رمز الخبر: ۳۰۱۸۶
تأريخ النشر: 11:31 - 27 April 2011
عصرايران - وكالات - هذا النص في واقع الأمر، هو إیضاح لما نشرته الصحیفة المذکورة أعلاه تحت عنوان "الجریمة ضد الإنسانیة فی مخیم أشرف"، و علی هذا نعدّ من واجبنا أن نقدّم إیضاحات ترفع الوعي العام عن مجموعة المنافقین الإرهابیة، حتی یتمّ اتخاذ أي قرار بالنسبة الیهم بوعي و اطلاع أکثر. فنتابع الحدیث بالإشارة الی الأحداث الأخیرة فی معسکر أشرف.

قبل کل شیء من المهم الإشارة الی الحالات التاریخیة التي سببت في وقوع هذه الأحداث و هي مدخل للولوج في الموضوع. بالرغم من مطالب الشعب العراقي للمرات العدیدة و تأکید الأطیاف و الأحزاب العراقیة المختلفة علی إخراج جماعة المنافقین الإرهابیة من معسکر أشرف، (و هذه المطالب مدعومة قانونیا)، نشاهد أن عملیة إبعاد المنافقین عن الأراضي العراقیة الی نقطة أخری قد تأخرت لسنین. و في ظلّ هذه المجریات ردّت القوّات العراقیة في الأراضي العراقیة بعد مضي یومین من رشق الحجارة بواسطة ساکني أشرف نحو الجنود العراقیین المنتشرین بالقرب من هذا المعسکر.

و بالمقابل قد اتخذت منظمة مجاهدي خلق الإرهابیة ردود أفعال مختلفة في مواجهة هذه المطالب الشعبیة و القانونیة؛ منها أنها حاولت للنیل من الحکومة العراقیة القانونیة و تضعیف شعبیتها بین الشعب العراقي، أو قامت بمحاولات فاشلة لکن واسعة للتظاهر بالمظلومیة في وسائل الإعلام في سیاق تعابیر کاذبة کالهجوم علی ساکني مخیم أشرف، و الجریمة ضدّ الإنسانیة علی أبعد مدی، و انتهاک الحقوق و توعّد و مقتل مجاهدي أشرف العزل علی ید قوات المالکي، إن کلّ هذه الإجراءات تقوم بها منظمة خلق الإرهابیة من أجل إثارة ضجة إعلامیة ضدّ حکومة نوري المالکي الشعبیة و ترسیم وضع متأزّم، و بالتالي تسعی لتوفیر الأسباب لاستمرار التواجد الأمیرکي کمظلة حماية لها و عامل لضمان بقائها علی الأراضي العراقیة.

و هنا کمقدمة نشیر الی ما جری أخیرا فی معسکر أشرف من حرق اثنین من عناصر منظمة مجاهدي خلق أنفسهما، مقابل معسکر أشرف لإثارة بقیة المنتمین الی المنظمة، و علی ذلک نخلص الی واحدة من الخصائص البارزة لهذه المجموعة الإرهابیة أي خصیصة الطائفیة.

إن حرق النفس بین عناصر المنظمة، هو إحدی الحالات التي تدلّ علی میزة الطائفیة في هذه المجموعة الإرهابیة. و لقد انعکست طائفیة منظمة المجاهدین بشکل واسع علی تقاریر المنتمین للمنظمة سابقا، و کذلک علی تقاریر منظمة مراقبة حقوق الإنسان.

و في هذا المجال یمکن رصد و تتبع عینات کثیرة، منها نماذج من حرق النفس بین الأعضاء في المنظمة في سنة 2003 في أربعة بلدان أروبیة، أدّت الی حرق 10 (أودت بحیاة اثنین منهم) احتجاجا علی اعتقال مریم رجوي. و علی أثر ذلک استغلّت الجماعة المذکورة في معسکر أشرف الواقع في العراق ما حصل من أجل إحکام سیطرتها علی الأعضاء.

یبدو أن من الضروي دراسة و معرفة محاولات هذه الجماعة من أجل تعریفهم کجماعة إیرانیة معارضة منفیة (العنوان الذي اختارته المنظمة في محاولة لترسیخ هذا المفهوم في الرأي العام من خلال تدویله و تکراره علی مستوی وسائل الإعلام).

بنظرة عابرة الی تاریخ هذه الفرقة یتبیّن أنها ما نفیت بل فقدت مکانتها في بلدها من جراء إجراءاتها اللاإنسانیة ضد شعبها؛ و في نهایة المطاف اتخذت من خارج البلاد مقرا لها لمواصلة إجراءاتها التخریبیة و الإرهابیة، و کذلک نهضت الی مساعدة نظام البعث المقیت عند الشعب الإیراني.

و في الواقع أثبت هروب رجوي کزعیم الفرقة من البلد بعد الإعراض عن الشعب و معارضة الاستطلاع العامّ في 12 من فروردین سنة 1358 هـ.ش. و کذلک هزیمته في الانتخابات، و عدم اهتمام الشعب به و نشاطاته التخریبیة، و خلقه الأزمات المتعددة علی ساحة المجتمع الإیراني في طلیعة الثورة الإسلامیة، و تهدید أمن الناس و قیامه بإجراءات إرهابیة و بالنهایة الوقوف الی جانب العدوّ المعتدي البعثي و اغتیال آلاف من السلطات السیاسیة و الأناس العادیّین، کلها أثبت مدی تضارب وجهة نظر المنافقین مع الشعب الإیراني و واقع المجتمع الإیراني.

إنها منظمة إرهابیة تحمل في سجلها إجراءات کاغتیال 7 من المستشارين العسكريين الأمیرکیین و تفجیر عدد من المکاتب البریطانیة في إیران و حالات مثل اختطاف الطائرات، و احتجاز الرهائن، و سرقة مسلحة في البنوك و الهجوم علی الوحدات العسکریة و الأناس العادیّین و في آخر المطاف من المضحک أنها تملک عنوان المجموعة الإیرانیة المعارضة.

الأمر الآخر یرتبط بتعریف الزمرة و المنتمین لها کجماعة تقاوم من أجل الدیموقراطیة و الحریة. و من ثمّ یتمّ التأکید علی توفیر الأمن لمخیم أشرف و سکنته زاعما الأمر دفاعا عن الحریة و تطویر الدیموقراطیة.

 و من الأسئلة التي تطرح نفسها أنه: ما دور و أهمیة الاحتفاظ بمعسکر أشرف بواسطة هذه الزمرة الإرهابیة، و لم کل هذا الإصرار علی إبقاء الأعضاء المنتمین في هذا المعسکر؟!

 لم لم تُفتح أبواب معسکر أشرف علی عوائل سکنته حتی الآن؟ و لماذا یتمّ التعامل مع الأعضاء في هذا المعسکر تعامل الأسیر مُنع من الارتباط بالعالم الخارجي؟!

رداً علی هذه التساؤلات لا بدّ من القول إن معسکر أشرف قد استغلّه زعماء هذه الزمرة و إنه بمثابة هیکلیة طائفیة تفرض قوانینها غیر الإنسانیة علی أعضائها.

 و في واقع الأمر یکمن عناد زعماء هذه الفرقة الإرهابیة في قضیة الحفاظ علی معسکر أشرف و قصر الأعضاء علی الحضور فيه في الأسباب التالیة؛ إن منظمة مجاهدي خلق تلغي إمکانیة أي ردود شخصیة لأعضائها عبر فرض مطالبها علیهم و الإصرار علی هویتها الطائفیة و عبر اللجوء إلى الأساليب المختلفة مثل کبت الأفكار غیر الطائفیة عن طریق التکرار الجماعي للشعارات، و تدمير قوة تقييم المعلومات و إزالة المشاعر و رفض و إنكار الشؤون الخصوصية و إیجاد حالة من انعدام توازن التقییم المنطقي و منع التعمّق و التتبّع في الأمور حتی الشخصیة، و توسیع حالة الامتثال الأعمی عند رجالها.

و من الإجراءات و الآلیات الأخری التي تلجأ إلیها الفرق لإیجاد و محافظة و استمرار هویتهم الطائفیة هو القضاء على ذاتية الأعضاء ، و الأمر بالتماثل في ارتداء ملابس موحّدة نظامیة، و التشجیع علی نزع الشخصیة السابقة عبر الإقرار بمواطن الضعف الشخصي، و عزل الأعضاء عن طریق إفرادهم الجسدي عن عوائلهم، و رفاقهم، و عن المجتمع، و الموارد الفكرية، و الشعور بالقلق و الشعور بالذنب، و المغالاة في خطايا الحياة السابقة، و نهائیا نأتي إلی ما یوجب انهیار الحیاة الزوجیة أي فصل الأبناء من أحضان الأسرة، و الحکم بفصل الزوجین، و بالمقابل الاستعاضة بمشاعر الولاء لزعيم الفرقة، و ما الی ذلک من التدابیر.

و من ثمّ تحاول زمرة المنافقین الإرهابیة استنزاف القوة العقلیة عند الأعضاء مع الوقت عبر إبقائهم في حدود عقلية و اجتماعیة مدبّرة في الفرقة، و حرمان الاختیار و الإرادة المستقلة و الإیمان بأن الهدف یبرّر الوسیلة، حتی نشاهد نماذج بارزة ناتجة عن هذه التعالیم مثل حرق النفس لدی بعض المنتمین لهذه الفرقة.

 و إن زعماء هذه الزمرة الإرهابیة واقفون تماما علی دور معسکر أشرف في محافظة بنیتهم الطائفیة و الاحتفاظ بسیادتهم علی الأعضاء؛ و لذلک نری أنهم شحذوا العزیمة علی الحفاظ علی بنیتهم الطائفیة مهما کلّف الأمر، و هذا هو ما نراه رأي العین.

هذا و لمحاربة هذه الخصیصة الطائفیة، علینا أن نسعی لیس فقط من أجل إنقاذ الأعضاء المحصورین و المسیطر علیهم من قبل زعماء الفرقة بل یجب بذل الجهود لإقامة علاقات حرّة بین الأعضاء و بین العالم الخارجي، و عودة أعضاء الفرقة الی أحضان أسرهم، و أقاربهم و المجتمع (و هذا بالضبط هو ما حال سلطات الفرقة دون نفاذه و تطبیقه و بعناد).

 و من جانب آخر و نظرا لتاريخ هذه الجماعة المعادیة للديمقراطية المتکوّنة علی أساس الرؤیة المارکسیة، و هزیمتهم في الانتخابات و فقدانهم الشعبیة لدی الناس في انتخابات مجلس الشوری في الولایة الأولی، و مجلس خبراء الدستور ، و کذلک عدم الأخذ بما اتفق علیه 98% من الشعب و عدم امتثالهم للدستور الإیراني و إطلاق النار نحو أبناء الشعب و مقتل 12 ألفا منهم و غالبیتهم من المدنیین، فإن جمیع هذه العوامل لا یدلّ إن دلّ، إلّا علی ماهیة هذه الفرقة المناهضة للدیموقراطیة. و خاصة أنهم خلال الحرب المفروضة علی الأراضي الإیرانیة، ساروا عکس تیار الشعب في الدفاع عن الوطن و لجأوا الی أحضان المعتدي لتنفیذ التجسس لصالحه و لهزیمة الشعب الإیراني، فکیف لنا أن نسمّیهم الموالين للشعب والديمقراطية؟!

إن زمرة المنافقین كجزء هام من التنظیم المخابراتي للدکتاتور البائد في العراق، و الذي تمّ تخصیص میزانیة کبیرة لها عملت علی تنفیذ عملیات تخریبیة ضدّ أبناء الشعب و الحکومة الإیرانیة و هي التي استخدمت کأداة لقمع الشعب العراقي و استمرّت جهودها في خدمة صدام خلال و ما بعد الحرب العراقیة الإیرانیة.

و من ناحیة أخری فإن ذاکرة الشعب العراقي التاریخیة حول زمرة المنافقین، تذکِّرنا بالعدید من الجرائم و المجازر التي ارتکبها النظام العراقي البائد بحقّ الشیعة و الأکراد (مما یجدر الإشارة الیه هو القمع الوحشي ضدّ الشعب في المحافظات المرکزیة و الجنوبیة علی أثر الانتفاضة الشعبانیة عام 1991 و ذلک تمّ علی ید قوات حزب البعث و بمساعدة فاعلة من هذه الزمرة الإرهابیة).

و لهذا إن کثیرا من المتضرّرین إثر تصرفات هذه الجماعة و نظرا للوثائق و المستندات الدالة علی دور هذه الفرقة الإرهابیة في ارتکاب الجرائم ضدّ الشعب العراقي، یطالبون بحقوقهم و بإحالة زعماء هذه الزمرة الإرهابیة الی القضاء. فعلی سبیل المثال أقام أبناء دیالي و المناطق العراقیة الأخری مظاهرات جماهیریة أکثر من مرة مطالبین بالإسراع في عملیة طرد المنافقین من الأراضي العراقیة.

و علی ضوء ما عرض من خصائص و إجراءات هذه الفرقة الإرهابیة نأمل أن یتمّ مکافحة الإرهاب بشکل جذري و أن تُؤَدّی حقوق آلاف العوائل الإیرانیة، و الکردیة، و العراقیة، و الکویتیة، و حتی الأمیرکیة و الذین راح أقرب أقربائهم ضحیة إجراءات هذه الزمرة الإرهابیة.