رمز الخبر: ۳۰۲۷۵
تأريخ النشر: 10:47 - 02 May 2011
عصرايران - أصدر العالم البحريني سماحة السيد جعفر العلوي بيانا بشأن التطورات الجارية في البحرين.

و أفادت وكالة أنبا‌ء فارس أن سماحته قال في هذا البيان:-

بسم الله الرحمن الرحيم

" وإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ""وَالَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ".

بعد مضي أكثر من شهرين ونصف على ثورة 14 فبراير المجيدة، أحيي شعبنا الثائر الثابت على خطى الأنبياء والصديقين والشهداء.

أحيي هامات مجدنا وتيجان فخرنا، شهداءنا الأبرار.أحيي شموس التضحية والإباء، عوائل الشهداء والقرابين الخالدة .. أحيي نسائنا اللبواءت.. أحيي حضورهن المشهود وصرخاتهن الثورية وثباتهن على هدف التغيير الشامل.أحيي أوتاد البحرين..شباب الثورة الأبطال.. أحيي صمودهم وتضحياتهم الكبيرة ومبادراتهم المتقدة.

أحيي العمال والموظفين المكافحين الذين أفتدوا أنفسهم وأموالهم لخدمة الثورة - في يومهم العمالي.وأعزي عائلة أصغر شهداءنا سناً، وأكبرهم مظوميةً.. آل فرحان الأمجاد. سائلاً العزيز الجبار أن يكون هذا الشهيد "محمد" هو التوقيع الأهم الذي يمضيه شعبنا في رسالة التغيير والإنتصار بأذن الله.

أحبتي شعبنا الثائر في البحرين واليوم إذ تمر ثورتنا بأخطر مراحلها في إمتحان الثبات والصبر والمقاومة المدنية حتى تحقيق الهدف، فإني على يقين أن بصبركم الفولاذي ومقاومتكم الباسلة التي أتوقع أن تسطروها في الأيام القادمة ملحمةً ترفعون بها أسم شعبكم عالياً بين شعوب العالم ويتحقق بها النصر بأذن الله. وأود في تدشين مرحلة المقاومة أن أتقدم لكم بملاحظات هامة، فتقبلوها من خادمكم المدافع عنكم براءة لذمتي أمام الله، ورغبة في التواصي بالحق، وحتى نصل بثورتنا الى تحقيق أهدافها.

1 - إن لجوء النظام الى المحاكم اللاشرعية في تقنين إرهابه وظلمه لأبناء شعبنا، وأختياره لأحكام الإعدام ضمن مسرحيات أعتاد على إخراجها منذ زمن طويل، سوف لن تفت في عضد شعبنا وفي قوة ثورته، بل ستزيدها لهيباً. وستجعله أكثر عزلة في المجتمع الدولي. وإن محاكمه اللاشرعية ستقابل بمزيد من المحاكم الدولية لمحاكمة رموز النظام المجرمين.

2 - إن مصير الشعب وثورته وكافة خياراته يجب أن يحددها الشعب بنفسه في جو آمن، ويجب أن تنأ كافة الأطراف السياسية التي لم يتم تكبيل حريتها عن أي تصرف منفرد مهما كانت الظروف أو الضغوطات عليها. وإني أدعو أخوتنا في الوفاق الكرام، وسماحة الشيخ علي سلمان الى تفويت الفرصة على المتصيدين في إضعاف الثورة وتركيع إرادة شعبنا، وأدعوهم بقلب مخلص الى تجنب الخطابات التي تعكر جو الوحدة الشعبية، وإحترام إرادة شعبنا وخياراته أنى كانت. وقد قال تعالى:

قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه. 3- إنتم أيها الشعب في معظمه قد رفعتم سقف المطلب الذي ناديتم به بقوة في كل مسيراتكم والداعي الى إسقاط النظام، وأنتم بحمد الله ممن هيّم سبحانه قلوبهم للعمل بإرادته، والتي قال عنها:" ُتؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء". ومطلبكم في التغيير الشامل محل فخر المراجع والعلماء و أحرار العالم المساندين لكم. وقد هيأ الله تعالى لكم فرصة لا تعوض، فأنتم تسيرون صفاً واحداً مع الثوارات العربية المتفجرة والناجحة في كل مكان، والمطالبة برحيل الطغاة أولاً، والرافضة لحوار إنعاش الأنظمة القاتلة. ولكم في إصرار الثوار اليمنين الذين يساندونكم بقوة أسوة في رفض أنصاف الحلول.

4- من المهم عدم الأخذ بآراء المثبّطين المذبذبين البعيدين عن نور الله، أو أولئك الراغبين في تهدئة الوضع بأي ثمن. فربنا هو وحده الناصر لنا، وقد دعانا أن لا نضعف ولا نهن، ولنواصل المسيرة حتى إقامة الحكم الجمهوري الحر العادل، مصابرين دون كلل ولا ملل .

5 - لقد نصر الله تعالى -قبل ثورتنا- العديد من الشعوب الثائرة في ظروف أصعب من ظروفنا، وهم اليوم يكتبون مجد بلدانهم بأنفسهم. فالشعب الإيراني وبعد أكثر من سنة قد انتصر بصبره وتضحياته في ظرف عالمي مضاد له، ونجح بقيادة الإمام الخميني -رضوان الله عليه- الذي حدد هدفاً ولم يتنازل عنه.

6- إن النظام قد إستهلك كل مخزونه في مواجهتكم ولم يفلح في إيقاف عجلة الثورة، وإن مخزون الشعب المدعوم بنصر الله لا ينفذ وإرادته من إرادة الله الناصرة للشعوب الرافضة لحكم الطغاة.

7 - إن الهجمة الشرسة والمنظمة للنظام القمعي على تياري الممانعة والعمل الإسلامي على الرغم من ثمنه الباهض فهو شهادة شرف لهذين التيارين الأساسين والمساندين بقوة وفاعلية للثورة المباركة، فصبراً صبراً فإن موعدكم النصر والجنة التي وعد الله عباده المجاهدين بها.

8 - لقد أثبت طغاة النظام وعملائهم أنهم لا يملكون ذرة ولاء لوطننا "البحرين"، فهم يريدون بيع هذا الوطن العزيز بثمن بخس للنظام السعودي ومخططاته مقابل أن يحفاظ على إمتيازاتهم وثرواتهم المغصوبة، فتعساً للبائع والمشتري، وإن كافة الصفقات والتحركات المشبوهة للعملاء محكوم عليها بالفشل الذريع. ولا يغررنا تقلبهم في البلاد، فمتاعهم قصير، وأيامهم الى زوال، والمحاكم الدولية والشعبية بأذن الله سترصدهم واحداً واحداً.

9 - أدعو كافة المحسنين والتجار الكرام للتبرع بسخاء للمفصولين عن العمل ولعوائل كافة المتضررين من النظام القمعي. وقد أمتدح الله تعالى من ينفق في كافة الظروف: الذين ينفقون في السراء والضراء أدعو الله العزيز الجبار أن ينتقم لشعبنا المكابد ولأسر شهدائنا وللجرحى ولكافة الذين تضرروا من هذا النظام الجائر، وأدعوه أن يمنح المعتقلين والمعتقلات والمطاردين والمطاردات الصبر والقوة والعزيمة لمواصلة المسيرة، وأن يفك أسرهم ويعين عوائلهم.

العزة والخلود لشهدائنا وشهيداتنا، الموت والهلاك لقتلة شهدائنا ولكل من يعينهم في ظلمهم وقمعهم لشعبنا الحر المجاهد.