رمز الخبر: ۳۱۹۲۶
تأريخ النشر: 16:35 - 06 September 2012
واضاف ان القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران اتسمت بميزات عديدة ميزتها عن باقي القمم التي انعقدت في دوراتها السابقة. الاول اننا نمر بظروف يشن فيها الغرب بزعامة اميركا هجوما كاسحا على العالم برمته وقد اعدوا منذ سنين ظروف الهيمنة على العالم.
عصر ايران – شرح مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية الدكتور علي اكبر ولايتي الظروف الدولية التي انعقدت فيها قمة عدم الانحياز اخيرا في طهران وتطرق الى تفاصيل عن استقبال قائد الثورة لعدد من القادة الذين شاركوا في هذه القمة.

وقال ولايتي الذي حضر جميع هذه اللقاءات انه حسب وجهة نظر قائد الثورة فاننا نقف اليوم في منعطف تاريخي على الساحة الدولية. وان قضيتنا الرئيسية تتمثل في المطلب الذي نتوخاه من هذه الظروف وماذا يجب فعله.

واضاف ان القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران اتسمت بميزات عديدة ميزتها عن باقي القمم التي انعقدت في دوراتها السابقة. الاول اننا نمر بظروف يشن فيها الغرب بزعامة اميركا هجوما كاسحا على العالم برمته وقد اعدوا منذ سنين ظروف الهيمنة على العالم.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق اعلن بوش الاب في معسكر للقوة البحرية الامريكية بان العام اصبح من الان فصاعدا احادي القطب وان اميركا هي التي تتولى ادارته. واحد معاني هذا الكلام هو ان الامريكيين سيحلون محل الامم المتحدة ويتخذون القرار بدلا عنها. ومن ثم طرح مل لوهان نظرية القرية العالمية، وزعم الامريكيون بانهم مختار وسيد هذه القرية. وان اي عائق يعترض طريق تحقيق هذه القرية يجب ان يزول. وكلما اقتضى الامر يجب ان يستخدموا الامم المتحدة. واينما وقفت الامم المتحدة عائقا امامهم فانهم يجب ان يضطلعوا بدور الامم المتحدة. وفي مثل هذه الظروف حاولت اميركا توسيع هيمنتها بشتى السبل.

وبعد ان اشار الى مهاجمة اميركا بعد 11 حادث سبتمبر ، افغانستان ومن ثم العراق وبعدها شنت اسرائيل عدوانا بتحريض من امريكا على لبنان عام 2006 وغزة عام 2008 وبعدها الثورات الملونة في جورجيا واوكرانيا. قال ولايتي انه في خضم هذه التطورات بزغ فجر الصحوة الاسلامية في شمال افريقيا واضطر الغربيون لتغيير تكتيكاتهم. وقرروا تسليح تلك الاقلية التي كان من المقرر ان تكون عامل الثورات الملونة في هذه البلدان. وسعى المعارضون بالوكالة عن الاطراف الاجنبية دفع حكومات بلدانها الى التراجع اذ شكلت سورية اهم مثال على هذه الحالة.

وفي مثل هذا المناخ الدولي فان اهم مطلب للدول الاعضاء بحركة عدم الانحياز تمثل في المزيد من تفعيل الحركة وجعلها تضطلع بدور على الساحة الدولية وهو المطلب الذي شكل الوجه المشترك لتصريحات قادة الدول الذين التقوا قائد الثورة على هامش قمة طهران. كما ان الاعراب عن القلق من النفوذ الامريكي في القرارات الدولية وعدم مراعاة العدالة في الهيكليات والمنظمات الدولية كان احد هواجس هؤلاء القادة. فعلى سبيل المثال قال السيد يايي بوني رئيس الاتحاد الافريقي: اني اتحدث من جانب 53 بلدا عضوا في الاتحاد الافريقي اقول اننا قلقون من ممارسة اميركا والقوى الكبرى النفوذ في مجلس الامن واستخدامهم حق الفيتو. اننا نريد ان تسود العدالة في المجتع الدولي لكي تتبوا حركة عدم الانحياز التي تعد ثلثي الاسرة الدولية مكانتها التي تستحقها على الصعيد الدولي.

وقال رئيس الاتحاد الافريقي بانه قرا كلمة قائد الثورة الاسلامية ثلاث مرات بعد القائها امام القمة مؤكدا ان كلام القائد هو نفس الكلام الذي طرحه مؤسسو حركة عدم الانحياز عام 1955 اشخاص مثل سوكارنو ونهرو وعبد الناصر وتيتو.

ومن جهة اخرى قالت الشيخة حسينة واجد ابنة الشيخ مجيب الرحمان مؤسس بنغلادش خلال لقائها القائد اننا نعقد الامل على ايران بعد توليها رئاسة حركة عدم الانحياز ونناشدكم بوصفكم قائد الثورة الاسلامية العمل من اجل تفعيل هذه الحركة.

كما ارتدى الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري زيا خاصا خلال لقائه قائد الثورة الاسلامية يتم ارتداؤه عادة اثناء الحضور الى الاماكن والمحافل المعنوية. وقال اننا جئنا الى هنا لنتعلم منكم بوصفكم معقلا للحكمة.

وقال ولايتي ان وجهة نظر قائد الثورة هي ان حركة عدم الانحياز يجب ان تدعم كافة الدول الاعضاء فيها. ويدعو القائد كذلك الى تفعيل امانة الحركة وان تعمل هذه الامانة العامة والحركة على تسوية مشاكل الدول الاعضاء وان تكون ملاذا لها واينما مورس ظلم من قبل القوى الكبرى، ان يكون بمقدور الامانة العامة ورئاسة القمة ان تستخدم بالتشاور جميع الامكانيات والطاقات لرفع الظلم والحيف الذي يمارس ضد تلك الدولة.

وقال ولايتي ان احدى المسائل المهمة والمليئة بالتحدي في الوقت الحاضر هي القضية السورية. ومن الطبيعي انه تم خلال قمة طهران طرح ومتابعة هذه القضية من الاطراف المختلفة. وكان الغربيون يرون قبل انعقاد القمة في طهران انه ان عقدت هذه القمة فان يد ايران ستطلق للتدخل في سورية. وكانت هناك اقتراحات من بعض الدول قبل انعقاد المؤتمر كان هدفها انتزاع الدافع من ايران للافادة من القمة لحل المسالة السورية سياسيا. ولهذا السبب عقد مؤتمر مكة بموازاة اقامة قمة عدم الانحياز.

واضاف انه تقرر في ضوء توجيهات قائد الثورة ان تستخدم الجمهورية الاسلامية الايرانية الطاقات المتاحة في حركة عدم الانحياز لتسوية القضايا في سورية وان تحل القضية بالطرق السلمية. وهذا الامر كان مطلب كبار المسؤولين المشاركين في القمة والدول المهمة الاعضاء فيها. فقد طرح رئيس الوزراء الهندي الذي تعتبر بلاده احدى الدول المهمة والاكثر تاثيرا في حركة عدم الانحياز واخرون هذا المطلب.

وتابع انه على النقيض من بعض الكلام الذي طرح من جاب بعض الاشخاص المرتبطين بامانة الامم المتحدة بعد لقاء الامين العام للامم المتحدة مع قائد الثورة، فان الامين العام لم يطرح اي كلام خارج القواعد المالوفة، بل انه حضر الى اللقاء بتواضع منذ البداية وبعد تقديمه الشكر لقائد الثورة والشعب الايراني لدوره في تبلور الحضارة الانسانية قال متوجها الى القائد: بما انكم قائدا لايران وكذلك الزعيم الديني للمسلمين في المنطقة فان توجيهاتكم لها اثر في ايران وكذلك المنطقة. اننا نناشدكم ان تتدخلوا في القضية السورية بشكل فعال لكي يتم تسويتها بصورة مناسبة وسلمية.

وقال قائد الثورة بدوره بان حل القضية السورية رهن بتوقف الاطراف الاجنبية عن تسليح وتجهيز المعارضين لان هناك حربا بالوكالة تجري عمليا. اي ان عددا من المعارضين السوريين وغير السوريين يحاربون الحكومة السورية نيابة عن معارضي الحكومة السورية في البلدان الاجنبية التي تعارض كل منها الحكومة السورية لسبب ما. وان كان مقررا ان يتثبت هذا الاسلوب في العالم كله بان يتلقى معارضو الحكومات المال والاسلحة من الدول الاجنبية، فان العالم لن يشهد استقرارا وثباتا. وضرب القائد مثالا على ذلك وقال ان الناس في الدول الاوروبية الذي يعارضون حكوماتهم بصورة سلمية مثلا في البرتغال واسبانيا وايطاليا وفرنسا بسبب المشاكل الاقتصادية، فان تم كما في سورية تزويدهم بالمال والسلاح، فان الوضع السائد الان في سورية، سيحدث لحكومات هذه البلدان .

وعن اللقاءات مع قائد الثورة قال ولايتي انه على النقيض مما روج فان كبار المسؤولين المشاركين في القمة هم الذين كانوا يتصلون ويطلبون عقد لقاءات مع القائد. وان عدد هذه الطلبات لعقد اللقاء بلغ نحو 30 طلبا وطبعا لمن يكن بالامكان عقد كل هذه اللقاءات في اطار زمان انعقاد المؤتمر. لذلك كانت امكانية عقد اقل من عشرين لقاء. ويان الياسون الذي كان وكيلا لبيريزدوكئيار الامين العام الاسبق للامم المتحدة ويتولى الان نفس المنصب، كان يصر لمدة عن طريق وزارة الخارجية الايرانية وممثلية ايران لدى الامم المتحدة ان يتحدث الي هاتفيا، الى ان تحدث قبل عشرة ايام من انعقاد قمة طهران. وطلب ان يلتقى الامين العام للامم المتحدة، قائد الثورة الاسلامية في طهران.

والامر كذلك بالنسبة للسفير الهندي لدى طهران حيث اتصل مع ولايتي قبل عشرة ايام من انعقاد القمة ليطلب عقد لقاء بين رئيس وزراء الهند وقائد الثورة الاسلامية قبل انعقاد القمة لكي يطلع رئيس الورزراء الهندي على توجيهات ووجهات نظر القائد قبل مشاركته في القمة.