رمز الخبر: ۳۰۴۷۱
تأريخ النشر: 12:33 - 15 May 2011
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "هاآرتص" الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ينوي ايفاد مبعوثه اسحاق مولهو الى مصر خلال الايام المقبلة لاجراء مباحثات مع قادة مصر الجدد حول السياسة الجديدة للحكومة المصرية.
عصر ايران – فيما تتخذ ايران ومصر خطوات اكبر لاستئناف العلاقات الثنائية، يتزايد القلق في معسكر اميركا والكيان الصهيوني. فالتحرك الاستراتيجي لايران ومصر الذي ينظر اليه بوصفه فصلا مشتركا في تغيير سياسات النظام الدولي، ادى الى ان تعتبره وسائل الاعلام العالمية على انه نوع من التعامل والارتباط الدبلوماسي الذي يمكن اعتباره ائتلافا مناهضا للكيان الصهيوني.

لكن ما اثار قلق اميركا واسرائيل ليس الموضوعات المتعلقة بايران وحدها بل مجموعة الظروف التي تجعل اسرائيل تواجه تحديات، ونشير فيما يلي الى بعض هذه الظروف.

اولا، التحرر السياسي للمنطقة: فقد ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية في مقال حول العلاقات المستقبلية بين ايران ومصر بان التعاون المشترك بين البلدين يمكن ان يسفر عن التحرر السياسي للمنطقة من التدخل الغربي وممارسة الضغط على اسرائيل ويؤسس لنوع من الاستقلال الاستراتيجي في المنطقة على اساس المصالح المشتركة.

وتطرقت صحيفة "لوس انجلس تايمز" في مقال الى التوجه المصري الجديد في السياسة الخارجية وكتبت ان الحكومة المصرية الجديدة اتبعت توجها جديدا في مجال السياسة الخارجية بدلا من سياسة نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، ما اثار قلق اميركا واسرائيل.

وقال جفري فيلتمان في مقال له بهذه الصحيفة ان القاهرة تسعى لاستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع ايران الامر الذي اثار حفيظة اسرائيل وهذا مؤشر على ان الدبلوماسية المصرية الجديدة اصبحت محكا لتقييم حلفاء واعداء مصر فيما يخص القضايا الحساسة التي يمكن ان تغير توازن القوى في المنطقة.

واقرت هذه الصحيفة الامريكية بوجود توزيع للادوار الامريكية بين مصر والسعودية خلال العقود الثلاثة الماضية واضافت ان اقامة علاقات الصداقة بين ايران ومصر يمكن ان يغير المشهد السياسي في الشرق الاوسط باكمله.

ثانيا، المشهد الفلسطيني يتغير: والقضية الثانية التي تسهم في ان تؤثر العلاقات بين ايران ومصر سلبا على امن الكيان الصهيوني هي القضية الفلسطينية.

فخلال الشهرين الماضيين برزت احداث حلوة على صعيد المشهد الفلسطيني بما فيها فتح معبر رفح وقطع امدادات الغاز من خط انابيب الغاز المصري الى الكيان الصهيوني والمصالحة بين حماس وفتح والاتفاق على اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة (من دون الاعتراف باسرائيل) و... .

وعبر سيلفان شالوم مساعد رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن قلقه من تاثير ايران على معادلات مصر ، فلسطين والكيان الصهيوني من خلال هذا التعبير من ان اسرائيل يجب تهيئ نفسها للتغييرات الملموسة في السياسة المصرية التي تتيح لايران زيادة نفوذها في غزة.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "هاآرتص" الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ينوي ايفاد مبعوثه اسحاق مولهو الى مصر خلال الايام المقبلة لاجراء مباحثات مع قادة مصر الجدد حول السياسة الجديدة للحكومة المصرية.

وقال ان اسرائيل ليس بامكانها فعل اي شئ من اجل التوغل داخل الحكومة المصرية الجديدة وان ابرز موضوع فيما يخص الخلاف بين الجانبين، يتمثل في استمرار حصار غزة.

وكتب موقع "اينفو فلسطين" الالكتروني يقول ان ثمة عوامل عديدة زادت من قلق اسرائيل حول علاقاتها مع مصر لاسيما وان القاهرة تامل باستئناف علاقاتها مع ايران، كما انها تنوي اجراء محادثات جديدة حول الاتفاق السابق الخاص بتصدير الغاز المصري الى اسرائيل.

ثالثا، شعبية الاسلاميين لادارة الحكم: ان اميركا والكيان الصهيوني غاضبان بشدة من شعبية المجموعات الاسلامية القريبة من ايران وفلسطين، ويسعيان باي شكل كان لمواصلة تاجيج الشحن الطائفي بين الشيعة والسنة و بين المسيحيين والمسلمين من اجل ايجاد شرخ بين الناس والمجموعات الدينية والمسلمين.

وكتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بهذا الخصوص انه فيما يمضى ثلاثة اشهر على الثورة المصرية، فان الاخوان المسلمين كانوا اول من انتفع من الثورة. فقد اقدمت جماعة اخوان المسلمين المصرية على تشكيل حزب الحرية والعدالة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، اذ تامل اخوان المسلمين الفوز بنحو 35 الى 40 مقعدا في خلال الانتخابات البرلمانية التي ستجري في سبتمبر المقبل، ويرى الخبراء ان الفوز بهذا العدد من المقاعد سيمكنها من التحول الى اقوى كتلة برلمانية في مواجهة المعارضة العلمانية وانصار الحزب السابق لمبارك والذي انحل في الوقت الحاضر.

واضافت الصحيفة الفرنسية ان ثقل الاسلاميين لا يشكل الان الهاجس الوحيد بالنسبة لاميركا واسرائيل بل ان ضعف وعجز الاحزاب العلمانية قد اثار هو الاخر القلق في هذا المجال.

رابعا، تزايد قدرة الشعب المصري: على الرغم من ان وسائل الاعلام الغربية والصهيونية تحاول عدم ابراز مدى سخط وكراهية الشعب المصري للكيان الصهيوني واميركا ، الا ان الشعب المصري لن يسمح باعتماد السياسية التي كانت متبعة ابان عهد مبارك وارتباطه بالكيان الصهيوني واميركا.

ووفقا لنتائج استطلاع راي اجراها مركز "بيو" للابحاث الاسبوع الماضي فان 54 بالمائة من المصريين يوافقون على الغاء معاهدة السلام المصرية مع اسرائيل لعام 1979.

كما جرت الاسبوع الماضي مظاهرات شعبية امام السفارة الاسرائيلية في القاهرة تطالب بطرد السفير الاسرائيلي من مصر.

وفي ظل هذه الظروف فانه مع اقتراب موعد اجراء المحادثات بين ايران ومصر واقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، يبدو ان المؤامرات الاسرائيلية في المنطقة ستتزايد كما ستحاول اميركا ارباك المناخ السياسي في مصر.