رمز الخبر: ۳۰۹۶۱
تأريخ النشر: 13:53 - 27 September 2011

(رويترز) - التنسيق فيما بين دول الاتحاد الاوروبي ليس سهلا دائما لكن الاتحاد ظل مصرا على موقفه هذا العام عندما انسحبت وفود كل الدول الاعضاء من الجمعية العامة للامم المتحدة احتجاجا على كلمة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.

كانت هذه اللحظة يوم الخميس عندما استغل الرئيس الايراني كلمته أمام الجمعية العامة التي تضم 193 دولة في دورتها السنوية بمدينة نيويورك ليشكك مجددا في محارق النازيين والتلميح الى أن الحكومة الامريكية ربما تكون وراء هجمات 11 سبتمبر أيلول.

وبعد الاستماع الى دقائق محدودة من خطاب أحمدي نجاد انسحبت الوفود الاوروبية والامريكية والكندية وغيرها من الوفود الغربية من قاعة الجمعية العامة لتسجيل ما وصفه المشاركون بأنه "تقزز من ارائه".

وأصبح انسحاب وفود غربية طقسا سنويا أثناء خطب احمدي نجاد والتي قال دبلوماسي غربي انها أصبحت "بالية ومسيئة بشكل متوقع."

ولم يكن انسحاب الوفود الاوروبية يحدث بشكل سلس دائما. فقبل عامين بقي أعضاء الوفدين السويدي والقبرصي في مقاعدهم واستمعوا الى احمدي نجاد حتى أنهى كلمته التي كانت تهاجم الولايات المتحدة و"السياسات اللاانسانية" التي تتبعها اسرائيل.

وقال دبلوماسي أوروبي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "بعضنا كان متضايقا نوعا ما من السويديين والقبارصة لانهم بقوا... نريد أن نقدم جبهة موحدة من خلال الانسحاب في وقت واحد. ولم يحدث بتلك الطريقة."

وذكر دبلوماسيون أوروبيون أن السويد التي كانت تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في ذلك الوقت رفضت الانتقادات وقالت انها تحلت بالشجاعة للتصدي للرئيس الايراني في قاعة الجمعية العامة.

وفي سنوات ماضية استدعت وفود غربية الصحفيين لاعلان أنهم أول من انسحب من قاعة الجمعية العامة خلال خطاب أحمدي نجاد لكن هذا التقليد توقف بعد ما حدث من السويد وقبرص عام 2009 .

وقال دبلوماسي اوروبي "انه ليس سباقا انه احتجاج."

وفي العادة يواجه الاتحاد الاوروبي صعوبة في الحفاظ على وحدة الصف في قضايا متعلقة بالشرق الاوسط. وفي عام 2009 انقسم الى ثلاث جبهات في اقتراع أجرته الامم المتحدة للتصديق على تقرير جولدستون الذي قال ان كلا من اسرائيل ونشطاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ارتكبوا جرائم حرب خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة أواخر 2008 وأوائل 2009 .

وبعد ما بدا من افتقار للوحدة خلال خطاب احمدي نجاد عام 2009 أصبحت الوفود الاوروبية تتحقق خلال اجتماعات تعقد قبل الجلسة السنوية للجمعية العامة من توضيح "الخطوط الحمراء" التي ستؤدي الى انسحاب جماعي خلال الخطب اللاذعة لاحمدي نجاد ضد اسرائيل والغرب.

وقال دبلوماسي "انها المواقف المتوقعة... التلميح بأن هجمات سبتمبر مؤامرة أمريكية أو انكار محارق النازية أو انكار حق اسرائيل في الوجود وما الى ذلك."

وقال دبلوماسي غربي انه ليس هناك تنسيق رسمي مع الامريكيين أو الكنديين أو الاستراليين أو غيرهم لكن هناك "اتصالات" تتم قبل موعد الجلسة.

غير أنه ليس كل الاوروبيين ينسحبون خلال كلمة أحمدي نجاد. فأعضاء الوفد النرويجي على سبيل المثال وبلادهم ليست عضو في الاتحاد الاوروبي يبقون في مقاعدهم خلال خطب أحمدي نجاد.

وفي مقال نشر بتاريخ مارس اذار 2011 دافع وزير الخارجية النرويجي يوناس جار شتور عن معارضة النرويج لانسحاب الوفود. وقدم مثالا لما أطلق عليه مؤتمر مكافحة العنصرية في دربان عام 2009 الذي قاطعه الكثير من الدول الغربية.

وكتب شتور يقول "على الرغم من أننا نجد مزاعم أحمدي نجاد مقيتة فان وفدنا قرر البقاء للاستماع الى خطابه... نعتقد أنه كان من المهم الاستماع لكلماته ثم استغلال وضعنا كمتحدث تال للتحدث مباشرة عن مزاعمه البغيضة وتفنيدها."