رمز الخبر: ۳۱۵۸۵
تأريخ النشر: 17:30 - 22 May 2012
واهم سبب دفع الملك عبد الله الى طرح هذا الاقتراح هو قلق السعوديين المتزايد من مستقبل الدور القيادي السعودي في مجلس التعاون والذي اصبح يواجه تحديات بفعل هذه التطورات.
عصر ايران ؛ علي قادري – في ختام الاجتماع الاخير لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي والذي عقد لدراسة تحويل المجلس الى اتحاد، وعندما اعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ان الموضوع ارجئ الى المستقبل لاجراء مزيد من الدراسات حوله، كان واضحا بان ثمة خلافات جادة بين اعضاء المجلس حول مشروع الملك عبد الله بن عبدالعزيز.

ان هذه الخلافات تعود الى غياب التوحد في مواقف ووجهات نظر الدول الاعضاء في مجلس التعاون حول مستقبل المجلس قبل ان تكون خلافات تتعلق بقبول او عدم قبول هذا المشروع، المستقبل الذي يرتبط بشكل او باخر بالتطورات الجارية على صعيد الوطن العربي.

واهم سبب دفع الملك عبد الله الى طرح هذا الاقتراح هو قلق السعوديين المتزايد من مستقبل الدور القيادي السعودي في مجلس التعاون والذي اصبح يواجه تحديات بفعل هذه التطورات.

ونظرا الى الدور الواسع لقطر في التطورات العربية الاخيرة، فان الرياض تعتبر ان الدوحة هي السبب الرئيس لهذه التحديات وهي (الرياض) تسعى جاهدة بالتالي لحماية دورها القيادي في هذا المجلس في مواجهة "المؤامرة القطرية".

ان ماضي الخلافات بين قطر والسعودية يعود الى عقد الثمانينيات من القرن الماضي عندما اقدم الجيش السعودي على اغلاق المعبر الحدودي بين قطر والامارات والذي يقع داخل الاراضي السعودية.

والخلاف الاخر بين السعودية وقطر والذي تسبب بوقوع اشتباكات بين جيشي البلدين عام 1992، يتمثل في قاعدة "الخفوس" الحدودية، اذ اتهمت قطر آنذاك السعودية بالتدخل في شؤونها الداخلية والاساءة الى سلامة اراضيها.

والمعلومات التي كشف النقاب عنها بعد سقوط القذافي في ليبيا تظهر مدى الحقد الدفين الذي تكنه قطر تجاه شقيقها الاكبر السعودية.

وهذه المعلومات التي تشتمل على مستندات صوتية تعود الى مكالمات اجراها سابقا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني مع العقيد القذافي، تظهر بان قطر تدعم بصراحة تقسيم السعودية والاطاحة بال سعود.


وحسب موقع "البديع" الالكتروني فان رئيس الوزراء القطري اعلن في هذه المكالمات بان "النظام الحاكم في السعودية سيسقط وستدخل قطر يوما المنطقة الشرقية والقطيف وتقسم السعودية. ان هذا النظام قد هرم وان الملك عبد الله المسكين اصبح واجهة النظام السعودي فحسب فضلا عن ان الجيش السعودي غير قادر على الحد من اسقاط هذا النظام".

واضاف حمد بن جاسم بان قطر استطاعت انتزاع امتياز استضافة القواعد الامريكية من السعودية وان تحطم ابهة النظام السعودي تدريجيا وان تفرض نفسها على المنطقة العربية.

ويرى "فكري عبد المطلب" الباحث في مركز يافا للابحاث بان ثمة ادلة كثيرة تؤكد صحة هذه المعلومات وتظهر بان قطر تسعى لانتزاع الدور السعودي في المنطقة العربية.

وحسب تقرير اصدره هذا المركز اخيرا فقد اعلن امير قطر خلال حفل تدشين مسجد محمد عبد الوهاب في الدوحة بان العقيدة الوهابية ستصبح قريبا العقيدة الرسمية لقطر ويمكن ترجمة هذه التصريحات بالدعم المالي القطري المقدم للتيارات السلفية في مصر وسورية وتونس.

كما ان الجمعية التابعة لزوجة امير قطر تعد احدى المؤسسات التي تعمل في اطار توسيع النفوذ القطري في البلدان العربية.

وحسب مركز يافا للدراسات فان هذه الجمعية قدمت في الاونة الاخيرة دعما ماليا قدره 196 مليون دولار الى اكبر مجموعة وهابية مصرية تدعى "انصار السنة".

كما ان هذه الجمعية تعمل على استقطاب بعض الصحف والمواقع الالكترونية الخبرية التي كانت سابقا ضمن المنظومة السعودية. ان جميع هذه المحاولات تظهر مدى جهد ال ثاني للاستيلاء على القواعد التقليدية لال سعود.

ويبذل الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير قطر جهودا حثيثة للعب دور "شيخ العرب" (الموقع الذي كان يتبواه سابقا الملك عبد الله) وذلك من اجل تهميش ملك السعودية.


واستقبل امير قطر قبل فترة في الدوحة خالد مشعل ومحمود عباس ليكون من يلعب دور ايجاد حل للانشقاق الفلسطيني – الفلسطيني، الدور الذي كان يلعبه قبل هذا الملك عبد الله. ورغم ان هذا المشروع لقي معارضة واسعة داخل حماس ولم يطبق على ارض الواقع لكنه يظهر بان قطر تسعى جاهدة لتهميش السعودية في هذا الملف.

والكل يعرف بان "مشروع السلام العربي" متعلق بالعربية السعودية. وكان الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير قطر قد دعا اسرائيل اخيرا امام مؤتمر المستقبل الاقتصادي للشرق الاوسط ، الى دخول محادثات السلام مع جيرانها العرب بجدية اكبر في ظل الظروف التي افرزتها تطورات الربيع العربي.

ويمكن القول بان امير قطر اراد من خلال ابراز الدور القطري في تطورات الربيع العربي توجيه رسالة الى اسرائيل مفادها بان قطر وليس السعودية ستتولى من الان فصاعدا القيادة الرئيسية لمحور المساومة العربية – الاسرائيلية في الشرق الاوسط.

وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة السائدة بين قطر والسعودية، فان البلدين تربطهما مصالح مشتركة ايضا. واحد اوجه الاشتراك هذه العمل على اسقاط النظام في سوريا. بعبارة اخرى فان بشار الاسد هو عدو مشترك لكل من الملك عبد الله والشيخ حمد، والا فان مسايرة السعودية لقطر في دعم المعارضين المسلحين السوريين لا يعكس اعتماد السعودية للنهج الاصلاحي او دعم الرياض للربيع العربي الذي اطاح بحسني مبارك اهم حليف للسعودية.

وعلى العكس فان قطر ترى بان الفرصة التي اتاحها الربيع العربي، يمكن ان تسهم في الاتيان بنظام عربي جديد يكون علي راسه ال ثاني لا ال سعود.

ان دعم المعارضين لحكومة نوري المالكي وزعزعة الاستقرار والامن في العراق هي سياسة تتبعها قطر والسعودية بشكل فاعل لانهم يعرفون جيدا بان عودة العراق المتناغم مع ايران، الى ساحة الشرق الاوسط، سيكون على حسابهم.

ولا ريب بان قطر تعمل جاهدة في ظل الظروف التي افرزتها تطورات الربيع العربي على كسر شوكة العربية السعودية. لكن ان تكون باستطاعة ال ثاني الحلول محل ال سعود في المنطقة أم لا ، مسالة تتوقف على مستقبل التطورات في الشرق الاوسط والنطاق المستقبلي لهذه التطورات.

وعلى اي حال فان البيت الابيض هو الذي سيقرر في النهاية من سيكون شرطيه العربي السعودية ام قطر بعد ما تضع حرب عدم الاستقرار الناتج عن الربيع العربي ، اوزارها.