رمز الخبر: ۲۹۶۹۲
عدد التعليقات: ۲ التعلیق
تأريخ النشر: 08:21 - 05 April 2011
الموهبة التي ذهبت سدى
عصر ايران ، جعفر محمدي

كتبنا ذات يوم في "عصر ايران" ردا على تعليقات احمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية، بانه يشاهد الكثير من الافلام الخيالية. ومضت الايام ومواصلته نشر الموضوعات الخيالية في صحيفته، عزز هذا الظن بحيث يتاسف الانسان انه لماذا لا يوضع كل شئ في العالم الثالث في محله، وان الرجل الذي كان بوسعه ان يكون قاصا وروائيا متمكنا وان ينال لقب جول فرن زمانه، اصبح صحفيا وان قوة الخيال الرهيبة لديه لا تغادره اثناء كتابة الاخبار وتحليلها حتى!

والمثال على ذلك ، هو الخبر الاخير الذي نشره الجار الله في "السياسة" وقال فيه ان الايرانيين يفكرون بمهاجمة الكويت والاستيلاء على الجزر الكويتية في الخليج الفارسي... انهم يريدون تحت مسمى دعم الشيعة في البحرين والكويت، مهاجمة جزر الخليج الفارسي.

وطبعا فان مصدر خبر الجار الله شانه شان الخبر نفسه، خيالي ووهمي، وهو : مصادر امنية مطلعة في احدى دول الخليج الفارسي، لاحظوا رجاء: احدى الدول المطلة على الخليج الفارسي، كان لديه مصدر امني ومن قبيل الصدفة مطلع وابلغ الجار الله وحده وهمس في اذنه وقال له بان ايران تريد مهاجمة الكويت عسكريا والاستيلاء على جزرها!

ان السيد الجار الله، اما لا يعلم او يتجاهل بان ارسال قوات عسكرية، ليس كسعال الجمل ياتي فجاة بل يجب التحضير له مسبقا بما فيها التحركات العسكرية الخاصة التي ان تمت – وان كانت على مستوى واسع لاحتلال جزء من ارض بلد ما – فان الجميع سيعرف بذلك ولن تكون هناك حاجة ان يبلغ مصدر مجهول في دولة مجهولة، السيد الجار بذلك، الا اذا كان هذا المصدر المطلع ، نابع من خيال هذا الكاتب الكويتي الذي يستحق الثناء والاشادة من هذه الزاوية، وعليه فقط ان يزيد من معلوماته العسكرية لكي لا يقع في هفوات وسقطات اثناء اختلاق الاخبار العسكرية!

وعلى اي حال، فان السيد الجار الله، الذي يتصدر "الكتاب الموصى عليهم في العالم العربي" يجب ان يكتب في مقابل المال الذي يتقاضاه من عائلة آل صباح، ما يسرهم ، الا ان الكتابة بهذه الطريقة المكشوفة ، ليس تزيل ما لديه من ماء وجه فحسب بل تسئ الى مصداقية العمل الصحفي بمجمله.

على اي حال لنعود الى تعليقات السيد الجار الله ، الذي يتحول شيئا فشيئا الى وجه كوميدي في ايران، فقد كتب في الموضوع ذاته: انه لم يثبت بعد بان الشيعة في البحرين او الكويت او اي دولة عربية، يخضعون لضغوطات.

ويجب تقديم الشكر له حقا لانه اراح الجميع من خلال اقواله المأثورة من ان الشيعة لا يتعرضون لضغوط. ومن وجهة نظره فان اقدم عسكري سعودي على تصويب بندقيته نحو شيعي بحريني ومن ثم يطلق النار عليه وينسف دماغه ويريق دمه على الارض والشارع، فان ذلك لا يعني ان هذا الشخص يتعرض لضغوط. او عندما تداهم قوات الامن البحرينية ليلا منازل الناس وتثير اجواء الرعب والخوف بين الاطفال والنساء ، وتنهال بالضرب المبرح على رجل الاسرة وتجلبه معها ، فان ذلك لا يعني ضغوطا، بل مزحة. وان كانت اغلبية ال 80 بالمائة من الشيعية في البحرين حرمت لعشرات السنين من حقوقها الاجتماعية والسياسة واستولت اسرة – ولا حتى اهل السنة – على السلطة، فان ذلك لا يعد ضغوطا!

لكن السيد الجار الله، اورد لمادته الاخيرة، استدلالا رياضيا متقنا: الشيعة في البحرين لا يشكلون الاغلبية!

وحسب الظاهر فان الرياضيات التي تعلمناها نحن وسائر شعوب العالم، تختلف قليلا عن رياضيات السيد الجار الله: 80 بالمائة، اقل من 20 بالمائة وان ال 20 بالمائة هي التي تشكل الاغلبية!

وربما ان السيد الجار الله يعرف الرياضيات لكن قاعدته لتحديد الاقلية والاغلبية مختلفة، فمثلا انه يرى بانه كلما انحنى شخص اكثر امام اميركا، او تدلت وانتفخت بطنه اكثر او يمارس المزيد من الاستبداد والطغيان، فانه سيكون في الاغلبية، حتى ان كان مجمل عدد هؤلاء الاشخاص لا يتجاوز عدة مئات ويدعون آل خليفة!

ويكتب الجار الله: ان الايرانيين استنتجوا من التواجد السعودي في البحرين بان السعودية تنوي قمع الشيعة.

لا باس ان يوقظ احدهم هذا الشخص من سباته، لان له اجر في ذلك!

ايها السيد الجار الله! ما معنى نية القمع؟ فقوات الكوماندوس السعودية ذهبت الى البحرين وضربت وقتلت وانتهكت الحرمات، وعندها تقولون بان الايرانيين استنتجوا بان السعودية "تنوي" قمع الشيعة؟ هل انت واثق من انك كنت في كامل وعيك عند كتابة هذه السطور؟!

والان ان كنت في كامل وعيك، عليك ان تعرف بان الايرانيين لا يناصبون احدا العداء ولا يطمعون في ارض احد. ان ايران وبفضل الله عز وجل، بلد كبير مترامي الاطراف، لا تطمع مثل بعض محدثي النعمة باراض وثروات الاخرين. والكويت ليست مستثناة من هذه القاعدة وليست هناك اصلا مشكلة بين الشعبين الايراني والكويتي، الا اذا اراد جهلة مثل الاسرة الاقلية الحاكمة في الكويت، اشعال نار الفتنة وجعل صغارا من امثالك وقودا لها.

لكن ان ارادت يوما ما ليس الكويت بل والدها برسم الايجار اميركا، النظر شزرا الى بلادنا، فحينها لن نتواني عن التضحية بالغالي والنفيس وبارواحنا من اجل الذود عن وطننا وارضنا. وهذا تعرفه انت افضل من اسرة الصباح ، عندما كنت ذات يوم تحصل على اجرك ومرتبك من صدام!

لذلك فانت وامثالك! وبدلا من الهذيان او مواجهة الكبار والسباب واطلاق الشتائم ومن ثم الاختفاء خلف الاب برسم الايجار، عليكم ان تضعوا خريطة الجغرافيا امامكم لتعرفوا انه بحكم الجغرافيا والى ابد التاريخ – ان بقيتم – فانكم جيران لايران والانسان العاقل لا يزعج ابدا جاره القوي. وان كنتم تتبجحون بهذا الاب المستاجر، عليكم ان تقراوا التاريخ لتعرفوا انه كانت هناك الكثير من الدول مثل البرتغال التي جاءت الى الخليج الفارسي واستعرضت عضلاتها ومن ثم رحلت. ان اميركا لن تبقى هنا الى الابد والاهم ان العلاقات بين ايران واميركا لن تبقى هكذا الى الابد وان مصالح اميركا ستتطلب عاجلا أم آجلا بان تدير ظهرها لكم وان تكون مع ايران.

لذلك، فانكم الذين لا حول لكم ولا قوة، لا تفعلوا شيئا تخجلون وتخشون منه في غد سيحل حتما ،اننا وابناؤنا وابناء ابناؤنا سيكونون جنبا الى جنب حتى نهاية التاريخ، لذلك لا تزرعوا بذور الحقد في القلوب وان كنتم لا تؤمنون بالله والمعاد ولا تخافون من اختلاق هذه الاكاذيب، فاشفقوا على ابنائكم على الاقل والعاقل تكفيه الاشارة.
المنتشرة: 2
قيد الاستعراض: 0
لايمكن نشره: 0
a
Iran (Islamic Republic of)
09:01 - 1390/01/16
0
1
اعتقد انه كاتب كبير.