رمز الخبر: ۳۱۷۹۸
تأريخ النشر: 16:04 - 31 July 2012
ومن جهة اخرى فان اتخاذ ائتلاف الاحزاب الكردية السورية موقفا داعما للاسد ومواجهة التحركات التركية في شمال سورية اسهما في تعزيز موقف دمشق من الناحيتين السياسية والعسكرية.
عصر ايران ؛ علي قادري – بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها الجيش السوري الحر في معركة "تحرير دمشق" وعندما كان الجيش العربي السوري منهمكا في تطهير مناطق جنوب العاصمة دمشق، فتحت بعض المجموعات المسلحة التابعة للجيش الحر جبهة جديدة في مناطق حدودية ضد النظام.

فقد تعرضت المعابر الحدودية السورية في شمال وشرق البلاد الى هجوم الجيش الحر في اجراء نفسي منه للتعويض عن الهزائم التي مني بها في دمشق وجعل مشروع ايجاد "مناطق امنة" يدخل حيز التنفيذ.

حلب


وفي الوقت الحاضر فان هذه المجموعات تسعى من خلال انتزاع حلب من سيطرة النظام الحاكم ووصلها ب "ادلب" - حيث يشكل ريفها في الشمال اهم المعابر لتمرير السلاح من تركيا – الى ايجاد منطقة آمنة لها. ان انتشار منظومة الدفاع الجوي للجيش التركي خلف الحدود مع سورية يمكن تقييمه في اطار التامين الجوي لهذه المنطقة الامنة.

وبذلك فان جل اهتمام الجيش الحر بعد هزيمته في دمشق انصب على حلب التي تعتبر القلب الاقتصادي النابض لسورية.

ان حلب وكما دمشق كانت تتمتع خلال الاشهر الماضية بهدوء "نسبي"، الهدوء الذي تبدد مع السيطرة على المعابر الحدودية في شمال ريف حلب ودخول مئات المسلحين المعارضين الى بعض مناطق هذه المدينة بما فيها صلاح الدين والحمدانية والسكرية وصاخور.

وفيما يخص المعارك الدائرة في شوارع مدينة حلب قالت قناة "سي ان ان" في تقرير لها ان مهدي الحارثي احد القادة الثوريين الليبيين قد وصل اخيرا ومعه ثلاثون من المقاتلين الليبيين الى حلب ليقاتل بجانب سائر المجموعات المسلحة في حلب ضد الجيش السوري.

وفضلا عن الذين اوصلوا انفسهم الى حلب من دول عربية اخرى مثل ليبيا والجزائر وتونس والسعودية وعدد من اخر من البلدان العربية من اجل "الجهاد" فان ثمة مسلحين جاؤوا من دول غير عربية مثل الشيشان وباكستان وافغانستان لا يعرفون حتى اللغة العربية!

درگیری ها در سوریه

ومع هيثم المناع رئيس هيئة تنسيقيات المعارضة (المعارضين غير المسلحين) حق عندما قال بان الجيش السوري الحر هو صنيعة الاستخبارات التركية.

وكما انه يتم ادخال الاسلحة الخفيفة والثقيلة من تركيا الى شمال سورية تحت اشراف وتوجيه جهاز الاستخبارات التركي، فان دخول "المجاهدين السلفيين" يتم ايضا بعلم تام من الاستخبارات التركية.

وتقول رويترز في هذا الخصوص: انه تم خلال الاسابيع الاخيرة ومع اشتداد حدة الاشتباكات في سورية، ايجاد قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة ادانا التركية التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود السورية والهدف منها هو تدريب وتوجيه وتسليح المعارضين ومن ثم ايفادهم الى داخل الاراضي السورية.

واضافت رويترز ان هذه القاعدة تعتبر في الوقت الحاضر مركز تنسيق العمليات والاستخبارات واللوجستيا القطرية والسعودية والتركية لاسقاط نظام الحكم في سورية.

وفي مقابل هذه المحاولات، فان الحكومة السورية لا تقف موقف المتفرج وحتى يمكن القول بان الجيش السوري اكتسب بعد نجاحاته في دمشق والحفاظ على تماسكه ، قوة متزايدة لمواجهة المجوعات المسلحة.



معارضان مسلح

ومن جهة اخرى فان اتخاذ ائتلاف الاحزاب الكردية السورية موقفا داعما للاسد ومواجهة التحركات التركية في شمال سورية اسهما في تعزيز موقف دمشق من الناحيتين السياسية والعسكرية.

وتفيد وسائل الاعلام ان الجيش السوري بدا خلال الاسبوع الاخير تخطيطا وتحركات واسعة لوضع حد لتواجد المجموعات المسلحة في بعض مناطق حلب وريفها الشمالي. التخطيط الذي يظهر بان لجنة قيادة "تجيد المعارك في المدن" تقف خلف هذه الاجراءات.

وقام الجيش السوري وكما فعل في دمشق باغلاق مداخل مدينة حلب من جهة وتطويق المناطق التي تخضع لسيطرة المجموعات المسلحة في خطوة للحد من انتشار المسلحين في المناطق الاخرى من المدينة ومن جهة اخرى الحد من هروبهم الى الشمال بعد مداهمته مواقع تجمعات المسلحين.

ان الجيش السوري حاول من خلال قطع اتصال المجموعات المسلحة في مناطق مختلفة من حلب حيث يقع مركز ادارتها وتنسيقها داخل الاراضي التركية ، ازالة امكانية تحرك هذه المجموعات بشكل منسق داخل المدينة.

وبالتالي اختار الجيش السوري محاور هجومه على المناطق التي تخضع لهيمنة هذه المجموعات وبدا عملياته لتطهير هذه المناطق، العمليات التي تكتسي اهمية كبيرة للطرفين المتحاربين وحلفائهما الاقليميين والدوليين.

وان استطاع الجيش الحر الخروج منتصرا من معركة حلب فانه يجب عندها انتظار تغير المعادلات السياسية والعسكرية على حساب النظام السوري.
لكن ان استطاع الجيش السوري استعادة سيطرته على المناطق التي تخضع لسيطرة المجموعات المسلحة ويوسعها بعده حتى بلدةاعزاز والمعبر الحدودي ما بعد هذه البلدة، فان سيناريو ايجاد منطقة آمنة بشمال سورية سيبوء بالفشل.

وفي هذه الحالة فان هذه المجموعات ستخرج عاجلا ام اجلا من اللعبة ويتاح المجال امام المعارضين السياسيين وعلى راسهم هيئة تنسيقيات المعارضة لاجراء محادثات مع النظام من اجل ايجاد بعض التغيرات والاصلاحات الاساسية. وحتى في حالة كهذه فانه يبدو ان الجيش السوري سيواصل عملياته ضد المجموعات المسلحة ولن تنتهي الاشتباكات تماما.

وطبعا في حال عدم نجاح المجموعات المسلحة في تحقيق اهدافها المحددة سلفا، فهناك احتمال ان تتدخل القوات التركية – العربية المشتركة في سورية، السيناريو الذي حذرت طهران بقوة عواصم هذه الدول لاسيما انقره من عواقبه .

والطريف ان حزب العمال الكردستاني التركي وبعد البيان الصادر عن ائتلاف الاحزاب الكردية السورية في مواجهة اي تدخل تركي في شمال سورية، هدد الحكومة التركية بانه سيحول اسطنبول الى قندهار اخرى في حال تدخلت تركيا.

وبمناى عن هذه التهديدات والرسائل التي يتم تبادلها من فوق وتحت الطاولة بين الاطراف الاقليمية والدولية، فانه يجب انتظار رؤية ما سيؤول اليه مصير "المنطقة الامنة" بشمال سورية، فهل سيستطيع الجيش السوري حسم معركة حلب كما حصل في دمشق لصالحه ام ان المعارضين المسلحين سيحسمونها لحسابهم؟ ان مصير سورية سيحدد في هذا الشهر.