رمز الخبر: ۳۶۲۹۶
تأريخ النشر: 15:23 - 10 July 2017
عصر ايران - لا تصنف الجمهورية الاسلامية الايرانية جارتها المملكة العربية السعودية ضمن فئة الاعداء. وهي اعتمدت طوال السنوات الماضية سياسة الابواب المفتوحة مع الرياض.علي الرغم من الملفات الخلافية اصرت طهران علي حد ادني من التواصل والانفتاح .

الرئيس روحاني ومنذ تبوئه منصب الرئاسة سعي الي تطوير العلاقة . وحتي حين وصلت الامور الي ذروة التأزم علي خلفية حادثة الحجاج الايرانيين في مني ، اصر الرئيس روحاني علي عدم التصعيد ، وعلي اعتبار الرياض جار مشاكس لا بد من حل المشاكل معه ومن المفيد ذكره ان ايران اثبتت منذ انتصار الثورة الاسلامية انها لا تنظر لمصلحتها الخاصة بمعزل عن مصلحة المنطقة والدول الاسلامية الاخري فضلا عن موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية ما يدفعها لتقديم التنازلات في علاقاتها مع الدول الاسلامية والعربية.

في المقابل اغلقت السعودية كل الابواب واصرت علي اعتماد سياسة تصعيدية وصولا الي تهديد ولي العهد محمد بن سلمان وبدون اي مواربة بنقل الصراع الي الداخل الايراني كما لم تتردد الرياض بتصنيف ايران في خانة الاعداء مع ما يستتبعه هذا التصنيف من تبعات تمثلت بحروب اعلامية وامنية وسياسية. 

الاختلاف في مقاربة العلاقة بين الطرفين يدفع لطرح تساؤل اساسي حول مدي امكانية استمرار الجانب الايراني متمثلا بحكومة الرئيس روحاني باعتماد نفس السياسة.

يشير الباحث بالشؤون الايرانية حبيب فياض في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الرئيس روحاني يعبر عن تيار وسطي ضمن التيارات السياسية الايرانية المختلفة وانه منذ ولايته الاولي اعتمد سياسة مرنة تجاه الغرب وكذلك تجاه محيط الجمهورية الاسلامية الايرانية في العالم العربي . ويشير فياض الي الاختلاف في الخطاب بين الرئيس روحاني والرئيس السابق نجاد. خطاب الرئيس الحالي اقرب بحسب فياض لخطاب الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني او الرئيس الاسبق محمد خاتمي.

ويتحدث الاستاذ الجامعي عن مرحلتين في السياسة الخارجية للرئيس روحاني تجاه المملكة العربية السعودية، المرحلة الاولي وهي خلال الفترة الاولي من الولاية الرئاسية الاولي وفيها استنفدت ايران كل الامكانيات المتاحة لجذب الرياض نحو الحوار والانفتاح. يشير فياض الي ان هذه السياسة الانفتاحية تقع في صلب المشروع الايراني تجاه المنطقة العربية وبالاخص المملكة العربية السعودية  الا ان الرياض قابلت هذه السياسات بالامتناع والسلبية.

يبدو ان هذه المرحلة انتهت برأي فياض فقد وصل الايرانيون الي قناعة مفادها ان تعديل السياسة السعودية العدوانية تجاه ايران امر بالغ الصعوبة وربما مستحيل . لقد طفح الكيل لدي الجانب الايراني من سياسة ادارة الظهر التي تعتمدها السعودية والاصرار السعودي علي اقفال منافذ الحوار التي حاولت طهران فتحها. 

دخلت طهران مرحلة جديدة علي خط العلاقة مع المملكة السعودية. سنشهد من الان فصاعدا سياسة صلبة ضمن اطار المعاملة بالمثل .يؤكد فياض ان ان السياسة الايرانية الحالية هي سياسة تحضر فيها كل وسائل المواجهة غير المباشرة ويتوقع فياض تصعيدا بين الطرفين خاصة بعد زيارة ترامب الي الرياض والتي نتج عنها خطة سعودية اميركية لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وردا علي سؤال عن احتمالات التهدئة وظروفها يستبعد فياض هذا الامر الا في احدي الحالتين. 

الاولي ارتداد داعش باتجاه المنشا السعودي وقيامه بتنفيذ عمليات علي الاراضي السعودية والاحتمال الثاني هو تفاقم الأزمة داخل العائلة المالكة السعودية، هذان التطوران وحدهما قد يلجمان السعودية ويدفعانها للتراجع عن التصعيد تجاه ايران.

المصدر: ارنا

الكلمات الرئيسة: ایران ، السعودیة