رمز الخبر: ۳۰۶۴۷
تأريخ النشر: 15:26 - 29 May 2011


عصر ايران – رحب رئيس وزراء مصر عصام شرف بخطط واشنطن لمنح مساعدات مشروطة للقاهرة واشاد بها واثنى على امريكا باعتبارها "صديقا لمصر".

وبموازاة ذلك ، تحدث وزير المالية المصري عن مشاريع لمنح البنك الدولي قرضا لمصر قيمته 2.2 مليار دولار وموافقة صندوق النقد الدولي لمنح قرضا قيمته 10 الى 12 مليار دولار لمصر. كما ان بعض الدول الاوروبية وعدت بتقديم مساعدات عاجلة وطبعا مشروطة لمصر. واضافة الى ذلك فان السعودية والامارات دخلتا على الخط واعطيتا الضوء الاخضر لمنح قروض عاجلة لمصر ويرجح بان تصل هذه القروض الى القاهرة اسرع من القروض الغربية.

والمهم في هذا الخصوص، الاهداف والشروط المشتركة والموحدة تقريبا بشان منح جميع هذه القروض التي تتسم جميعها بصفة عاجلة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" بان قرار واشنطن منح قروض لمصر ، مشروط بتهميش الاسلاميين في هذا البلد والحد من تسلم اخوان المسلمين السلطة في مصر. لكن مصادر اخبارية اخرى تحدثت عن شروط اكثر صرامة واعتبرت مواصلة القاهرة التعاون مع تل ابيب "الشرط الرئيسي" في هذا المجال.

وبعبارة اخرى فانه يستشف من ذلك بان ثمة محاولات جارية تسعى من خلال حقن الاقتصاد المصري بالدولارات المشروطة، الحد من تولى الاسلاميين السلطة وابتعاد مصر عن الكيان الصهيوني والحد من حدوث مواجهة محتملة بينهما.

ان اصرار ملايين المتظاهرين المصريين على الغاء كامب ديفيد وقطع صادرات الغاز المصري الى اسرائيل واغلاق سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة يحمل في طياته بما فيه الكفاية توجهات "مصر الجديدة". ولهذا السبب فان اميركا وحلفاءها الاوروبيين اصبحوا بصدد التاثير على هذه العملية غير المتوقعة بما في ذلك عن طريق منح قروض مشروطة عسى ان يحقق ذلك اهدافهم وما يصبون اليه.

ان ما تسعى اليه اميركا واوروبا للفت انتباه مصر نحو الكيان الصهيوني والعمل لصالح الكيان الصهيوني، وهو ما يعتبر بطبيعة الحال تدخلا اجنبيا سافرا في شؤون مصر، امر ليس بجديد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي المصالح التي تسعى وراءها السعودية والامارات لتحقيق شروط الغرب هذه حتى تسيران على خطاه في هذا الشان.

والرد على هذا السؤال واضح. فاثناء تطورات الاعوام الاخيرة لاسيما الحرب على لبنان وغزة، كان الدور السعودي واضح للغاية، وحتى ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك ايهود اولمرت قال صراحة ان اصرار السعودية لاستئصال حزب الله وحماس، ليس اقل من الكيان الصهيوني ان لم يكن اكثر منه. واضافة الى ذلك فان السعودية والامارات تخشيان في المرحلة الحالية بان تقضي عليهما امواج الربيع العربي ولن يبقى في النهاية شئ من نظام ال سعود في المنطقة.