رمز الخبر: ۳۰۷۹۹
تأريخ النشر: 16:29 - 01 August 2011
والطريف ان الكويت لم تتخل حتى الان حتى عن سنت واحد من مطالباتها وهي تصر على ان تتسلم جميع تعويضات الحرب حتى اخر سنت ودولار.

عصر ايران ؛ ضياء الدين احتشام

رجاء اقرأوا الخبر التالي:

"اعلنت لجنة التعويضات التابعة للامم المتحدة في بيان انها سددت دفعة جديدة من تعويضات الحرب الناجمة عن غزو العراق للكويت بقيمة مليار و 600 مليون دولار الى الكويت. وبدات عملية تسديد تعويضات الحرب الى الكويت منذ عام 1994 وقد حصلت الكويت لحد الان على 33 مليار و 300 مليون دولار كتعويضات حربية وبقي نحو 19 مليار دولار منها".

"ويدفع العراق حاليا خمسة بالمائة من عائداته النفطية كتعويضات لغزوه للكويت الى صندوق تعويضات الحرب التابع للامم المتحدة". (وكالة الصحافة الفرنسية).

وجاء الهجوم العراقي على الكويت بعد عامين من انتهاء الحرب بين ايران والعراق.واستمرت الحرب العراقية المفروضة على ايران ثماني سنوات لكن مجمل فترة الحرب واحتلال الكويت استمر لستة اشهر فقط.

وكان لدينا من الشهداء والجرحى والمفقودين خلال فترة الحرب بين ايران والعراق ما يساوي تقريبا كل سكان الكويت.




ومن ناحية الخسائر المالية ، فان الحرب العراقية المفروضة على ايران الحقت خسائر واضرار بايران بما يساوي نحو 20 ضعف احتلال الكويت. (وتعويضات الحرب العراقية المفروضة على ايران تقدر بنحو 1000 مليار دولار مقابل 52 مليار دولار للكويت).

وقد بدا العراق عملية دفع التعويضات بالتقسيط بعد ثلاث سنوات من انتهاء حرب الكويت لكن وعلى الرغم من مضي 23 عاما على انتهاء حربه المفروضة على ايران، لم يدفع حتى دولارا واحدا كتعويضات لايران!

ان يكون الكويتيون قد حصلوا ومازالوا يحصلون على تعويضاتهم فان ذلك حصيلة متابعاتهم، لكن اللامبالاة الحالية للمسؤولين الايرانيين تجاه هذا الموضوع، ربما ناتجة عن هذه الرؤية من ان "العراق الفقير" من اين له 1000 مليار دولار لكي يدفعها لنا؟ كما ان المطالبة بتعويضات الحرب في الظروف الحالية توتر العلاقات بين طهران وبغداد!

صحيح ان العراق اليوم لا يتمتع بظروف ووضع جيدين لكن الحقيقة ان العراق ، بلد غني، والان حيث تقراون هذه السطور، يبلغ حجم صادرات النفط الخام العراقي 2 مليون و 200 الف برميل ومن المقرر ان ترتفع الطاقة الانتاجية للعراق عام 2017 الى الرقم الاسطوري 12 مليون برميل يوميا.

ومع ذلك ، فان العراق يصدر برميلا من النفط الخام لكل 14 عراقيا يوميا لكن في ايران يتم تصدير برميل من النفط الخام عن كل 30 ايرانيا يوميا.

ومن ثم فهل من المقرر ان يتم تسديد ال 1000 مليار دولار دفعة واحدة الى ايران؟ وكما انهم يدفعون التعويضات الى الكويت بالتقسيط، فانه يجب دفع التعويضات لايران بهذه الطريقة ايضا.

ومن الناحية السياسية ، فان احتمال توتر العلاقات لا مبرر له. فالعراق والكويت تربطهما الان علاقات دبلوماسية طبيعية وفي الوقت ذاته تحصل الكويت على تعويضاتها من العراق القسط تلو الاخر. والطريف ان الكويت لم تتخل حتى الان حتى عن سنت واحد من مطالباتها وهي تصر على ان تتسلم جميع تعويضات الحرب حتى اخر سنت ودولار.

فلايران في الوقت الحاضر ، نفوذ شامل في العراق وهذا الامر جدي بحيث ان موضوع التعويضات ليس بامكانه ان يلقي بظلاله عليه. ومن ثم كم من المقرر ان نستفيد من علاقاتنا مع العراق حتى نغض الطرف عن 1000 مليار دولار؟!

وان لم نتمكن الان حيث لدينا نفوذ تاريخي في العراق من حل قضية التعويضات ، فيوم غد حين تدب الحياة من جديد في عروق العراق، ربما سيطالبنا بشئ ما ، مثلما ان بعض المجموعات السياسية والبرلمانية العراقية تطالب الان بالحصول على تعويضات من ايران عن منسبوب مياه انهرهم التي تنبع من ايران!

وتم في القرار رقم 598 الصادر عن مجلس الامن الدولي تطبيق جميع البنود المتعلقة بايران والعراق بما فيها وقف النار وانسحاب القوات الى الحدود الدولية وتبادل الاسرى وبقي البند السابع من القرار الذي تعتبر التعويضات موضوعه من دون تنفيذ.

ان "التعويضات" ليست موضوعا ماليا بحتا بل انها مهمة من الناحية السياسية والنفسية ايضا. فان لم نحصل على التعويضات فمعناه انه يمكن مهاجمة ايران وممارسة القتل والدمار لسنوات وكأن شيئا لم يحدث.