رمز الخبر: ۳۰۹۴۴
تأريخ النشر: 11:40 - 20 September 2011
ان الموجة الثانية من الثورات في المنطقة بدات مع سقوط القذافي معتبرة ان النموذج الليبي يساعدنا على التعرف بشكل افضل على طبيعة التطورات في المنطقة ونوع الاستراتيجية التي يعتمدها الغرب لمواجة هذه التطورات شريطة ان يتم دمج النموذج الليبي بالنموذجين المصري والسوري.

عصر ايران – تناولت صحيفة "كيهان" الايرانية في احدى افتتاحياتها الموجة الثانية من الثورات في الشرق الاوسط وكتبت تقول ان الظروف الحالية تشكل من الناحية الاستراتيجية افضل وضع للاستدلال بان الموجة الثانية من الثورات الاسلامية قد بدات في منطقة الشرق الاوسط.

واضافت ان الموجة الثانية لا تعني نهاية الموجة الاولى ، بل ان الموجة الثانية هي مرحلة اكثر تكاملا وتقدما من الموجة الاولى اذ ان الحراك قد اظهر نواته الرئيسية وجوهره الحقيقي مع زوال الشوائب والزوائد.

ورأت الصحيفة ان الموجة الثانية من الثورات في المنطقة بدات مع سقوط القذافي معتبرة ان النموذج الليبي يساعدنا على التعرف بشكل افضل على طبيعة التطورات في المنطقة ونوع الاستراتيجية التي يعتمدها الغرب لمواجة هذه التطورات شريطة ان يتم دمج النموذج الليبي بالنموذجين المصري والسوري.

واضافت ان من الخطأ تصور ان الغرب يملك الان استراتيجية محددة المعالم وخارطة طريق بشان تطورات المنطقة، فانه لم يملك ذلك منذ البداية ومازال. ان ما هو قائم الان هو ان الغربيين حددوا تعاملهم مع ظواهر كهذه ولذلك فاننا نرى انهم قد قلصوا من شعاراتهم وخطاباتهم حول الديمقراطية واشياء من هذا القبيل واصبحوا يتعاملون في سياستهم الاقليمية حسب ما تمليه عليهم مصالحهم.

وقالت الصحيفة ان الموجة الثانية من الثورات الاسلامية في منطقة الشرق الاوسط تتميز بالميزات التالية:

ان ما يمكننا من القول بان التطورات الجارية في المنطقة تشكل بداية لموجة جديدة هو عودة الجماهير ثانية الى الساحة، بعد ان اراد الامريكيون الايحاء بان كل شئ قد انتهى وعودوا الى بيوتكم! لكن شعوب المنطقة تريد القول بان القصة لم تنته فحسب بل انها بدات للتو. ويبدو ان عودة الجماهير مجددا الى الشارع حدثت لعدة اسباب منها:

ان الهدف الاهم من هذه العودة هو الحد من العودة المجددة للديكتاتوريين وتسترهم خلف واجهات جديدة. فالشعب المصري يعرف الان بان اميركا بصدد اعادة تاهيل نظام مبارك تحت غطاء الجيش لذلك فانه لا يهمه ما اذا كان العسكريون يدلون بشهادتهم في محكمة مبارك ام لا.

وتابعت "كيهان" ان الهدف الثاني هو الحد من حرف اهداف وتطلعات الثورة من قبل القوى الاجنبية مع المرتبطين بهم داخليا. والهدف الثالث هو اعطاء زخم لعملية تحقيق اهداف الثورة على ارض الواقع اذ ان بعض الوجوة المحافظة كانت تسعى لاظهار ان تحقيق هذه الاهداف يتم على المدى الطويل وهو مكلف جدا.

"والهدف الرابع هو الحيلولة دون هيمنة المستعمرين الاجانب الذين كانوا لمدة طويلة شركاء الديكتاتوريين في المنطقة ومازالوا يريدون الحفاظ على هذا الوضع ويمكن مشاهدة ذلك بوضوح في المشهد الليبي."

والميزة الثانية للموجة الجديدة من تطورات المنطقة هو شفافية ايديولوجية النظام البديل الذي تسعى اليه شعوب المنطقة. فالغربيون قاوموا منذ اليوم الاول قبول فكرة ان هذه الثورات ستتسم في النهاية بطابع ديني واسلامي واصروا على القول بانهم يواجهون ظاهرة علمانية. فالحقيقة الدينية للثورات في المنطقة تفرض نفسها حاليا على جميع الذين كانوا ينكرونها.

والميزة الثالثة للموجة الجديدة من الثورات في المنطقة تتمثل في فشل وهزيمة مشروع بناء النموذج العلماني لهذه الثورات. فالاتراك كانوا يتصورون ان بامكانهم الامساك بخيوط تطورات المنطقة من خلال عدة مناورات اعلامية وكانوا قد طمأنوا اصدقائهم الامريكيين في الظاهر بان شيئا لن يخرج من داخل النموذج التركي سوى "العلمانية". فالاتراك قبلوا باستضافة منظومة رادارات الدرع الصاروخية ودعوا صراحة دول المنطقة الى اعتماد نموذج علماني وحتى انهم اظهروا في المواجهة مع اسرائيل بان هدفهم هو كبرياء وطني نوعا ما اكثر منه صراعا ايدلويوجيا.

والميزة الاخرى للموجة الجديدة من الثورات في المنطقة هي ابتعاد الثوار في المنطقة عن التوجهات والميول القومية وابدائهم المزيد من الاهتمام بالنموذج الايراني.

والميزة اللاحقة تتمثل في اتضاح طبعية الثورات الاسلامية في المنطقة في مناوئة اميركا واسرائيل وكأن شعوب المنطقة قررت بان تستهدف الاسياد بعد ان تفرغت من العملاء. وقد بلغ الامر باسرائيل بان تخرج سفرائها خفية ومتنكرين من بلدان المنطقة.

والميزة الاخرى لهذه الموجة الجديدة هي الهزيمة الواضحة للاستراتيجية الامريكية لادارة الموجة الاولى. وحاول الامريكيون في الموجة الاولى الاحتفاظ بالرؤوس وتبديل الاجسام. وقد ادركت شعوب المنطقة اليوم بان هذه الاجسام الجديدة ان لم يتم الحذر منها فانها ستعيد انتاج تلك الرؤوس السابقة.

وخلصت الصحيفة الى القول ان ما استعرضته في هذا المقال ما هو الا صورة اولية اهم نتائجها هو المزيد من الانفعال الامريكي وتزايد الرعب الاسرائيلي من تداعيات النظام الجديد في المنطقة.