" بخطبة القرضاوي. وقال "انه خطاب قومي مصري، وليس فيه أي اشارات بأنه يقود الثورة، أو أن الثورة اسلامية، بل هي تجمع كل أبناء الأمة".

وحيا ما جاء في الخطبة من اشارة إلى "شهداء المسيحية تاريخيا في مصر".

وفي سياق متصل، أعلن عضو مكتب الارشاد في جماعة الاخوان المسلمين المصرية السبت رفض جماعته "النموذج الإيراني في مصر" مؤكدا أن الجماعة تتطلع إلى دولة مدنية يكون الشعب فيها مصدر السلطات، على ما جاء في تصريحات لأحد قيادييها على التلفزيون المصري.

وقال سعد الكتاتني عضو مكتب الارشاد في جماعة الاخوان المسلمين إن "النموذج الإيراني مرفوض من الاخوان المسلمين في مصر لأن المرجعية في مصر للقوانين والمحكمة الدستورية العليا والمجلس التشريعي".

وأضاف إن الجماعة تتطلع إلى أن يكون هناك قانون جديد للاحزاب فى ظل الدولة المدنية الذى يكون الشعب فيها مصدر السلطات.

وشدد الكتاني على "عدم نية الجماعة ترشيح رئيس للجمهورية منها فى الانتخابات القادمة وعدم سعي الإخوان المسلمين للحصول على أغلبية فى مجلسى الشعب والشورى القادمين".

وتحت عنوان (ترحيب واسع بعودة القرضاوي بعد 30 عاما) كتبت صحيفة الاهرام الحكومية "لأول مرة بعد غياب دام ثلاثين عاما عن ساحة الخطابة في مصر عاد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ليؤم صلاة الجمعة (...) وسط ترحيب شديد وهتافات".

وكتب المدون وائل غنيم على صفحة كلنا سعيد على موقع فيسبوك "أروع ما في خطبة الشيخ القرضاوي قوله لن أقول أيها المسلمون بل سأقول أيها المسلمون وأيها الأقباط لأن كلنا مصريون، ووجه الخطبة كاملة لكل المصريين".

ولم يشر القرضاوي في خطبة صلاة الجمعة في ميدان التحرير الذي احتشد فيه "ملايين المصريين" بحسب الصحافة المصرية، إلى أي بعد اسلامي لثورة 25 يناير، بل رحب "بانصهار المسلمين والمسيحيين والراديكاليين والمحافظين واليمينيين واليساريين (...) في بوتقة واحدة لتحرير مصر من الظلم والطاغوت".

وتطرق القرضاوي في خطبته الى التحركات الاحتجاجية التي يشهدها العالم العربي، قائلا للحكام العرب "لا تكابروا، لا تناطحوا المريخ ولا تقفوا امام التاريخ وامام شعوبكم".

وحملت الخطبة نداءات الى القوات المسلحة المصرية، وايضا الى الشعب المصري وشبابه.

فطالب القرضاوي الجيش باقالة حكومة احمد شفيق التي عينها مبارك، وتعيين حكومة "جديدة مدنية من الشرفاء أبناء الوطن"، والى الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين.

والتقى القرضاوي بذلك مع مطالب "ائتلاف شباب ثورة 25 يناير" الذي اشار في وقت سابق الى المطالب التي لم تحقق بعد وهي "الغاء قانون الطوارىء والافراج عن المعتقلين السياسيين، واطلاق الحريات العامة (...) وتشكيل حكومة انقاذ وطني من التكنوقراط، والغاء دستور العام 71".

وليل الجمعة، أفرجت السلطات المصرية فعلا عن 239 موقوفا سياسيا، على ما نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية.

ونادى القرضاوي بفتح معبر رفح مع قطاع غزة. وفي وقت لاحق اعلنت السلطات المصرية فتح المعبر امام الفلسطينيين الراغبين في العودة الى القطاع وليس امام الراغبين في دخول مصر، في ما قد يبدو انعكاسا للتأثير الذي يحظى به القرضاوي.

ومن جهة أخرى، طالب القرضاوي "أبناء مصر من العمال والفلاحين الذين ظلموا كثيرا" بالكف عن التحركات المطلبية في هذه المرحلة والعودة إلى العمل.

وقال "أنادي كل من عطل العمل واضرب أو اعتصم أن يؤدي لهذه الثورة بالعمل لأن الاقتصاد المصري يتأثر ولا يجوز ان نكون سببا في الاضرار باقتصاد مصر" داعيا إلى الصبر قليلا حتى تسير مصر في مرحلة البناء.

وتماهى القرضاوي في ذلك مع دعوة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالكف عن الاضرابات التي اعتبر أن نتائجها ستكون "كارثية" على الاقتصاد المصري.

وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة حذر من "قيام بعض الفئات بتفضيل مطالبها الفئوية وتنظيم الوقفات والاحتجاجات التى تسبب تعطيل المصالح وايقاف عجلة الانتاج وخلق ظروف اقتصادية حرجة مما يؤدى الى تدهو اقتصاد البلاد".

كما وجه الشيخ القرضاوي الشكر إلى الجيش المصري، مشيرا إلى أن "الجميع كان متأكدا ومؤمنا بأن رجال القوات المسلحة البواسل لن يضحوا بالشعب من أجل شخص ولم ولن يستخدموا القوة ضد أفراد الشعب... وأن الجيش ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب".

ويحظى الجيش المصري باحترام وتعاطف كبير في الشارع لا سيما بعدما ابدى خلال التظاهرات الاحتجاجية قدرا كبيرا من الانضباط واستيعاب المتظاهرين، بخلاف الشرطة التي تتعرض لاتهامات بالفساد ومعاملة المواطنين بعنف.

وأشاد القرضاوي أيضا بالمستشار طارق البشري رئيس لجنة تعديل الدستور التي شكلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو رئيس سابق لمجلس الدولة يحظي بالتقدير في مصر ومعروف عنه نزاهته واستقامته الا انه ذو توجهات فكرية اسلامية.