رمز الخبر: ۳۳۳۵۹
تأريخ النشر: 18:35 - 05 February 2017
 عصر إيران - هافينغتون بوست -  "عادة لا أكتب منشورات طويلة أو أي نوع من التعليقات السياسية أو الدينية، وأعتذر مقدّماً ولا أتوقّع أن يقرأ أصدقائي هذا المنشور الطويل! ولكنّي فقط ليس بإمكاني كتمه أكثر من هذا"، بتلك الكلمات بدأت مُهندسة إيرانية حديثهاعن واقعة أثارت جدل عشرات الآلاف عبر شبكات التواصل الاجتماعي على عكس ما توقّعت.
 
فقد نشرت الشابة إيرانية الأصل، نازانين زينوري، والتي تعيش بالولايات المُتّحدة منذ 7 سنوات، قصة ترحيلها من على متن طائرة، كانت تستقلّها للعودة إلى منزلها بمدينة كليمسون في ولاية كارولينا الجنوبية بالولايات المُتحدة، عقب ساعات فحسب من إصدار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قراراً بمنع دخول مواطني 7 بلدان إلى الولايات المُتحدة بينها إيران.
 
وفي المنشور الذي شاركه أكثر من 100.000 شخص وتفاعل معه عشرات الآلاف من مُستخدمي موقع فيسبوك، خلال ساعات قليلة من نشره، قالت نازانين، التي درست الهندسة بجامعة كليمسون الأميركية، إنها سافرت إلى إيران للالتقاء بوالدتها، وخلال الزيارة التي تُجريها مرّة واحدّة سنوياً؛ حُظِر عليها العودة.
 
فقالت "بدأ يوم الجمعة؛ 21 يناير/كانون الثاني 2017، مثل أي يوم عادي، كنت مُتحمّسة بشأن رحلتي إلى طهران، فبعد كل شيء أنا أتمكن من الزيارة مرّة واحدة كل عام، كنت مُتحمّسة وقلقة في الوقت نفسه، كنت قلقة بشأن كلبي الصغير، ولكنّي لم أكن أقدر على الانتظار كي أرى أمّي".
 
"كانت رحلة هادئة، وعدّت إلى الوطن يوم الإثنين 22 يناير/كانون الثاني، بعد حوالي 28 ساعة، مُتعبة ولكنّي سعيدة جداً جداً، كنّا جميعاً سعداء، فسآكل الكثير من الطعام الفارسي اللذيذ، وأصنع أطناناً من الذكريات العظيمة وأعود إلى حياتي في الولايات المُتحدة؛ ولكن السعادة لم تستمر طويلاً".
 
"في يوم الأربعاء؛ بدأنا نسمع شائعات بشأن أوامر تنفيذية من شأنها تغيير قواعد الهجرة لبعض البلدان، بما فيها إيران، وسريعاً قرأنا مسودات مثل أي شخص آخر، فهل يمكن أن تُحظر عليّ العودة؟ لا. هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً، لن أدع ذلك يُفسد رحلتي".
 
"ولكن الأمر صار جاداً بسرعة للغاية"، هكذا أضافت الفتاة التي شرحت ما حدث لاحقاً قائلة: "قبل أن أعرف، كان هذا يحدث بالفعل، وعلى الرغم من أنني لم أرغب في مغادرة عائلتي، قمت سريعاً بحجز تذكرة للحاق بالرحلة الجوّية التالية للعودة، وبعد ساعات قليلة من توقيع القرار؛ وصلت إلى المطار وركبت الطائرة ووصلت إلى دبي".
 
"بعد الانتظار في الطابور لفحص وثائقي، وبعد 40 دقيقة من الأسئلة والإجابات، صعدت على متن الطائرة إلى واشنطن، فقط كي أجد ضابطين من إدارة أمن النقل يطلبان منّي مغادرة الطائرة!!! نعم بعد قرابة 7 سنوات في الولايات المُتحدة، تم ترحيلي".
 
"لم يحذّرني أحد عندما كنت أغادر، لم يهتم أحد بما سيحدث لكلبي أو لوظيفتي أو حياتي هناك، لم يخبرني أحد ماذا علي أن أفعل بشأن سيارتي التي لا تزال متوقّفة في موقف سيارات المطار، أو ماذا أفعل بمنزلي وكل متعلقاتي".
 
"لم يقولوا بالكلمات، بل بالأفعال إن حياتي لا تهم، كل ما عملت من أجله تلك السنوات لا يهم.. أنا فقط مُضطرّة لأن أقول ذلك".
 
ووقّع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني، قراراً يمنع دخول رعايا 7 بلدان إسلامية إلى الولايات المتحدة. وهي :العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. باستثناء حاملي تأشيرات الدخول الدبلوماسية أو الرسمية، أو من يعملون في مؤسسات دولية.
 
وفي المقابل أصدرت إيران قراراً يتم بموجبه المعاملة بالمثل بشأن مواطني الولايات المُتحدّة؛ 28 يناير/كانون الثاني 2017، وأمرت السفارات والقنصليات الإيرانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة الرعايا الإيرانيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم أو إلى أماكن عملهم أو جامعاتهم".
 
7 سنوات في أميركا.. ماذا كانت تفعل هناك؟
 
بدأت نازانين رحلتها في الولايات المُتحدة قبل 7 سنوات لحيازة درجة الماجستير في العلوم، بمجال الهندسة الصناعية من جامعة نورثن إيلينوي الأميركية خلال أول سنتين من تواجدها بالبلاد، ونالت درجتها العلمية الأولى بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف، بحسب ما يشير حسابها بموقع LinkedIn للتواصل المِهني.
 
وفي عام 2013 التحقت بجامعة كليمسون الأميركية، ونالت درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 2016.
 
وخلال تلك الفترة؛ شغلت نازانين منصب مدرّس مساعد، وأمدّت 100 طالب مُسجل آنذاك بالتوجيه الإضافي في دورة علم النمذجة والمحاكاة، كما عملت على تقييم الاختبارات والمشاريع المُعدّة من قِبل الدارسين، وساهمت في تدريس الأنظمة وتطوير النماذج.
 
وعملت على عدد من الموضوعات خلال تلك الفترة؛ شملت أنظمة التعلّم الإبداعية وتعزيز التعاون والتنسيق بين الموظفين والإدارات باستخدام تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة وأنظمة تحليل البيانات والتعليم والتدريب، واستخدام التطبيقات الذكية في إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي بمجال تعزيز التواصل بين العاملين، فضلاً عن تحليل بيانات التطبيقات الذكية.
 
ومنذ عام 2016؛ بدأت عملها بمدينة كليمسون لدى شركة Modjoul لأنظمة الحاسبات.