رمز الخبر: ۲۹۵۵۷
تأريخ النشر: 08:37 - 17 March 2011
وبالنسبة للملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يلعب في اخر ايام حياته دور الشرطي بالنسبة للرئيس اوباما، فان سيادة ارادة الشعب في شرق وشمال مملكته يشكل كابوسا بالنسبة له.
عصر ايران ، علي قادري 
 
لقد اشهرت العربية السعودية مخالبها الدامية، لكن ليس بوجه الصهاينة بل ان السيف الظاهر على علم المملكة السعودية موجه ضد ارادة الشعوب التي تنادي بمطلب موحد الا وهو "حق تقرير المصير". ولا يفرق هنا ان كانت البحرين او اليمن، فبالنسبة لال سعود تعتبر شواطئ جنوب الخليج الفارسي خطا احمر لهم.

ان آل خليفة وبعد ان عجزوا عن خداع المحتجين الذين يشكلون اغلبية الشعب البحريني من خلال حربة الحوار، طلبوا من القوات المعروفة ب "درع الجزيرة" الدخول الى البحرين لحماية امن الملكية ، والان حيث استل سيف مسلول من خلف الدرع الذي اسس اصلا للدفاع امام الاعتداءات الخارجية، لاراقة دماء ابناء البحرين.

وتفيد التقارير الواردة من البحرين ان العشرات من ابناء الشعب البحريني قد تضرجوا لحد الان بدمائهم على يد قوات الدرع هذه.

واما الامريكيون! فقد زعم روبرت غيتس وزير الدفاع الامريكي بعد زيارته الاخيرة الى البحرين امام الصحفيين بانه طلب من السلطات البحرينية اعتماد الاصلاحات السياسية والاقتصادية على وجه السرعة، لكن ما سمعه ملك البحرين من وزير الدفاع الامريكي خلف الابواب الموصدة كان الشئ الذي نشاهد نتائجه الان في هذا البلد: الاجهاز على المحتجين في الشوارع وتنفيذ مجازر ضد المدنيين.
اين باراك اوباما من هذا؟ ايها السيد الرئيس! هل هذا التغيير الذي كنت تتحدث عنه؟!

ويعرف اوباما جيدا انه ان تعرض امن اسرائيل للخطر الشديد مع سقوط مبارك في مصر، فان البحرين ستكون مركز زلزال التغييرات في جنوب الخليج الفارسي ، الزلزال الذي سيؤدي الى ان يخرج تدفق النفط من الخليج الفارسي عن سيطرتهم بشكل كامل.

فالبيت الابيض قلق من ان يخرج تدفق الطاقة عن نطاق سيطرته بالكامل مع تسلم شعوب هذه المنطقة زمام الامور، الامر الذي ان حدث فانه سيؤدي الى ان يدخل العالم الاسلامي كلاعب اساسي ، في مرحلة جديدة من المعادلات الدولية.
 
وبالنسبة للملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يلعب في اخر ايام حياته دور الشرطي بالنسبة للرئيس اوباما، فان سيادة ارادة الشعب في شرق وشمال مملكته يشكل كابوسا بالنسبة له.

انهم خسروا العراق ولبنان لحساب ارادة شعب البلدين والدور الان وصل الى البحرين واليمن، وان هذه الخسائر ستكتمل في ظل ارادة تلك الشعوب التي يسلط عبد الله سيفه على رقابهم.

والان فان الراي العام في المنطقة ينتظر ردة الفعل الايرانية على الحشد العسكري السعودي. ان ما تابعته طهران لحد الان تمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين واليمن وترك حق تقرير المصير لشعبي هذين البلدين، السياسة التي ادت لحد قبل بدء ابادة الشعب – وكما اعتبرها اردوغان كربلاء جديدة – الى تجريد اميركا وشرطييها في جنوب الخليج الفارسي من سلاحهم لكن ومع بدء عمليات القتل والابادة ضد الناس، يبدو ان تصرف الجمهورية الاسلامية الايرانية سيدخل مرحلة جديدة ايضا.

وبشكل عام فان كلفة هذا الضوء الاخضر الذي اعطي للسعوديين يجب ان ترتفع بالنسبة للامريكيين لكي يعرفوا بان دماء هذه الشعوب، ليس عديمة القيمة الى هذا الحد الذي يتصور في الرياض وواشطن.


لكن وفي هذا السياق فان من الضروري التذكير بالرسالة التاريخية التي تقع على عاتق الحوزات العلمية. ان العلماء الافاضل ومراجع الدين في قم والنجف الاشرف على علم حتما بالوضع المؤسف القائم في البحرين.

وبلا شك فان اغلبية الشعب البحريني لا تتوقع الدعم من الجمهورية الاسلامية لمفردها بل تعرف جيدا الدور المؤثر الذي تضطلع به الحوزات العلمية في الظروف الراهنة.

وفي الختام نتوجه الى هيئة علماء المسلمين ورئيسها الموقر الشيخ يوسف القرضاوي.

ان الشيخ الاجل يعرف حتما مدى اثر الدور الذي اضطلع به في انتصار شعب مصر على نظام مبارك. اننا لم ننس كيف ان فضيلته تدخل بعد هجوم بلطجية مبارك على تجمعات الناس ليلا في ميدان التحرير ورفع نداء "هل من ناصر ينصرني" وعندها هرع اهالي القاهرة بعد سماع هذا النداء الى نجدة الثوريين في ميدان التحرير.

فاذا كان التشيع في غزة ومصر قد شد بالامس على يد اهل السنة، فالان يقع الدور على هؤلاء الاعزة لكي يقفوا الى جانب اخوتهم في البحرين. وكما تحدثتم بشان مصر عن مشروعية مطالب وارادة الشعب، فالمتوقع اليوم ان تؤكدوا على شرعية مطالب شعب البحرين.

ان مستقبل اهل السنة اكثر قربا بالتاكيد الى التشيع منه الى الوهابية السعودية وان تجربة مصر وغزة قد اثبتت احقية هذا الادعاء.