رمز الخبر: ۳۰۰۹
تأريخ النشر: 12:25 - 01 March 2008
محمود الطيب
عصر ايران – محمود الطيب : من الخطأ ان يعتقد الاسلاميون بان التزام انصاف الحلول او ارباع الحلول يمكن ان يؤدي الغرض لاحقا على صعيد تعميم المشروع الاسلامي التغييري في الاوساط التي تهيمن وتطبق عليها الانظمة العلمانية.

وفي هذا السياق تبدو المزاوجة بين التدين والعلمانية عملية لعب بالنار اكثر مما يتصورها البعض بانها عملية مصالحة تحقق الانصهار والتواؤم السياسي او الانسجام النفسي بين طرفي نقيض.

وباسقاط هذه النتيجة على الواقع فانه يمكن تفسير تصريحات الناطق باسم الخارجية التركية السيد لوند بيلمان الذي اعرب فيها عن اسفه حيال ما اسماه المواقف المتشددة لكبار المسؤولين الايرانيين بشان الكيان الصهيوني الغاصب.

وقال بيلمان الذي نقلت وكالة انباء الاناضول التركية تصريحاته "ان انقرة تعتقد بان بلورة التفاهم المتبادل المستند الى مفاوضات جادة من اجل التوصل الى الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط المتوترة تعد ضرورة حيوية لتحقيق التسوية" مضيفا ان بلاده "لن تدخر وسعا لدعم مثل هذا التوجه".

ان طهران ربما كانت تعطي الحق لانقرة التي يتصدى حزب العدالة والتنمية لاهم المناصب فيها ، اي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ، لو انها اطلقت اشارات او مواقف تساعد على استمالة الجيش العلماني حتى النخاع وكسب وده ابتغاء التغاضي عن استمرار الاسلاميين في الحكم بتركيا.

اما ان يتطور الخطاب الى مستوى التفريط بالثوابت الاسلامية التي لا يختلف عليها احد في هذه الامة فان هذا مدعاة للاسف الشديد ، وعلامة تدل على وجود خلل في المسيرة ولا يمكن قبوله من الحكومة التركية باي حال من الاحوال.

كما ان اعتماد هكذا خطاب لصالح الكيان الصهيوني الارهابي الممعن في الجرائم والمجازر الجماعية وهي التي لم يسلم منها حتى الاطفال والرضع في فلسطين ، سيكون له عواقب وخيمة ليس على مستوى اضعاف توحد الامة الاسلامية على القواسم المصيرية ومنها مواجهة العدو المشترك فحسب ، بل وايضا في تشجيع اسرائيل الغاصبة على الايغال في توسيع نطاق ممارساتها العدوانية وعملياتها الحربية البربرية ضد المواطنين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية وربما في نقاط اخرى من هذه المنطقة.

المؤكد ان المسلمين صارت عندهم تجربة بل تجارب تقول بانه كلما تم ارخاء الحبل للكيان الصهيوني كلما تمادى في الغي والعدوان والتمرد. لكن عندما يواجه بالحزم والقوة فانه لا يتقهقر فقط وانما يظهر على حقيقته كيانا هشا مرعوبا ، ولا يستحق ان يتوسط احد ، لاسيما من البلدان الاسلامية ، في سبيل التوصل الى تسوية معه.

من هنا تبدو تصريحات الناطق باسم خارجية تركيا وهي الدولة الامتداد للخلافة الاسلامية التي كان للصهاينة دور بارز في الاطاحة بها ، وهي الدولة التي يترأس احد ابنائها المحترمين منظمة المؤتمر الاسلامي ، تبدو انها تصريحات غير مألوفة وعديمة الفائدة وليست مجدية ابدا ان تطلق دفاعا عن اسرائيل التي بنيت على الباطل والفساد ولا تخجل من استباحة الدماء الفلسطينية البريئة على مرأى ومسمع العالم كله.