رمز الخبر: ۳۲۰۴۴
تأريخ النشر: 16:56 - 15 October 2012
إنها (الصحوة) التي كان لا بد منها لتصويب إتجاه بوصلة الحراك العربي وإنقاذه من محاولات تزييفه او إغوائه او الإحتيال عليه او ركوب موجاته لأغراض باتت مكشوفة لأصحاب البصائر من الثوار!
إنها نقطة (تحول 1) في (ميكانيكا الحرب المفتوحة) للمقاومة والتي بدأت عملياتها الاولى مع رحلة (ايوب) الثانية لكنها المليئة بالألغاز هذه المرة وعلى الخطوط الجوية التابعة رسمياً لحزب الله... والقادم اخطر!

إنها نقطة التحول من الدفاع الى الهجوم، والتي يتم فيها لأول مرة سلب العدو قدراته الإبتكارية او الإستباقية رغم كل كميات اسلحة الدمار الشامل المكدسة في مخازنه، وذلك عندما تتحول الى مجرد (حديد خردة) غير قادرة على الفعل او الحراك بل تصبح حبيسة الإنفعال!

(ليست المرة الاولى ولن تكون الأخيرة ولن تقلل من قيمة وأهمية المفاجآت الكثيرة التي يحملها المستقبل من الأيام)!

لكنها (اللازمة) التي كان لا بد منها على ما يبدو لإعادة تصويب بوصلة الأحداث الكبرى التي تمر بها منطقتنا العربية والإسلامية بعد أن تاهت سفن البعض ومراكبهم في رمال (الربيع العربي) المتحركة!
إنها (الصحوة) التي كان لا بد منها لتصويب إتجاه بوصلة الحراك العربي وإنقاذه من محاولات تزييفه او إغوائه او الإحتيال عليه او ركوب موجاته لأغراض باتت مكشوفة لأصحاب البصائر من الثوار!

إنها علامة فارقة تقطع الشك باليقين بأننا في مرحلة خيبر وبدر الكبرى ولسنا في مرحلة (شعب ابي طالب) كما يريد البعض أن يوهمنا!

إنها نقطة عطف مهمة بأننا في حالة (ربط نزاعات) لا يمكن فكاك بعضها عن الآخر ولذلك كان الأمين العام لحزب الله وسيد المقاومة الإسلامية اللبنانية واضحاً في خطابه وشفافاً كما لم يكن من قبل!
الطائرة ايرانية الصنع. التجميع هو من عمل كادر المقاومة الإسلامية اللبنانية. إنها ليست العملية الاولى ولن تكون الأخيرة. إن الطائرة إنطلقت من لبنان من مكان ما الى فلسطين المحتلة ومسحت البحر والارض كما لم تمسح وحدة فدائية من قبل. إنها طيور الله التي حلقت لمدة ثلاث ساعات متواصلة فوق المياه وفوق اليابسة وعلى إمتداد ثلاثمائة كيلومتر فيما العدو في تيه صحرائه التاريخية.

إنها الرحلة الرسمية الاولى والعلنية للخطوط الجوية لحزب الله اللبناني الى القدس المحتلة الناجحة والموفقة والمتفوقة والتي أتت أكلها بامتياز!

لكنها هي أيضاً وأيضاً جزء من أسطول رحلات متواصل الحركة منذ سنين يسند بعضها بعضاً، قرر الطرف الأكثر مرونة في حركته أن يكون حامل بيرق نقطة التحول الاولى لخريطة المنازلة الكبرى المرتقبة!

إنها المنازلة التي تترقبها وتعمل من أجلها كل اطراف محور المقاومة والتصدي للعدوان الصهيوني على مقدرات أمتنا.

إنها المنازلة التي يحضر لها و يعمل على إنجازها بنجاح يغير وجه المنطقة قوى مقتدرة ومتماسكة ومنسجمة تمتد من خراسان الى بغداد الى دمشق الى صور وبنت جبيل الى نابلس ورام الله وبيت المقدس الى غزة هاشم الى قاهرة المعز المتجددة دون تقطع او إنقطاع مهما عمل المرجفون في المدينة!

قبل يومين من إعلان وتبني سيد المقاومة عن رحلة (ايوب) الثانية لأرض الرباط كشف (موقع ايران النووي) عما سماه (إنتشار مثل هذه الرحلات في سماء فلسطين المحتلة لاسيما في شماله وقرب الجولان...) مشيراً الى أن مجموعات المقاومة إستطاعت خلال السنوات الماضية رسم خريطة كاملة والقيام بمسح شامل لكل معوقات الإشتباك العسكرية او الطبيعية.... مضيفاً الى أن الهدف من استمرار ذلك هو:

اولاً - إختبار فعالية أنظمة الدفاع الجوية الاسرائيلية والتي ثبت حتى الآن بأنها غير فعالة!
ثانياً - جمع المعلومات وتحديد الأهداف!

ثالثاً – رفع قدرات هذه الجماعات من خلال التدريبات في اجواء العدو!

إنه عمل قديم جديد اذن، قدمه دليل على وجود إرادة وتخطيط ثابتين وجدته دليل على أننا دخلنا مرحلة (المفاجآت المفتوحة) كما يقول المتتبعون والمطلعون على خفايا الحرب المعلوماتية والإستخبارية الشاملة المندلعة منذ سنوات بين من يريد وقف الزحف الى حتفه اي اليهود الصهاينة وبين من يستعجل الزحف لفتح بيت المقدس اي المسلمون والمسيحيون من بيت المشرق الجديد الممتد من جبال الأطلس الشاهقة الى سور الصين العظيم مروراً بالقارة الاوروآسيوية اي وصولاً لبوابات موسكو وبكين!

إنه (سفر ايوب الثاني) الذي يفترض به او من دلالاته العميقة أنه سينقلنا ويحولنا من الدفاع الى الهجوم!

في هذه اللحظة بالذات ونحن نقرأ هذا السفر المقدس لعملية الشهيد حسين ايوب، إن جنود الله من قوات التعبئة في كل محافظات ايران تستعد لأكبر مناورات سيشترك فيها نحو خمسة ملايين مقاتل سيقومون خلالها إنجاز عمليات دفاع وقتال إفتراضية حسب جغرافية وتضاريس كل محافظة ولكن تحت عنوان عريض واحد هو: كتائب بيت المقدس!

وفي هذه اللحظة أيضاً تدور أشرس المعارك وأكثرها تعقيداً في شوارع وأزقة حلب وريفها وأرياف كثيرة من بلاد التين والزيتون وطور سينين، في إطار حرب كونية يجمع المطلعون على خفاياها بأنها الحرب التي على أساس نهاياتها سيحسم شكل النظام العالمي القادم ونوع الجغرافيا السياسية التي سترسم عالمنا الإسلامي ووطننا العربي من جديد!

إنه السفر الذي سيكون مليئاً بالمفاجآت مع كل يوم يمر، المفاجآت التي أيّاً كانت حالة صعودها وهبوطها إلاّ أنها هي من ستحدد في آخر نقطة تحول لها متى سيتم تفكيك آخر احتلال وآخر استيطان وآخر حالة عنصرية في التاريخ المعاصر، بمعنى اوضح وأكثر شفافية تفكيك معسكر ما يسمى بدويلة إسرائيل وشطبها من خريطة العالم المزيفة وإعادة صاحبة الحق المشروع في هذا الموقع من الجغرافية البشرية والسياسية والطبيعية اي فلسطين!

ولكن ماذا يعني كل هذا بالنسبة لحزب الله تحديدا؟!

تذكروا كلام نصر الله عندما قال: نحن لسنا بحاجة الى سلاح كيمياوي ولا نووي، نحن لدينا ما هو أهم فعلاً وأثراً!

إن طائرة ايوب اليوم بإمكانها بعد اول تجربة أن تحطم منصات الغاز الإسرائيلية في البحر!
إن طائرة ايوب تستطيع أن تقصف سفن الأطلسي الحربية في شواطئ المتوسط والأحمر!
إن طائرة ايوب اشبه بطيور أبابيل التي ستتمكن من التحليق حول ديمونا وتهددها بالضرب بحجارة من سجيل!
إنها تستطيع اذن أن تضرب من تريد من قادة العدو قبل أن تكتشف!
إنها نقطة تحول الاولى التي ستنتقم للشهيد عماد مغنية والذي بات شبحه اليوم يخيم على كل تلال وجبال ووديان وسواحل فلسطين، فهل حانت ساعة الإنتقام له؟!