رمز الخبر: ۳۱۲۱۵
تأريخ النشر: 13:45 - 11 December 2011
ان كون هذه الطائرة بلا طيار سليمة، شكل بحد ذاته نفيا حاسما وقاطعا للمزاعم الامريكية من ان هذه الطائرة كانت قد سقطت.
عصر ايران – عندما اعلنت وكالات الانباء الايرانية المحلية نقلا عن "مصدر عسكري مطلع" بان طائرة تجسس اميركية متطورة وقعت بيد القوات الايرانية، بدا على الفور التشكيك حول الخبر نفسه ومن انه "ان كانوا صادقين في ذلك فليظهروا الطائرة".

وفي هذا الخصوص فان الامريكيين الذين التزموا الصمت بداية، وكأنهم يريدون ان يبلغوا خبرا سيئا لاحد ما، اخذوا يثيرون القضية مرحلة بمرحلة: فاكدوا بداية ان طائرة من طراز RQ170 لهم قد اختفت وثم قالوا انها قد تكون وقعت بيد الايرانيين، وكانوا يركزون بشكل خاص طبعا على ان الطائرة تعرضت لعطل فني وان حطامها سقط بيد القوات الايرانية وكانوا يصرون على الايحاء بان الايرانيين لم يكن لهم دور في مهاجمتها والسيطرة عليها، وان الحظ حالفهم فحسب لان احدى اكثر الطائرات التجسسية تطورا قد "سقطت" في اراضيهم!

لكن في نهاية المطاف شغلت عدسات التلفزيون امام طائرة التجسس الامريكية وبث في فترة وجيزة فلم هذه الطائرة الامريكية بلاطيار في معظم وسائل الاعلام العالمية: فالطائرة كانت سليمة.

ان هذا الفلم وكون الطائرة سليمة يعنيان بان طائرة RQ170 لم تتعرض لعطل فني ولم "تسقط" ، بل "هبطت" والا هل من المعقول ان تصاب الطائرة بعطل فني وان تسقط على الارض من على عدة الاف قدم وتبقى سليمة من دون ان تصاب باضرار؟! (مهما يكن فنحن الايرانيون ادرى من غيرنا ماذا يعنى سقوط الطائرات!).

ان كون هذه الطائرة بلا طيار سليمة، شكل بحد ذاته نفيا حاسما وقاطعا للمزاعم الامريكية من ان هذه الطائرة كانت قد سقطت. كما ان هذه المسالة تؤكد المرحلة غير المعلنة للقدرات الفنية للقوات المسلحة الايرانية في الحرب الالكترونية والتي استطاعت فعلا – لا قولا – اختراق منظومة مراقبة وطيران طائرة حديثة للغاية مثل RQ170 واخراجها في صراع مع انظمة المراقبة الامريكية من قبضتهم وجعلها تهبط على الارض وهي سليمة.

اما وقد ثبتت الان صحة اقوال الجانب الايراني، فهذا ليس نهاية القضية ، بل بدايتها لان المتخصصين الذين استطاعوا ان يستولوا على هذه الطائرة وهي تحلق في السماء ويخرجونها من قبضة الامريكيين ، يقومون الان بدراسة مكوناتها جزء جزء ومن المقرر ان تكون طائرة RQ170سبيلا يختزل الطريق للوصول الى منتجات جديدة ... والخبر السيئ الاخر بالنسبة للامريكيين هو ان منافسيهم الروس والصينيين جاؤوا لعقد صفقة مع ايران من اجل الاطلاع والتعرف على التكنولوجيا الفريدة المستخدمة في طائرات RQ170.

ومازالت الابعاد التكنولوجية والسياسية للقضية في الطريق.