رمز الخبر: ۲۹۴۴
تأريخ النشر: 12:33 - 25 February 2008
ويفترض بالغربيين وهم يتلقون تقرير المدير العام للوكالة الدولية بشان سلمية البرنامج النووي الايراني ان يكونوا حضاريين – مثلما يدعون – ويركنوا الى ما هو صواب.
عصر ايران – يوسف علي الصديق : يفترض بالغربيين وهم يتلقون تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان سلمية البرنامج النووي الايراني ان يكونوا حضاريين – مثلما يدعون – ويركنوا الى ما هو صواب ، والا يقدموا على تصرفات وسلوكيات ينفر منها الطبع الانساني السليم.

لقد اتضحت الحقيقة كما اعلنها الدكتور محمد البرادعي على مرأى ومسمع العالم أجمع ولم يعد في الملف النووي الايراني ما يدعو الى الشك لكن اللافت هنا هو اصرار اميركا واوروبا واطراف اخرى على اعتماد لغة المماطلة والتسويف والجدال بالباطل ، من بعد ما تبين لكل بعيد وقريب ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تنحرف قيد انملة في نشاطاتها ذات الصلة عن القرارات والقوانين النووية المعترف بها دوليا ، لاسيما ميثاق الوكالة الدولية.

وبالمناسبة فان طهران كانت دائما وما تزال تنطلق في ثوابتها ومواقفها من موازين الصدق والعدل والشفافية طيلة العقود الثلاثة الماضية. الا ان هذه المصاديق كانت تواجه باستمرار رياحا استكبارية عاتية مشحونة بالاكاذيب والافتراءات والاتهامات الباطلة ابتغاء التعتيم على حقانية ايران والاساءة الى صورتها ومكانتها ومصادرة مكاسبها وابداعاتها وانجازاتها في مختلف الميادين.

والمؤكد ان عملية التجاذب الاخيرة بين طهران والاطراف الغربية بزعامة الادارة الاميركية وبما يرتبط بالبرنامج النووي السلمي والتي تكللت اخيرا بانتصار عالمي ساحق حققته الجمهورية الاسلامية الايرانية استنادا الى الموازين الانفة الذكر لم تعزز موقف ايران في هذا الجانب فحسب بل اظهرت ايضا حدة التكالب الاستكباري الشرس عليها على امتداد الفترات السابقة وكذلك حجم المجهود الذي كانت طهران تبذله للبرهنة على مصداقيتها سواء على المستوى الداخلي او على المستويين الاقليمي والدولي.

ويبدو ان القوى الشيطانية السلطوية لم يخطر ببالها ولم يرد في حساباتها او توقعاتها ان تقف الجمهورية الاسلامية الايرانية قائدا وحكومة وشعبا خلف مطلبها النووي المشروع بمثل هذا الموقف الشجاع والمدوي معا.

ومن ثم فان تلك القوى الاستكبارية لم تتصور ان يكون اعلان تقرير رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة (22 شباط 2008) والذي برأ ساحة طهران من جميع التهم والمزاعم الغربية ، عيدا سعيدا أدخل السرور والبهجة ليس في نفوس الايرانيين فقط بل والمسلمين والاحرار والشرفاء في انحاء الارض ايضا.

وفي جميع الاحوال فان ايران ومنذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة في 11 شباط 1979 وحتى الان وضعت في حساباتها دوما استراتيجية تفادي الضغوط الظالمة على ارضية ثوابتها المحقة التي ضحى من اجلها ابناؤها المؤمنون.