رمز الخبر: ۲۹۹۱۶
تأريخ النشر: 08:33 - 14 April 2011
عصر ايران – منوشهر متکي وزیر الخارجیة الایراني السابق

 ان السلوك السياسي والتعاطي الامني للدول الاعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي مع الانتفاضات الشعبية – الدينية في البلدان العربية بالشرق الاوسط وشمال افريقيا امر يستحق التامل والتمعن فيه. ان التعامل المختلف لاعضاء مجلس التعاون مع تطورات مصر والاردن وتونس واليمن وليبيا وتعاطيهم مع ما يجري في بعض الدول الاعضاء في هذا المجلس لاسيما في البحرين، يظهر بان مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي:

1- لا يملك تحليلا وتقييما صحيحا عن عمق هذه التطورات التي ظهرت كالزلزال الاجتماعي. بعبارة اخرى ان حكام هذه الدول ليسوا حريصين على التعرف على مطالب الشعب وبالتالي تحمل المسؤولية تجاه الشعب.

2- ان مجلس التعاون مازال يتصور بان اميركا والغرب قادران على ايجاد مخرج لهذه الدول من الظروف الحالية وادارة التطورات لمصلحة الوضع السابق. في حين ان الغرب وبالتحديد اميركا واوروبا يقف في قفص الاتهام من وجهة نظر شعوب المنطقة ويقف عمليا في مواجهة الشعوب.

وفي عام 1991 ، قال امير البحرين آنذاك (أب الامير الحالي) خلال لقائه الرئيس الايراني آنذاك (هاشمي رفسنجاني) على هامش قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في السنغال: اننا اذا ما خولنا السيد بوش الرئيس الامريكي (بوش الاب) صلاحية معالجة الامور، فان جميع مشاكل المنطقة ستحل!!

3- ان ربط الاحتجاجات الشعبية بالتدخلات الاجنبية، هو اسلوب معروف تستخدمه الحكومات الديكتاتورية في الانظمة غير الديمقراطية لقمع شعوبها.

فخلال السنوات الاخيرة، استخدم رئيس نظام الحكم في اليمن التكتيك الانف الذكر ونسب هذه الاحتجاجات الى عناصر ودول اجنبية بدلا من الاصغاء الى صوت الشعب اليمني ومطالبه.

كما ان رئيس نظام الحكم في ليبيا زعم في بداية الانتفاضة العارمة للشعب الليبي، متوجها الى الدول الغربية بان عناصر القاعدة تقوم بزعزعة الامن. وعندما رأى الغربيون بعد دراسة الظروف الليبية، بان سقوط الديكتاتور اصبح وشيكا، وضعوا سيناريو تقديم الدعم في الظاهر للثوار، ويقول القذافي عندما يتوجه الى الشعب الليبي بان الغربيين يريدون التدخل في شؤوننا الداخلية!!

4- في الوقت الذي يجب ان يلبي اعضاء مجلس التعاون مطالب شعوبهم، يصدرون وصفات لشعوب بعض الدول العربية وهو امر مثير للاستغراب والاسف ويتعارض مع مطب وارادة شعوبهم. على سبيل المثال دعا مجلس التعاون قبل ايام، الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لنقل صلاحياته لنائبه! اذ يجب القول:

ايها السادة في مجلس التعاون! ان الشعب اليمني هو الذي يقرر من سياتي بهم لتولي السلطة في بلاده. ان هذا الشعب عازم على وضع نهاية للحكم الديكتاتوري الذي دام 32 عاما في بلاده. لماذا تتدخلون في الشؤون الداخلية لليمن؟ وما الاتفاقات التي حصلت خلال الزيارة الاخيرة لوزير الدفاع الامريكي الى السعودية؟ وهل هذا هو الساتر الترابي الاول وتريدون في الخطوة اللاحقة ارسال قوات عسكرية الى اليمن على غرار ما فعلتموه في البحرين؟

اعلموا، ان الذين فرضوا زين العابدين بن علي قبل عقدين من الزمن على الشعب التونسي وكان وزير خارجيتهم يزور تونس بالطائرة الشخصية ل بن علي، لم يجرؤوا على ايواء هذا الديكتاتور في بلدانهم عندما فر هاربا من بلده.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ، باي منطق تستقبلون رئيس دولة هارب يطالب الشعب التونسي بمحاكمته؟ لماذا لا تعلن السعودية مليارات الدولارات التي سرقها بن علي من المال العام للشعب ونقلها الى هناك؟ ان هذه الاموال يجب ان تعود الى الشعب التونسي.

لماذا بذلتم قصارى جهدكم في مواجهة الشعب المصري للحفاظ على الدعائم المهتزة لحكم حسني مبارك؟ ان اتصالاتكم مع رئيس نظام الحكم السابق في مصر واوباما غير خافية على احد. وشهدنا ونشهد اليوم بان الشعب المصري المسلم والمتحرر، ينشد محاكمة حسني مبارك غير آبه بما تقدمون له من وصفات.

ايها السادة في مجلس التعاون!

راجعوا تصريحات الشيخ خالد وزير خارجية البحرين. فهو يقولون : اننا هدمنا رمز دوار اللؤلؤة لكي لا تبقى ذكريات مريرة في اذهان الناس. ان الذكريات المرة لدى ابناء الشعب البحريني هي الرصاصات التي يطلقها جنودكم على الرجال والنساء في البحرين.

ان الذكريات المرة للشعب البحريني تتمثل في تهديم المساجد والحسينيات وباقي الاماكن المقدسة والذي يتم على ايدي قواتكم التي ارسلتموها الى هناك. ان الذكريات المريرة للشعب البحريني هي الاعتقالات الواسعة التي تطال الناس الابرياء وقتلهم تحت التعذيب الذي كان يمارس في القرون الوسطى والذي قام بتعليمه الاسياد البريطانيون والامريكيون وكذلك طرد الاطباء والمهندسين والنخبة في المجتمع من اعمالهم ووظائفهم بالجملة.

اني بوصفي اجريت معكم اتصالات خلال فترة تولي مسؤوليتي وعملت في اطار دبلوماسية حميمة على توسيع العلاقات الاقليمية تاسيسا على مصالح شعوب بلداننا، لكن تبعيتكم للسياسات السلطوية لقوى من خارج المنطقة ، حالت دون تحقيق الهدف المنشود، اقول لكم بالا تفوتوا الفرصة المتبقية واعتمدوا مشروعا وهيكلية جديدين في التعامل مع شعوبكم. خذوا على محمل الجد، الاحتجاجات الشعبية التي تمتد جذورها في طريقة حكمكم وسياساتكم الاقليمية والدولية. ان الشعوب تطالب بتنحيكم عن السلطة. وان لا جدوى من مقاومتكم لهذا الطلب العادل للشعوب. فهذا تسونامي اجتماعي انبعث من محيط شعوب المنطقة وسيتواصل حتى ارساء نظام جديد قائم على اساس ارادتهم ومعتقداتهم الا وهي الاسلام، وان جميع الذين يقفون بوجه الارادة الالهية للشعوب سيكون مآلهم الزوال.

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.