رمز الخبر: ۳۲۰۳
تأريخ النشر: 13:12 - 12 March 2008
حميد حلمي زادة
عصر ايران – حميد حلمي زادة : البيان الذي اصدره الامام الخامنئي (دام ظله) بشان الاوضاع الكارثية للشعب الفلسطيني الاعزل جراء الهجمة الصهيونية المسعورة على قطاع غزة ودعوته العالم الاسلامي الى حشد جميع اشكال الدعم والاسناد والاغاثة لاهلنا هناك ، ينطلق من رؤية سماحته الى وجوب التصدي لهذا العدوان الاسرائيلي السافر والمدعوم من قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الادارة الاميركية.

فعندما يتهم السيد الخامنئي واشنطن بان ايديها ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني المظلوم من خلال تعاميها عن الاعمال الوحشية الصهيونية التي ضجت منها البشرية جمعاء ، فانه حدد اصل المشكلة.

على مستوى اخر يمكن تفسير الارهاب الصهيوني المنظم ومن وحي هذا البيان على انه ناتج من حالة الحقد والكراهية التي باتت تعتمل في صدور اعداء الاسلام العظيم.

فهؤلاء المستكبرون الحاقدون حركوا مختلف الجبهات للانتقام من المسلمين ومقدساتهم فتارة يتمثل البغض في عناوين اعلامية كما في حالة الصور الكاريكاتورية الدنماركية ومرة نرى الحقد الاستكباري الاعمى يتجسد في اشعال حروب عدوانية شعواء على بلاد المسلمين ولاسيما في العراق وافغانستان ولبنان ، ناهيك عن ما يلاقيه ابناء فلسطين منذ ستين عاما من صنوف الابادة والتشريد والترويع.

واحيانا تظهر اشكال الشر والغطرسة والتعجرف من خلال منع البلدان والشعوب الاسلامية من الاخذ بنواصي العلوم والتقنيات الحديثة واتهام كل من توصل الى ذلك بالسعي الى تهديد الامن والسلم العالميين او بالتحديد تهديد الامن القومي للكيان الصهيوني المصطنع.

ولا شك بان الصراع المرير الذي تخوضه الجمهورية الاسلامية الايرانية على خلفية تمسكها بحق امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية هو خير دليل على حجم الاحقاد المستعرة في صدور المستكبرين ومن المهم جدا ونحن نلخص افكار بيان قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله) فيما يتصل بمأساة اخواننا واهلنا المرابطين في فلسطين ان نؤكد على ان العالم الاسلامي المبتلى بتهاون حكامه وتخاذلهم عن القيام بواجب النصرة واعانة المظلوم على الظالم لا ينبغي لابنائه الاستكانة او الخضوع للامر الواقع الذي كرسته القوى الاستكبارية طيلة العقود الماضية والذي يزعم ان فلسطين هي قضية معقدة ومتشابكة وان خوض غمار المواجهة مع الصهاينة المحتلين وهم جميعا من شذاذ الافاق عملية انتحار عقيمة لن تؤدي الغرض المنشود وان لغة التفاوض هي اللغة الحضارية التي نستطيع بها اقناع المجتمع الدولي والراي العام العالمي بعدالة قضيتنا !!

لا شك بان هذا منطق مرفوض جملة وتفصيلا لان التجارب علمتنا بان الحق لا يؤخذ الا بالجد فما بالك بالحديث النبوي الشريف يقول "الجنة تحت ظلال السيوف". فالجنة هي دار السلام والطمأنية لكن الوصول اليها بحاجة الى الجهاد والثبات ومكابدة الاهوال وطي الصعاب.

وفي هذا السياق لا يداخلنا ادنى شك بان ما تواجهه الامة عموما والشعب الفلسطيني خصوصا هو حصيلة لامتداد الصحوة الاسلامية بافاضاتها ومكاسبها وتاثيراتها المباركة وهذا ما اغضب الاعداء وجعلهم يفقدون صوابهم والا فما القيمة الاستراتيجية لان تقصف المقاتلات الاسرائيلية الحربية البيوت الامنة والاحياء الفقيرة في قطاع غزة حيث لا مضادات جوية ولا اسلحة متكافئة ؟!

انه وكما قال الامام الخامنئي "بسبب الاسلام الذي رفع عقيرته بنداء الحرية ، ومكافحة الظالمين واحيا روح الكرامة والعزة في الانسانية كافة وادخل الرعب في قلوب المستكبرين واشعل احقادهم وجعلهم يتمادون في الانتقام من الشعوب الاسلامية وباشكال مروعة تكشف بان سلوكياتهم وتصرفاتهم بلغت حد الجنون.