رمز الخبر: ۳۱۸۳۷
تأريخ النشر: 15:52 - 09 August 2012
"عصر ايران" يحاور استاذ بالعلاقات الدولية حول
ان المحور الذي تبلور من اسطنبول الى الرياض يسعى لاقامة علاقات منسقة مع الحكومات الناشئة او التي تنشأ في شمال افريقيا والشرق الاوسط. وبديهي ان تتصرف الحكومة السورية من حيث العلاقات الدولية والاقليمية بصورة غير متسقة مع محور "من اسطنبول الى الرياض" وان تغيير الحكومة السورية ربما يستطيع تلبة طموح هذا المحور في منطقة الشرق الاوسط.

عصر ايران – اعتبر حسين سليمي استاذ العلاقات الدولية بجامعة العلامة طباطبائي في طهران ان السلفيين وبسبب امتلاكهم السلاح يعتبرون اكثر مجموعات المعارضة السورية تاثيرا ويرى ان طابعهم غير الديمقراطي الظاهر في سلوكهم السياسي، يشكل احد العوامل المؤثرة في مفارقات السياسة الخارجية لامريكا واوروبا واسرائيل وتركيا ازاء التطورات الداخلية في سورية.

وقال سليمي في حوار اجراه معه موقع "عصر ايران" ان السياسة الخارجية لامريكا واوروبا تطرحان مفارقة تتلخص في دعمهما المعلن للديمقراطية في الشرق الاوسط بمحاذاة دعمهما للمعارضة التي لا تؤمن بالديمقراطية وحقوق الانسان والاساليب السلمية.

وردا على سؤال عما اذا كان بوسع الغرب استخدام قوى غير ديمقراطية للقضاء على حكام غير ديمقراطيين في الشرق الاوسط قال سليمي ان ثمة مبدأ في التطورات الاجتماعية يقول ان التطورات التي تنتجها اعمال العنف لا يمكن لها ان تمهد لاقرار مناخ سياسي سلمي وديمقراطي. فالمجموعات التي لا تؤمن اصلا بالديمقراطية وتعتمد اساليب تتسم بالعنف لا تستطيع بالتالي ان تمهد الطريق لاحلال الديمقراطية في بلدانها.

لذلك فان كان المجتمع الدولي يبحث عن اصلاح الوضع السياسي في الشرق الاوسط حقا، فلا يجب ان يدعم المجموعات التي تتبع العنف كمنهج. لان الديمقراطية تحصل من خلال السلوكيات الديمقراطية. ان اساليب مثل ايجاد الوئام وايجاد حكومات ذات قاعدة عريضة واجراء مفاوضات واسعة واقامة انتخابات بمساعدة الاوساط الدولية و... يمكن ان تكون مؤثرة في هذا المجال. ان ما يجري اليوم في سورية، قد لا ينتج بالضرورة مسارا ديمقراطيا.

واعرب سليمي عن اعتقاده بان المعارضة السورية لا تمثل اللاعبين الذين يتركون وحدهم اثرا على القضية السورية. اي ان اللاعبين الاقليميين والدوليين يضطلعون هم الاخرون بدور في هذا الخصوص. فالاطراف الاقليمية تقدم الدعم المالي والتسليحي للمجموعات السورية المعارضة. وان رضخت الاطراف الاقليمية والدولية للمسارات السلمية، قد تقبل المعارضة السورية بالجلوس الى طاولة المفاوضات.

ويبدو ان الغربيين ليس لديهم حاليا هاجس ارساء الديمقراطية في الدول الاخرى. فان كانت المواقف الدولية للحكومة السورية تختلف عما هي عليه الان، ربما لم تكن قضية الديمقراطية في سورية مهمة بهذا القدر بالنسبة للغرب. مثلما ان هناك دولا غير ديمقراطية لكن الغرب يقيم معها علاقات وثيقة.

ان الغرب مهتم بوضع مشروع الامن المستدام في منطقة الشرق الاوسط موضع التنفيذ. وهذا المشروع يحظى بمكانة مهمة في استراتيجية الامن القومي الامريكي. اي ان امريكا تسعى لايجاد شرق اوسط يضم انظمة تساير الغرب في سياساتها الدولية. لذلك يبدو ان تحقق هذا المخطط الامني اهم بالنسبة للغربيين من دمقرطة سورية او بلدان اخرى مثل سوريا.

وتابع سليمي انه ان ابدى اللاعبون الغربيون في الوقت الحاضر اهتماما باحلال الديمقراطية في سورية، فان ذلك لا ينبع من القيمة الذاتية للديمقراطية بل ربما بسبب الاثر المحتمل للمسارات الديمقراطية في استتباب الاستقرار في سورية وتغير المواقف الدولية المستقبلية للحكومة السورية.

وردا على سؤال حول ان محور تركيا – السعودية – قطر يطالب حتى اكثر من الغرب واسرائيل باسقاط بشار الاسد، فما الفائدة التي سيجنيها هؤلاء من سقوط الاسد قال سليمي انه في ظل الرغبة الغربية بايجاد نظام امني جديد في الشرق الاوسط فان بعض القوى الاقليمية تسعى لاقامة منظومات في هذه المنطقة تسهم في ايجاد نظام ونموذج جديد في العلاقات بالشرق الاوسط من الناحية الاقتصادية والسياسية.

ان المحور الذي تبلور من اسطنبول الى الرياض يسعى لاقامة علاقات منسقة مع الحكومات الناشئة او التي تنشأ في شمال افريقيا والشرق الاوسط. وبديهي ان تتصرف الحكومة السورية من حيث العلاقات الدولية والاقليمية بصورة غير متسقة مع محور "من اسطنبول الى الرياض" وان تغيير الحكومة السورية ربما يستطيع تلبة طموح هذا المحور في منطقة الشرق الاوسط.

لكن تركيا وبسبب تباين طبيعة نظامها السياسي واسس سياستها الخارجية مع السعودية وقطر، ربما تكون مصالحها مختلفة عن السعودية وقطر الى حد ما. اي انه قد لا يكون تولي المجموعات السلفية المتطرفة السلطة في سورية ، لصالح تركيا على المدى المتوسط. لذلك يبدو ان تركيا شانها شان الغرب، تواجه مفارقات في سياستها الخارجية تجاه سورية.