رمز الخبر: ۲۹۵۴۳
تأريخ النشر: 10:03 - 16 March 2011
وفي نظرة اجمالية، فان المعارضين يريدون ازالة هذه المعادلة الظالمة ويعرضون اليات مختلفة لها. فمعظم المعارضين يريدون اقامة نظام دستوري وتعيين مجلس وزراء من قبل الاغلبية البرلمانية.
عصر ايران ، رضا غبيشاوي

عرض التلفزيون البحريني صورا عن دخول مدرعات وناقلات جنود عسكرية سعودية الى البحرين. كما تحدث وزير الخارجية الاماراتي عن ايفاد 500 عسكري الى البحرين لمواجهة الاحتجاجات.

وتقول السلطات البحرينية ان القوات السعودية دخلت البحرين في اطار "درع الجزيرة" واضافت ان هذه القوات جاءت من اجل حماية المنشات العامة والحكومية. لكن السلطات السعودية والاماراتية قالت ان هؤلاء العسكريين ارسلوا الى البحرين لحماية الامن العام وحكومة البحرين.

وتواجه الحكومة البحرينية منذ مدة احتجاجات واسعة من المنتقدين والمحتجين والمعارضين. ويرى المعارضون الذين معظمهم من الشيعة بان حكومة البحرين تقوم من اجل ترسيخ حكمها، بخفض نسبة الشيعة في البحرين الذين يشكلون في الوقت الحاضر اكثر من 70 بالمائة من السكان.

ويتهم البحرينيون الشيعة المعارضون ، الحكومة المركزية بتجنيس الرعايا السنة من البلدان الاخرى في جنوب الخليج الفارسي بهدف تغيير التركيبة السكانية ويرون ان تولي الشيعة للمناصب الحكومية المهمة لا يتناسب مع تعدادهم من مجمل السكان.

ومن جهة اخرى، تقوم الحكومة البحرينية بتقسم الدوائر الانتخابية بشكل يتسم بالتمييز بحيث تجعل الشيعة في اي انتخابات برلمانية وتحت اي ظروف، في الاقلية الامر الذي يشكل احد اسباب احتجاجات الشيعة هناك.

وفي نظرة اجمالية، فان المعارضين يريدون ازالة هذه المعادلة الظالمة ويعرضون اليات مختلفة لها. فمعظم المعارضين يريدون اقامة نظام دستوري وتعيين مجلس وزراء من قبل الاغلبية البرلمانية، وفي هذه الحالة فان الشيعة سيكونون الفائزين بالتاكيد في الانتخابات ما يؤهلهم لتبؤ مناصب حكومية رفيعة وحساسية.

كما ان هناك جزء من المعارضين في البحرين يعتبرون ان السبيل الوحيد لاقرار حقوقهم يتمثل في الاطاحة بنظام الحكم الحالي في البحرين.

والان لماذا استعانت البحرين بالقوات العسكرية الاجنبية؟

1- ان هذا الاجراء يجب اعتباره مؤشرا على ضعف الحكومة البحرينية وهشاشة هيكليتها الداخلية ما دفعها الى الاستعانة بقوات اجنبية.

2- ان من بين سائر الدول التي شهدت وتشهد موجة احتجاجات جماهيرية عارمة، تعتبر ليبيا البلد الوحيد الذي اتبع هذه التجربة البحرينية لكن بطريقة مختلفة.

فقد استخدمت ليببا المرتزقة الاجانب لقمع المحتجين والمعارضين. فقد القى المعارضون والثوار الليبيون القبض على عدد كبير من هؤلاء المرتزقة الافريقيين لكي يكون ذلك شاهد على هذا الشئ.

3- ان هذا الاجراء مؤشر على الانهيار السريع لقدرة ومعنويات قوات الامن والشرطة البحرينية رغم ان عدد قوات الامن والشرطة البحرينية غير قليل نسبة الى عدد السكان. اضافة الى ان الحكومة البحرينية قلقة من ان يؤدي استخدام قوات الجيش لمواجهة المحتجين الى تصاعد عملية انشقاق الجيش عن الحكومة.



وبما ان هناك الكثير من الشيعة من بين قوات الامن والشرطة والجيش في البحرين، لذلك فان الحكومة البحرينية تخشى من ان يؤدي استمرار استخدام هذه القوات بشكل واسع ومفرط لمواجهة الاحتجاجات الشعبية، الى ايجاد انشقاق داخل هذه القوات وان ينضم العسكريون الشيعة الى صفوف مواطنيهم المحتجين.

والنتائج:

1- ان هذا الاجراء سيفسر من قبل المحتجين على انه مؤشر على الضعف المفرط للحكومة البحرينية لذلك فانهم سيزيدون من حدة احتجاجاتهم.

2- ان هذا الاجراء سيفسر من قبل المعارضين على انه اجراء تم خارج الاطر المنطقية والقانونية. وفي اول ردة فعل لهم سيعتبرونهم بمثابة "غزو للبحرين".

3- ان استخدام القوات العسكرية الاجنبية لقمع المعارضين الداخليين، سيرفع من سقف مطالب اغلبية المحتجين والمعارضين والمنتقدين من مرحلة"حل الحكومة وتغيير النظام الملكي الحالي الى نظام دستوري" الى مرحلة المطالبة ب "ازالة النظام الملكي بشكل كامل".

ويرى مراقبون سياسيون ان اجراء الحكومة البحرينية هذا سيعزز مطالب الاغلبية من المعارضين.

4- ان الحكومة البحرينية ومن خلال اللجوء الى هذه الخطوة، قد قلصت بشكل كبير من مشروعيتها وزادت في المقابل من مشروعية مطالب معارضيها لان الشعب يرى ان الحكومة التي تريد البقاء لا تملك مناصرين لها حتى من بين قوات شرطتها وجيشها، وتضطر الى الاستعانة بالاجانب.

5- ان هذا الاجراء يظهر الوضع المتازم في البحرين من جهة والوضع الهش للحكومة من جهة اخرى بالضبط على النقيض مما تتناقله بعض وسائل الاعلام عن تطورات هذه الجزيرة الصغيرة الواقعة في جنوب الخليج الفارسي.

6- ان القوات العسكرية الاجنبية التي دخلت البحرين حتى وان كلفت حماية المنشات والمباني الحيوية والحكومية لكنها ستدخل في النهاية في مواجهة مع الجماهير المحتجة، وبالتالي ستتحول المعادلة من مواجهة داخلية – داخلية الى مواجهة خارجية – داخلية، الامر الذي يسهم في تعزيز معنويات ودوافع المحتجين وبنفش القدر يضعف معنويات السلطات الحكومية والشرطة والجيش البحريني.