رمز الخبر: ۳۱۲۰۹
تأريخ النشر: 09:30 - 10 December 2011
ان اميركا بوصفها مصنعة لهذه الطائرة المتطورة، تعلن بان هذه الطائرة قد "اختفت" قبل ايام، و"انها وقعت بيد الايرانيين بعد سقوطها على الارجح" للايحاء بان هذا الامر لا يعكس القدرات الدفاعية الايرانية.
عصر ايران – الطائرة RQ-170 بلا طيار التي يطلق عليها اسم Sentinel ويسميها البعض "حيوان قندهار" (حيث نشرت صورتها لاول مرة هناك)، يقال بانها اكثر طائرات الجيش الامريكي بلا طيار ، تطورا. وقد حقق الجيش الامريكي مكاسب من خلال استخدامه لها، وحتى قيل انه استخدمها في قتل اسامة بن لادن.

وقد صممت طائرة RQ-170 لتشبه قاذفة القنابل الامريكية B-2المستخدمة في سلاح الجو الامريكي، للقيام بعمليات استطلاع على ارتفاع شاهق، ونظرا الى انه تم نشر اول صورة عنها عام 2007 اي بعد عامين في دخولها حيز الخدمة، فانه يتضح بانها احد اكثر الطائرات الامريكية بلا طيار تطورا وحداثة، وتتمتع بدرجة كبيرة من الحماية والامان.

وبعد بث خبر اسقاط هذه الطائرة في الاراضي الايرانية، بادرت وسائل الاعلام الغربية الى التقليل من شان هذا الحدث المهم. وبدأت ذلك مع نشر صور عن الطائرة بلا طيار "برديتور" في نشرات الاخبار المهمة مع ذكر جملات وانباء مثل "فقدان السيطرة على الطائرة" و "اختفائها في الاسبوع الماضي" لتحاول الايحاء بان القضية هي مجرد حدث عسكري بسيط.

لكن لماذا يجب التشكيك بهذا الاسلوب النفسي الذي اتبعه الاعلام الغربي والجيش الامريكي؟ اذ يكمن الرد من خلال سبر غور نشاطات هذه الطائرة الامريكية السرية.

ويمكن المضي قدما في هذا المجال من خلال توضيح بسيط. ان اميركا بوصفها مصنعة لهذه الطائرة المتطورة، تعلن بان هذه الطائرة قد "اختفت" قبل ايام، و"انها وقعت بيد الايرانيين بعد سقوطها على الارجح" للايحاء بان هذا الامر لا يعكس القدرات الدفاعية الايرانية.

وقد يفيد هذا الاسلوب لاخماد الاجواء الاعلامية المثارة ، لكنه مرفوض من وجهة النهظر التخصصية.

وردا على ذلك يجب القول:

عندما كانت الطائرات بلاطيار الاكثر قدما والاقل تطورا مقارنة ب RQ-170مثل "برديتور" التي كانت تملك نظاما يمكنها من العودة تلقائيا ، الى حيث اتت بمجرد ان ينقطع اتصالها مع مركز القيادة والمراقبة، فكيف لمنظومة بهذا القدر من التقدم ان تفتقد الى مثل هذا النظام؟

والنقطة الثانية هي ان هذه الطائرات بلا طيار تملك نظاما، يمكن من خلاله تفجيرها للحد من حصول الاخرين على معلومات عنها، وذلك اذا ما يئست وحدة القيادة والمراقبة في اعادتها الى قاعدتها. اذن كيف يمكن لهذه الطائرة الحديثة ان تقع بيد ايران بهذه البساطة؟

اما الرد على هذين التساؤلين:

1- ان كانت هذه الطائرة بلا طيار لم تكن قد اسقطت من قبل ايران، فكيف يمكن من خلال قطعها الصغيرة معرفة ان هذه الطائرة هي من طراز RQ-170؟
2- القطع حتى وان كانت صغيرة بامكانها ان تضع معلومات مناسبة عن التكنولوجيا المستخدمة في هذه الطائرة، بتصرف القوات المسلحة الايرانية.

والواضح ان عددا من الطائرات الامريكية بلا طيار قد سقطت او اسقطت خلال الاعوام الاخيرة في افغانستان والعراق وباكستان وحتى صوماليا. وفي هذه الحالة فان القوات الامريكية قامت بتفجير حطامها للحد من تعرف سائر الدول او المجموعات على نوع التكنولوجيا المستخدمة فيها. وهذا الامر يظهر بانه حتى الطائرات بلا طيار التي تسقط يمكن ان تحوي معطيات قيمة جدا، فكيف اذا كانت هذه الطائرة تقع بيد دولة اخرى وهي سالمة تقريبا؟

اذن يمكن استنتاج ان اثارة قضايا مثل اختفاء هذه الطائرة (نظرا الى التكنولوجيا المستخدمة فيها) وتدميرها بشكل كامل (نظرا الى تحديد طراز هذه الطائرة من قبل ايران) وعدم اهمية القطع الموجودة فيها (نظرا الى تخوف اميركا من سقوط طائراتها بلا طيار في مختلف الدول)، يشكل مادة اعلامية دسمة بالنسبة للقنوات والصحف الغربية.

لكن السؤال الاخير والمهم المتعلق بهذا الحدث هو، امكانية اثبات حصول ايران على تكنولوجيا كشف وحرف وثم توجيه الطائرات الامريكية الحديثة بلا طيار.

وعلى الرغم من ان الرد الحاسم على هذا السؤال هو بعهدة الخبراء والمتخصصين وتاكيد كبار المسؤولين في القوات المسلحة الايرانية، الا انه يمكن طرح عدة شواهد لتاكيد هذا الموضوع.

1- في المؤتمر الصحفي الذي عقد في 10 اغسطس 2010 في بيروت، اظهر السيد حسن نصر الله وثائق تم الحصول عليها من الطائرات الاسرائيلية بدون طيار. ان نشر هذه الوثائق ادى الى ايجاد افتراضات مختلفة اهما اختراق حزب الله للمنظومة الاسرائيلية الخاصة بالطائرات بلا طيار الامر الذي لم يتم نفيه اطلاقا. وهل ايران اقل قدرة من حزب الله في هذا المجال؟ بالتاكيد لا.

2- امتلاك رادارات مثل نبو وكاستا وبعض المنظومات المحلية. فعلى سبيل المثال، ووفقا للمعطيات التي اكدتها وسائل الاعلام الغربية، فان رادار نبو يعد اكثر انظمة رادارات VHF التي تم تصنيعها لحد الان، تطورا، اذ يملك قدرات مثل AESA والتوجيه الالكتروني للامواج والتعقب والرصد الزاوي وامكانية التصوير باربعة ابعاد لاحباط التشويش الرقمي.
3- كانت وكالة انباء "رويترز" قد بثت في سبتمبر الماضي نبا عن اختراق فيروسات لمنظومة توجيه الطائرات الامريكية بلاطيار. وحسب رويترز فان السلطات الامريكية منهمكة في دراسة انه ان كانت هذه الفيروسات تشكل خطرا او لا، وكيف ان هذه الفيروسات، تؤثر على نظام الكومبيوتر المحمي في هذه الطائرات بشدة في قاعدة نيفادا، حيث يقوم الطيارون الامريكيون بارسال هذه الطائرات لانجاز مهامها في العراق وافغانستان ومناطق اخرى من العالم. ان اختراق فيروس لهذا النظام المتطور، ربما يخلف عواقب كهذه.

4- في ذلك اليوم الذي وقع فيه الزورق السريع جدا Bladerunner 51 بيد قوات الحرس الثوري الايراني وحتى ان الرئيس الامريكي ابدى قلقه من ذلك، اعرب بعض الخبراء الغربيين عن اعتقادهم بانه من غير الممكن استنساخ هذا الزورق من قبل الصناعات الايرانية، لكنهم لا يجرؤون اليوم على اصلاح كلامهم هذا.

واخيرا يبدو ان الحيلة التي تتبعها اميركا تتمثل في تحفيز ايران على عرض هذه الطائرة بدون طيار، وبالتالي اتضاح نجاح ايران في تحديد وتشويش وتوجيه هذه الطائرة الحديثة. لكن مهما يكن من امر فاننا اصبحنا على ثقة ويقين انه في ضوء تحديد طراز-170 RQ، فانه لن تكون هناك فرصة للطائرات الامريكية الخفية التابعة لسلاح الجو الامريكي ، والتي هي اكبر حجما من هذه الطائرة الامريكية بلاطيار، والسلطات الامريكية عموما، للتبجح واستعراض العضلات.